هوامش :
- الإجذام : الإسراع في طلب الأمر
- الأصرام : البيوت التي فيها سكانها
- البلبال : شدة الحزن والهم
- الخائمون : الجبناء الناكصون على أعقابهم
رمضانَ النَّدى يطولُ كلامي=لأُناسٍ من أُمَّةِ الإسلامِ !!
جئتَ والقومُ شمسُهم في أُفولٍ=وهواهم يقودُهم للظلامِ
عدْتَ فيهم عامًا فعامًا ، ولكنْ=لم يفدْهم ماجاءَ من أحكامِ
هانَ ياشهرُ عندهم كلُّ فضلٍ=من صلاةٍ يابؤسَهم و صيامِ
وتناءَوا عن نهجِ ربٍّ رحيمٍ=وأحلُّوا بالغيِّ كلَّ حرامِ
هي غُلفٌ قلوبُهم ما أفاقتْ=رغمَ نارِ الأوجاعِ والإيلامِ
كم تهاووا على حِذاءِ أباليسَ = زمانٍ بحالةِ استسلامِ !!
وأناخوا حول الكواليسِ يرجون = فتاتَ الأخبارِ في الإبرامِ
وأهانوا نفوسًهم لكلابٍ=أو ذئابٍ مسعورةٍ أو لئامِ
وهُمُ الصِّيدُ قبلُ لكنْ تناسوا=عزَّةً عِرْقُ زهوِها في الذِّمامِ
لم يمتْ فيه نبضُ مجدٍ عظيمٍ=نبويِّ القبولِ والإعظامِ
وغريبُ الأمورِ تلبيسُ قومٍ=لمعاني الإدبارِ والإقدامِ
وشراءُ الخسيسِ بالثَّمنِ الأغلى = و وأدِ الضِّياءِ في الإظلامِ
أينادون والغواربُ أودتْ=بأعالي نحورِهم والزِّمامِ
أجفلوا والجليُّ فيهم نكوصٌ=في مكانٍ ، ماكانَ للإحجامِ
نحن أدرى بالعزِّ أين تبدَّى=في عصورٍ تبلَّجَتْ بكرامِ
وهو المجدُ بالشريعةِ يحلو=لابثوبِ الإفسادِ والإجرامِ
نكصَ الجمعُ رغمَ كثرةِ عدٍّ=إذْ مشاها بخسَّةٍ في النظامِ
لن يرى النَّصرَ ظالمٌ غرَّه الكِبرُ = فدانى به المكانَ السامي
فهو العزُّ بالحنيسفِ فأقصرْ=ياعدوَّ الإسلامِ بالإجذامِ (1)
ياعدوَّ الإسلامِ خضْتَ سفيهًا=في وحولِ التنكيلِ والآثامِ
ما وهنَّا وليس يُرهبُنا البغيُ = أتانا في جيشِ حقدٍ لُهامِ
ما ركنَّا إلى المتاعِ رخيصًا=أو رضينا بزخرفِ الأوهامِ
هممٌ للشبابِ باتتْ جُذاها=موقداتٍ بالجودِ والإقدامِ
لاتبالي بالعبءِ باتَ ثقيلا=والحنايا بين الأذى في ضِرامِ
نحن نسعى بنورِ شرعٍ قويمٍ=والعدا هائمون دون لجامِ
مذْ رأينا وجهَ النبيِّ عليه اللهُ = صلَّى في دربِنا البسَّامِ
وعليه الأنوارُ والحُللُ القدسيَّةُ = الخُضْرُ بالهدى والسلامِ
وعلمنا ما في شريعتِه من=رحماتٍ للناسِ في الأعوامِ
كانت الصَّحوةُ الكريمةُ للهِ = وكان المسيرُ للإسلامِ
وسلكنا دروبَها في ثباتٍ=رغمَ عصفِ الأذى الكريهِ الدَّامي
ونهضنا فللبلاد ابتهاجٌ=في ربوعِ العراقِ أو في الشَّآمِ
وبمصرِ الكنانةِ اليومَ عزَّتْ=بالمثاني ، وليس بالأهرامِ
وطرابلس أنجبتْ عمرَ المختارِ = عنوانَ فخرِها المترامي
وبكلِّ الأصقاعِ هبَّتْ شعوبٌ=ليسَ ترضَى بالقهرِ والإرغامِ
سيعودُ القرآنُ يحكمُ في الدنيا = لتحيا شعوبُها في وئامِ
هممٌ تنسجُ الإباءَ برودًا=لأُولي العزِّ والرجالِ العظامِ
لن يُقامَ البنيانُ من غيرِ دينٍ=أو تُشادَ الأمجادُ بالأحلامِ
سُنَّةُ اللهِ في الخلائقِ تُملي=قَدَرَ اللهِ في أُمورِ القيامِ
وسوى الإسلامِ الحنيفِ ضلالٌ=لايؤدِّي إلا لعارِ الرغامِ
وعلانا يبنيه منهجُ ربِّي=لاسخافاتُ عابثٍ في الكلامِ
قد تردَّتْ أقدامُهم في تبارٍ=وتلاشتْ من قبيلِ نيلِ المرامِ
***= ***
نفحاتُ الرِّضا مسوَّمةٌ تُزجَى = لأهلِ الصيامِ في الأقوامِ
غاديات والصَّاائمون جَنَِوْها=فالمآتي لأكرمِ الأصرامِ (2)
ليس تبقي بلبالَ قلبٍ مشوقٍ=أو مُعنَّىً في تلكم الأرحامِ (3)
فالليالي آفاقُها مقمراتٌ=بالهدى والنَّدى وبالإنعامِ
بئسَ مَن أدركَ الصِّيامَ ولم = يُغفرْ له ذنبُه بحسنِ الختامِ
فهْوَ أولى بالضَّنْكِ من فرقِ الكفرِ = وأحرى بالنَّازلاتِ الجِسامِ
قيدُ هذا المحرومِ لذَّةُ شُؤمٍ=جلبتْها قبائحُ الإعلامِ
أين أهلُ التَّوباتِ فازَ بنوها=في ظلالِ القرآنِ باستعصامِ ؟!
أين أهلُ الأشواقِ للجنَّةِ اليومَ = تنادي أبرارَها للتَّسامي ؟!
فمُقامُ الإنسانِ أجدرُ في هذا = المطافِ الرفيفِ بالإلهامِ
إنَّ نفسًا ربَّى نوازعَها الحقُّ = لتسمو على المراقي العظامِ
هي بشرى لأمَّةٍ لم تزدْها=نكباتُ العصورِ غيرَ اهتمامِ
نَفَتِ الذُّلَّ عزَّةٌ هي فيها=لاشتمالِ الأبرارِ بالإقدامِ
وَهْيَ نُعمى من الإلهِ فما زالتْ = هي الغُرَّةُ التي في الأمامِ
تتراءى إذا الخطوبُ اكفهرَّتْ=وتقودُ الزمامَ عند الزحامِ
وسِواها من صُنعِهم في قفولٍ=وسواها من رأيِهم في ملامِ
أيُّها الخائمون يكفي انهزامًا=أُمَّةُ الصَّومِ لم تعشْ لانهزامِ (4)
هبَّت اليومَ بالمصاحفِ والسُّنَّةِ = تحيي ماكان للإسلامِ
سيعودُ الإسلامُ يحكمُ دنيانا = بعدلٍ ، وليس بالإجرامِ
أوَلَم تبصرِ الشعوبَ تأذَّتْ =من فسادٍ في عيشِها وسَقامِ !!!
تجأرُ اليومَ ويحها لإلهٍ =بعدَ كفرٍ طغى بكلِّ نظامِ