جاء في الأثر :( مَنْ أعطشَ نفسَه في يوم صائف سقاه الله يوم العطش )
رمضانُ حـلَّ و دورةُ = الزَّمنِ الحفيــَّةِ بالهداهْ
وضعتْ زوارقًها على =شــطِّ السلامةِ من نَـداهْ
ونداءُ حادي الغيبِ = أسمعَ مَنْ أتاهُ ومَنْ قلاهْ
هي دورةُ الرِّضوانِ = والـزَّادِ المعطَّـرِ بالنجاهْ
للواثقينَ بربِّهم =فلدورةِ الزمنِ انتباهْ
يجري به ما قد أرادَ = اللَّهُ حتَّى منتهاهْ
فيها الحياةُ لمَنْ وعى=بيقينِه كُنْــهَ الحياهْ
للَّهِ ــ جلَّ اللهُ ــ كلُّ = الأمرِ لايقضي ســواهْ
في كلِّ آنٍ أمــرُه=يغشَى الخلائقَ في دُناهْ
لايُسألُ الدَّيانُ عمَّـا = شـــاءَ في كونٍ براهْ
يحيي ، يُميتُ ، يعزُّ مَنْ =يبغي ، يذلُّ لمَنْ عصاهْ
سبحانَ ربِّك لامردَّ = لحكمِه إنْ مـا قضاهْ
فاسجدْ لوجهِ اللهِ واستمسكْ = بحبلٍ من عُــراهْ
ما خيَّبَ اللهُ الدعاةَ = الصَّادقين ، ومَنْ أتاهْ :
بالصِّدقِ والإخلاصِ والتقوى = ولاذوا في حِماهْ
* * * = * * *
في دورةِ الزَّمنِ النجاةُ = فأين مَنْ يرجو سناهْ
ليردَّه عن غـيِّ نفسٍ = ســـاقَها فيها هواهْ
صوتُ الغيوبِ يعودُ لم=يبرحْ يحفِّزُنا نِداهْ
لنهبَّ نُحيي النَّفسَ = بالإيمانِ ما أحلى صفاهْ
فبه تُشـــادُ حياتُنا=وبه نُجدِّدُ مبتغاهْ
والعيشُ يحلو بالهدايةِ = ــ ويكَ ــ في ظلِّ التُّقاهْ
ويفوحُ بالقيمِ النَّبيلةِ = رفعةً يعلو و جاهْ
ويسودُ في آفاقِه = الخيرُ المُـبرَّأُ من أذاهْ
ويرى به المــرءُ الليالي = عذبةً تمحو أســاهْ
لاتملأُ الأيامُ بالآهاتِ = والحسراتِ فـاهْ
في أُمَّــةٍ مختارةٍ=ترقى وتسمو في رؤاهْ
يهفو إلى أفيائها=حُرًّا كطيرٍ في فضاهْ
وتضمُّـه الرحماتُ من=أبنائِها مهما دهاهْ
متطلعًـا لمكانها = المرموقِ في دنيا علاهْ
لايجرعُ الكأسَ المريرَ = ولا ينامُ على أذاهْ
أو يغرقُ الكلماتِ في=بحرِ الأسى ، وعلى الشفاهْ
* * * = * * *
في دورةِ الزمنِ الأخيرِ = لأُمَّتـي آهٌ و آهْ
تشكو الجراحَ الراعفاتِ = وعزمُها ثقلتْ خُطاهْ
وتُباعُ في سوقِ الهوانِ = كبيعِ قطعانِ الشِّياهْ
لايرحمُ الزمنُ الهصورُ = القاعدين على ابتلاهْ
أبدا ولا المترهلين = ولا الذي بالزيفِ تاهْ
والشَّاربين الذَّلَّ كأسًا = حيثُما دارتْ رحاهْ
إنَّ الحياةَ : المجدُ أفردَها = لذي عــزٍّ أتاهْ
وبه انتظامُ الخطوِ فوقَ = مدارجِ العليا تراهْ
صنعتْ به التَّـاريخَ أُمتُنا = وطافتْ في ذراهْ
ما العيشُ إلا صحوةُ الإنسانِ = إنْ أحيــا قُـواهْ
وســـما بدعوةِ ربِّــه=ومضى بها يرجو رِضاهْ
والمجدُ قافلةُ الربيعِ = يجودُ من يدِها ســـخاهْ
غنَّى بها الفرســانُ ما=وهنوا ، وما ذبلتْ شفاهْ
فالعزُّ بالإسلامِ مجــدٌ = ما وهتْ يوما يداهْ
لايبلغُ العزَّ الضِّعافُ = الخانعون على الجباهْ :
للمالِ ، للدنيا ،لكلِّ = مزيَّفٍ ، ولكلِّ زاهْ
والعزُّ في حبِّ الإلهِ = وفي القيامِ بمـا قضـاهْ
فانهضْ فليسَ يُنالُ حبُّ = اللهِ مَن يخشى الطغاهْ
حتى ولو صلَّى وصامَ = أوِ ارتدى حُللَ الهداهْ
فالدينُ عـزُّ السائرين = الدَّربَ في عاتي دجاهْ
لايقبلُ المتواكلين = على الأماني في مداهْ
والدينُ وجهُ حقيقةٍ=لـم يطوِ بهجتَها الجناهْ
أهلوهُ لم يرضوا هـوىً=بالكفرِ مشتعلا لظاهْ
وأتوه بالتوحيدِ والمولى = يؤيِّـدُ من حباهْ
يزكو به الإنسانُ إنْ=لبَّتْ مشاعرُه هناهْ
لايُعبدُ الباري على= حرفٍ ولا يُرجَى سواهْ
مَنْ رامَ منزلةً بدارِ = الخلدِ في دنيا رضاهْ
فَلْينْظُرَنْ في قلبِه=بالحقِّ منزلةَ الإلهْ
* * * = * * *
رمضانُ والرحماتُ والبشرى = فهل فَقِهَ الأُباهْ ؟!
فلْيغسلِ الأوَّابُ هذا = القلبَ مـمَّا قد عراهْ
وليُجـرِ نورَ اللهِ في=أعماقِه مَنْ قد وعاهْ
ولْيُلْقِ خلفَ الوهمِ ما=تملي الخطوبُ على جناهْ
وَلْيَغْـدُ ربَّانيَّ عزمٍ = لاتلينُ له قناهْ
ما أتفهَ الإنسانَ إنْ=رضي الهوانَ متى عراهْ !!
ما أحقرَ المرءَ الذليلَ = الجبنُ يطوي مُبتغاهْ
في أيِّ وادٍ حـلَّ فيه = رأيتَه ألقى عصاهْ
ماقيمةُ الإنسانِ إن =عمـيَ الفؤادُ ، وما رآهْ
يابؤسَ أُمَّتِه به=إنْ ضـلَّ في فكرٍ و تاهْ
وانسابَ في شهواتِه=تجري المطامعُ في خُطاهْ
* * * = * * *
في دورةِ الزَّمنِ اعتبارٌ = و ادِّكارٌ وانتباهْ
فَلْننطلقْ في رحبِه=متخيِّرين لمجتناهْ
من طيباتِ حقولِه=من رفرفاتٍ في شذاهْ
كنَّـا على معراجِه=نسمو ، ويسمو مرتقاهْ
بشريعةِ الرحمنِ طرَّزناهُ = في أحلى بهاهْ
طوبى لنــا يومَ اتَّبعنا = صادقين لمصطفاهْ
كنا النَّسيمَ الحاملَ = الآمالَ في أعلى ذراهْ
كنا إذا عطشَ الأنامُ = النَّبـعَ يدفقُ بالمياهْ
أترى نعودُ بعصرِنا=هذا . كما كنَّا أباهْ ؟؟
ونردُّه من بعدِ مـا=زلَّتْ عن المرمى خطاهْ !!
اليوم عالمُنا الهوى=عن منطقِ الحسنى لواهْ
أترى بشرعتِنا ــ أخا = الإسلامِ يُختمً منتهاهْ !!