نادت فلسطين الجريحةُ فانجلي = ياحسرةً تُهدَى إلى القلبِ الخلي
مُرِّي عليه فقد تناسى أهلَه = بيدِ اللئيمِ المستفزِّ الأحيلِ
فهو امرؤٌ ضمَّتْهُ في أحضانِها = أمُّ القبائح بئس طعمُ السَّلسلِ
نادوه للجلَّى فصدَّ كأنَّما = نادوا المدلل شطرَ سوءِ المقتلِ
أهو الجبانُ أم الخؤونُ أم الذي = باعَ القضيةَ عندَ أهلِ الهيكلِ !
ياقومُ هذي القدسُ يُقتلُ شعبُها = بيدِ الشَّراذمِ بالمُدى والمنصلِ
فهمُ الصهاينةُ اللئامُ وحقدُهم = رغبوا المقامَ بأرضِ شعبٍ أعزلِ
ولخسَّةٍ في طبعِهم ما أُصرِمَتْ = وهبوا نذالتَهم لكلِّ مضللِ
فالغربُ آواهم بدارٍ لم تكنْ = لهُمُ بهذا العصرِ والمستقبلِ
والغربُ جنَّدهم بأقدسِ بقعةٍ = حتى يكونوا بابَ كيدٍ مقبلِ !
والعالَمُ المتأمركُ : الأهواءُ قد = تركتْ له مافي لظاهُ يصطلي
والعربُ ! في نومٍ يحولُ شخيرُهم = دون النهوضِ من الهوانِ المُسبَلِ !
عشقوا الهوانَ وبدَّدوا آمالهم = فَهُمُ اكتفوا بالكأسِ منه تمتلي
أما الصهاينةُ البغاةُ فعربدوا = وتفننوا بحصارِ أهلِ المنزلِ
فالقتلُ والتشريدُ والسجنُ الذي = فيه الألوفُ من الشبابِ العزَّلِ
والعربُ في الحفلاتِ أبدعَ ليلُهم = بالرقصِ بين خلاعةٍ وَتبَذُّلِ
أما المروءةُ والشهامةُ والفدا = والمجدُ باتتْ تحتَ جفنِ الأحولِ
هم لايرون العارَ يغشى عهدَهم = أو يدركون مصيرَهم فيما : يلي !
ولقد تخلَّوا عن شجاعتِهم وعن = قيمٍ تراءَتْ في الزمانِ الأولِ
هيهاتَ لو علم اليهودُ ببأسهم = يوم اللقاءِ لَمَا أتوا للمحفلِ
لكنَّهم ملكوا الذين تجرَّدوا = من عزِّهم ببريقِ وَهْمٍ مُجزِلِ !
ونسوا بأنَّ اللهَ جلَّ جلالُه = وعدَ اليهودَ بحتفِ يومٍ مقبلِ
والمعجزاتُ وقد تقاربَ عهدُها = لِنَبِيِّنَا عنهم ولم تتبدَّلِ
ليستْ خرافة كاهنٍ شيطانُه = إبليسُ حين نزولها لم يغفلِ
أبدًا ولكنْ وقتُها قد حانَ في = هذا الزمانِ لبغيِ قومٍ غُفَّلِ
لايدركون مآلهم بقضاءِ بارئهم . = . وغرقدُهم بهم لم يحفلِ
هذا قضاءُ اللهِ يعلمُ ما جنى = أهلُ الفسادِ فكأسُهم من حنظلِ
ما شاءَ ربُّ العرشِ لم يقدرْ على = دفعٍ له أحدٌ ، ولمَّا يفعلِ
فَلْتَتَّقِ اللهَ المهيمنَ أُمَّةٌ = وَلْيَشْدُ حادي ركبِها بالأمثلِ
لتعودَ من هذا التبارِ لدينِها = ولنصرِها بهُدَى الكتابِ المُنزلِ
ولِسُنَّةِ الهادي الحبيبِ مُحَمَّدٍ = حتى ترى صدقَ النَّبيِّ المرسلِ