تبا لمنْ قال بالإيمانَ إظهارا = ويحسبُ الدينَ تسبيحًا وأذكارا
يبدو تقيّا إذا ناظرته ورعًا = في القول مثرٍ ويخفي الشّرك أسرارا
ويلٌ لمن يجهلُ التنزيلَ من فُسَقٍ = وينكرُ الدينَ دستورًا ومعيارا
للناسِ يبدو حضاريًّا بظاهره = وللتقدّمِ يشدو حيثما سارا
يدعو إلى السوءِ والفحشاءَ ينعتُها = حرّيّةً، تجعلُ الجهّالَ فجّارا
الدين لله قالوا في مساجده = وكيف تُخفي بيوتُ الله أنوارا!!
حرّيّة الناس حقٌّ في عقائدهم = بها أباحوا الزنى والفحش والعارا
نسوا الرقيبَ وبات المالُ ربّهمُ = فساقهم للظى عُمْيًا وأشرارا
مخالبُ الفقر تنمو والربا دولٌ = وكلُّ دعْواهمُ لم تُغنِ إفقارا
هل يصلح الناسَ نُسْكٌ في مساجدهم = وهم عبيد الهوى ناخوا لمن جارا
الدين للخلْقِ لا لله لو فقهوا = يبني الحياة ويحيي الناس أحرارا
هو السراج الذي أضواؤه فلقت = دياجيَ الجهل والتضليل أسحارا
الله أنزله للعالمين هدى = من بعد ما أفسدوا في الأرض تكرارا
هو العبادةُ والإيمان جوهرها = هو الهداية إرشادًا لمن حارا
نهجُ العبادة أعمال إذا حسنت = فيها التنافسُ يُعلي الخَلق أدوارا
تحيي النفوس وللأخلاقِ داعية = وتجعلُ العلم للتطويرِ مختارا
الدين بين الورى ساوى وميّزهم = عند العليم التقى قربًا ومقدارا
لم يبق ظلمٌ إذا سادت مبادئه = فالعدل فيه وفي أحكامه دارا
حرّيّة الفكر ما كانت مقيدةً = أو كان معْتقدُ الأديانِ إجبارا
ما ينفع الله؟ إذ صلّوا وإذ عَدِلوا= هو الغنيُّ وساد الخلق جبّارا