غُربةٌ الرّوح
قال احد الشعراء الحكماء في بيت راق لي:
تبدو غريبًا إذا ما كنتَ ذا خُلُقٍ = كقابض الجمرِ تكوي كفَّه النَّارُ
فأجبت :
وكيف تُؤلفُ في جيل يوجهه = نحو الرّذيلة والإسفاف كفّار ُ
انظر إلى النّاس قد زاغوا طواعيةً = فالأرض يحكمها بالغيِّ فجّار ُ
إنّ الموازين في أعرافهم قُلبتْ = قد أُطفئتْ بالهوى والجهل أنوارُ
انّ التّقيّ غبيٌّ في ثقافتهم = والغادرَ النَّذلَ سبَّاقٌ ومغوار ُ
غاب اليقينُ فدين الله في مِحَنٍ = فغاية النّاس في الأيام أوزارُ
وكلُّ ذي خُلق يبقى بلا سندٍ = ما عاد ينهض للأخلاق أحرارُ
فالأرضُ مثقلة بالإثم في علَنٍ = والله يعلم ما تُخفيه أسرارُ
الكفرُ مكرمةٌ والظّلم مصلحةٌ = والفُحشُ والعُريُ في التِّلفاز إشهارُ
والرّوح تُهدرُ في وهم ٍوفي طمع ٍ= إنّ الدّماء بِجورِ القتل أنهارُ
والجوعُ والدّاءُ والآفات في بلد ٍ = لديه من ذهَبِ الأعماق آبار ُ
عمّ الفسادُ وما في الدّهر من فرَجٍ = يبقى الدّمار بأمر الله والنار ُ
وسوم: العدد 984