في عالم الجِدّ

في عالم الجِدّ فارفع شامخاً علَمك= ما دُمت تُعظمُ ما بين الورى قِيمك  إن كنتَ ذا حِكَم فلتكسُها حُللا = من المهابةِ حتى يسمعوا حِكَمك واْنسَ الوجودَ بساحات العظام إذا= أبعدتَ في السّير عن مَمشاهمُ قَدَمك للناس في المجد أرقامٌ تُفاضلُهم = فاختر بسعيك ما بين الورى رقمك تسمو حياتُك في بذل العطاء كما = يحيا فؤادُكَ إذ تُهدي إليه دَمَك في قاع ماضيكَ سجنٌ إن مكثتَ به = أمضيت عمْركَ تُوفي واهماً ذمَمك  كل المنامات لن تُغنيك عن حُلم= تحيا له فأفق حتى ترى حُلُمك إذا أردت العلا ما نَفعُ بُغيَتِها= إنّ لم تؤججْ لأجل المبتغى هِممَك قم وانطلق ليس تخشى كبوةً وأذى= إن التعثّرَ إن آذاك لن يصِمك إنَّ الحسامَ إذا خاض النّزالَ فمن= قُبحِ السؤالِ له إن قيل ما ثَلَمك العمرُ بالروح فانعَم بالشباب به= مدى الحياةِ وحاذر أن يَرى هَرمك إنَّ المعالي لها في عُمْرنا هرَم = فاْبن الأساسَ لها كي ترتقيْ هَرمك واختر لكل بناء ما يناسبه = فمِعوَلُ الهدم لو تبني به هَدَمك  عينُ التردُّدِ في منظارها غَسَقٌ= أنّى التفتَ تَجدْ في أفْقِها ظُلَمك في صفحة المجد عنوانان قد كُتبا= بالحزم والحسم سطِّر منهما كَلِمَك واحذر مصاحبة الشكوى فإنّ بها = بين الكبار اذا ما اعتدتها عَدَمك أسقامُ عيشِك لا يَشفي مُسَكِّنُها = فإن سقمتَ فعالج بالدوا سقَمك لا يُرتجى المجدُ من تسويفِ مُتّكل = ولا تنالُ بمسعى عاجزٍ عِظمك العمرُ كالبحر ثَـرٌّ في موارده = والعاجزون يرون البحرَ حوضَ سمك والطامحونَ يصُبُّ النهرُ في يَدِهِم= متى ترُمْه تُقرِّبْ من جَناهُ فمك واطرح قديمَك إنّ الناس إن ألِفَت= حُسنَ الجديدِ سَلَت مِن بَعدِه قِدمَك عَقلُ القديم إذا أقبلتَ تلقُفه= بلا اعتبارٍ غَدَت أفكارُه صنَمك واحذَر حياتَكَ في الدنيا بلا هدف= فالعمرُ إنْ تَستَهِن في قَدْرِه هَزمك يا من تسيرُ بأرض التِّيهِ دون هدى= مَن قد قلاكَ وما والاكَ ما ظلَمك