عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رســـــولُ الله صلى اللـــهُ عليه وسلم : ( ماراحَ مسلمٌ في سبيلِ اللهِ مجـاهدًا أو حاجًّـا أو مُهِلاًّ أو ملبِّيًا إلا غربت الشَّمسُ بذنوبه ) رواه الطبراني .
وَصُنِ الذي أوصاكَ ربُّكَ إنَّـه = أوصى بمـا في الخيرِ في هذي الحياهْ
وَعِشِ اللبيبَ ولا تَعِشْ متوجسًـا = فالحقُّ مُــرٌّ في مفاهيمِ الطغاهْ
وَذَرِ الضَّلالاتِ المقيتةَ وَاهْجُرَنْ = هَـذْرَ المذاهبِ مجحفاتٍ في سَنَاهْ
(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرْ): تَنَزَّلَ وحيُ مَنْ = أهـدى إلى الدنيا المـزِيَّـةَ من هُـداهْ
( فَمُحَمَّدٌ ) صلى عليهِ اللهُ قد = نادى وبشَّرَ . ثُمَّ أنْذَرَ مَن عَصَاهْ
* * *=* * *
الَّلهُ بارئُنا ولم نُخلقْ سوى = لعبادةِ الرحمنِ دونَ سِواهُ
فله المحبةُ والعبادةُ والتُّقى = وهو المعينُ لمؤمنٍ ناداهُ
والشركُ والإلحادُ لانرضاهما = أبـدًا ومنهجُ ربِّنا نرضاهُ
ونردُ وسوسةَ الشياطين التي = تدعو لبهرجها الذي جافاهُ
فالدِّينُ دينُ اللهِ باقٍ قَيِّمٌ = هيهاتَ يُفني الدينَ مَن عاداهُ
ونَبِيُّنَـا الهادي بسُنَّتِه جــلا = ميثاقَ شِرعتِه وقد صُنَّـاهُ
روحوا بهنَّ فشأنُكم يعلو بها = ولهُـنَّ عن عـزمِ الأفاضلِ شمِّروا
إنَّ الجهادَ سنامُ دينِ مُحَمَّدٍ = وبـه المكانةُ زهوُهــا والمفخرُ
ماذلَّ قومٌ جاهدوا واستبسلوا = وإلى الأعادي يومَ جاروا بكَّرُوا
والحجُ فرضٌ مَن أهـلَّ لأجلِه = تُطوى مثالبُ أمسِه ويُبشَّرُ
وكلاهما بابانِ لمَّــا يُغلَقا = وإليهمـا جــدَّ الكرامُ وكبَّـروا
لا والذي برأ الأنامَ فإنه = مَن نامَ عن فضليهما لايُنصرُ
* * *=* * *
أدُّوا الفرائضَ باشتياقٍ والسُّننْ = وَدَعوا الهوى فبِه المُضَلَّلُ يُفْتَتَنْ
وَصِلُوا القلوبَ بربِّكم تَلقوا هُدَىً = جلاَّه في الأيامِ بالذِّكرِ الحَسَنْ
وذروا الأُخُوَّةَ والمودةَ بينكم = ميثاقَ صدقٍ ليس يطويه الزمنْ
إنَّ الليالي زائلاتٌ لـم تذرْ = زهــوَ الكنوزِ ولم تَدَعْ غالي الثَّمَنْ
والكلُّ يعدو إن درى ممَّن مضى = أو مَن مع الدنيا الدنيةِ مُرتَهَنْ
وغدا سيُخزي اللهُ مَن ضلُّوا ومَن = هجـروا تعاليمَ النَّبيِّ المؤتَمنْ
* * *=* * *
وَاجْهـرْ بمـا في الحقِّ من قِيَمٍ ولا = تخشَ العواقبَ إنَّهـا بيدِ الإلـهْ
* * *=* * *
السعيُ خلف المفلسين خسارةٌ = تخفي انهزامَ المـرءِ في الأسواقِ
وبراءةُ النفسُ الأبيَّةِ شأنُهـا = أن لاتهونَ لهِزَّةِ الإخفاقِ
والسَّعيُ كانَ لغيرِ ربِّك غفلةً =للنفسِ مهمـا هِمتَ في الآفاقِ
لاتَرْجُ من غيرِ الإلهِ مكانةً = فيها الجزيلُ هديَّـةَ الأعلاقِ
إنَّ السَّعيدَ هـو الحفيُّ بمـا وعى = مـا للرضـا الأسمى لـدى الخلاَّقِ
فلربَّ قلبٍ نالَ طيبَ سعادةٍ = رغـم الشَّقاءِ وشدَّةِ الإملاقِ
* * *=* * *
إنْ هبَّتِ الأنسامُ من أُفقِ الهدى = وهفـا الفؤادُ إلى النشيدِ الحادي
وأتتْ بشائرُ توقظُ السَّاهي إلى = مـا عندَ ربِّ العرشِ من إرفادِ
لـن يطمسَ اليأسُ المحملُ بالأسى = نـورَ الرجاءِ ولهفةَ العُبَّـادِ
إنْ قمْتَ في الليلِ البهيمِ مناجيًـا = مولاك فاستبشرْ بطيبِ وفـادِ
فاللهُ لـم يخذلْ أخـا هــمٍّ وهل = يُخزَى بحضرةِ راحـمٍ و جواد !
فاجعلْ رعاك اللهُ صدقَك بلسمًا = فالنفسُ تصبحُ ويك ذاتَ عـمادِ
* * *=* * *
لا . ثمَّ لا لم تمضِ شرعتُنا ففي = بيضِ القلوبِ هديرُها الصَّدَّاحُ
يحدو به الشِّريانُ في جريانه = وترفُّ فوقَ ربيعه الأرواحُ
هي شرعةُ الرحمنِ أنزلهـا هُدَىً = للعالمين وأهلُهـا النُّصَّاحُ
يخشى سواها أن يعيشَ مكانَها = فسوى الشَّريعةِ مارعاهُ نجـاحُ
كلُّ المذاهبِ والعقائدِ زورُهـا = بـادٍ يردُّ فسادَهـا الإصلاحُ
فالرحمةُ المهداةُ دينُ مُحَمَّـدٍ = وهُـداهُ رغـمَ جحودِهم لمَّــاحُ
* * *=* * *
باللهِ ــ جلَّ ــ تُكابدُ الأعباءُ = وتزولُ رغمَ عُتُوِّهـا الضَّرَّاءُ
لاحـولَ للإنسانِ إنْ فاضَ الأسى = أو قـلَّ حينَ الشِّدَّةِ النُّصَراءُ
لكنَّهـا باللهِ في نجــداتِه = يأتي إلى أهلِ الأسى البشراءُ
وينالُ بالصَّبرِ الجميلِ مكانـةً = من أهلِهـا الأبرارُ والصُّلحاءُ
لمَّــا تبرَّأَ دونهــا من حـولِه = وافى إلى القلبِ السَّليمِ مَضــاءُ
فَوِّضْ أمـورَك للإلـهِ ولا تَخفْ = يُـدْنِ الرجـاءَ الغوثُ والإدناءُ
* * *=* * *
قُلْهــا هنيئًا للذي يمشي إلى = دفـعِ الأذى عن حالةِ الأيتـامِ
وعـن الفقيرِ أذاقـه ليلٌ شكا = من وَقْدَةِ الحسراتِ والآلامِ
أمَّــا الأراملُ واللواتي عشْنَ في = كنفِ الهمومِ لعلَّةٍ وَسَقامِ
والقومُ ممَّن قد عَرَتْهم نكبةٌ = كالجـارِ جارِ الجُنبِ والأرحـامِ
جَنِّدْ خُطاك فإنَّ ربَّك عالـمٌ = بجميلِ طيبِ الجودِ طولَ العامِ
ويرى ويسمعُ ثـمَّ يجزي مَن سعى = خيرًا كأجـرِ الصَّائمِ القوَّامِ
* * *=* * *
إصلاحُ نفسِكِ بابُ شأنٍ لـم يزلْ = للسعيِ مفتوحًـا على الإيمـانِ
فالإثـمُ والعصيانُ والطغيانُ من = طيشٍ ومن سوءٍ بلا نقصانِ
هـي للتَّبابِ وللخسارةِ إنْ طغتْ = بذميـمِ مـا للنفسِ من هيمـانِ !
فاسلكْ طريقَ اللهِ غيرَ مـذمَّـمٍ = بقبيحِ ما للغيِّ من هيجـانِ !
فتُقاكَ أثمنُ من فنونِ ضلالِهم = ومن الهُراءِ الغثِّ والهذيانِ
عِشْ بالمزايا الغالياتِ بشرعة = قدسيةِ جاءتْ من الرحمنِ
* * *=* * *
العُدَّةُ العظمى بغيرِ تَرَدُّدٍ = هي ذلـك الإيمـانُ في الأحناءِ
حيثُ الكتابُ وسُنَّةُ الهادي وما = بجليلِ مافي الشِّرعةِ الغرَّاءِ
فلهـا الخلافةُ والسيادةُ رغـمَ مـا = لمكائـدِ السُّفهاءِ في الغبراءِ
هـم حاربوهـا من قرونٍ قد مضتْ = ومضتْ بهم . لا بالدعوةِ السَّمحاءِ
هيهاتَ تفنيهـا العداوةُ إنَّهـا = من وحيِ ربِّ العرشِ ذي الآلاءِ
تبقى بدنيا النَّـاسِ رغمَ أُنوفِهم = أعني أُنوفَ النُّخبةِ الرعناءِ
* * *=* * *
إسلامُنا سَكَنَ القلوبَ فأزهرتْ = بالشَّوقِ للرحماتِ والجنَّاتِ
فبه النَّجاةُ وفي حِماهُ يعــزُّ مَن = يلقى عدوَّ اللهِ في السَّاحاتِ
والأُمَّـةُ الثكلى تداوي جرحَهـا = بِهُداهُ رغــم تنوُّعِ الشُّبُهاتِ
والزخرفُ الفتَّانُ لن يطغى على = وّهَجِ اليقينِ بمحكمِ الآياتِ
والأمـرُ تقديرُ العزيزِ فلا تخفْ = إن عربدَ الطاغوتُ في الأزماتِ
ستزولُ أسبابُ الفصامِ فربُّنا = يعفو عن الزلاتِ بالتَّوباتِ
* * *=* * *
هيهاتَ تُطوَى صفحةٌ من حبِّــه = فالحبُّ في أحنائِنا يتجددُ
شوقٌ يثيرُ مشاعرَ المُهَجِ التي = فيهـا الحنينُ ، وجمرُه يتوقَّدُ
وفيوضُ عينٍ ماجرتْ إلا على = صوتٍ من الحَرَمِ الشَّريفِ يُردَّدُ
ولعلنا في روضةٍ تبقى على = زهـوِ العهودِ وكم يطيبُ المحتِدُ
يُفدَى بأرواحٍ فلا ريب وهل = حبٌّ بـه تحيا القلوبُ سينفدُ !
عشنا بظلِ هُداهُ ، لـم يُصرَمْ هُدى =وافى ببهجتِه النَّبِـيُّ مُحَمَّــدُ
* * *=* * *
يامَنْ تُجيبُ دعاءَنا إنَّـا هنـا = بالبابِ لـم نبرَحْ مدى الآناءِ
في نيَّةٍ صدقَتْ وفي شوقٍ شدا = لرفيفِ نفحِ الغيمةِ الوطفاءِ
ندعوك. لانرجو سواك لِمــأ جرى = في عصرِنا المشحونِ بالبغضاءِ
أهـلُ الزمانِ تَمَرَّدُوا بفسادِهم = مامن قُوَى ستردُّهم و وِقـاءِ
وسِواك ربِّي لايُزيلُ شقاءَنا = وسِواك لايرجى لهــذا الدَّاءِ
فارحـمْ تضرُّعَنا وباركْ خطوَنا = واجعلْ أسانا اليومَ في إقصاءِ