هوامش :
- : مخمَّر : مزدحم
- : رجراجة : الكتيبة العظيمة من الجيش
- : عذوَّر : سيء السيرة ، مذموم
- : الهمط : الخبط العشوائي تحت بند الحقد والانتقام
- : الرثيم : الفساد والحيرة
- : الحائن : الهالك
- : أحمشتْها : أغضبتْها ، والحاردات : الأحكام المعوجة الظالمة
- : رِثية : ضعف وتأخُّر
- : النحيط : زفير الدابة من التعب
- : النقفُ : الشَّق والخرق
- : الأشاعيب : رزايا الأيام وصروف الدهر
- : السيسي : هو صاحب الانقلاب العسكري الدموي في مصر
- : مرسي : هو الدكتور محمد مرسي الرئيس المنتخب لجمهورية مصر ــ يرحمه الله ــ
- : الخذيم المسمر : الحاد القاطع
- : المضافرة : المعاونة والمؤازرة
أرقتُ وأعيتْني فواجعُ مُخبرِي= وأنَّاتُ ليلٍ عندَ جمعٍ مُخَمَّرِ (1)
ورجراجةٌ ، لكنْ أناختْ نكالَها = على طيبِ أرضٍ من خزامى وعنبرِ (2)
لحيٍّ له في المجدِ باعٌ وصولةٌ = ولمَّـا تذعذعْهُ الخطوبُ بأعصُرِ
فأوردَه للقتلِ جانٍ وظالمٌ = وآخرُ خوَّانٌ سليلُ عَذَوَّرِ (3)
لكَ اللهُ : ياحَيَّ الأباةِ وإن بغتْ = عليكَ ذئابٌ في الظلامِ ، فكبِّرِ
أسالوا الدمَ الغالي لطفلٍ مُعفَّرٍ = هوى تحتَ أنقاضِ بيتٍ مُدَمَّرِ
وشيخٍ أنالتْهُ المنايا بهمطِها = خطابَ مجوسٍ عن لئيمٍ مُكَشِّرِ (4)
ولامرأةٍ أصفى التُّقى في ردائِها = رموها بحقدٍ من عذابٍ مُسعَّرِ
وما انتسؤوا فالموتُ غايةُ سعيِهم = إلينا فهاجوا كالوحوشِ بمنكرِ
إلى التِّرةِ : الأوهامُ أذكتْ أُوارَها = وما هي عندَ القومِ غير تجبُّرِ
سقتْ أهلَها الأوغادَ كأسَ ضلالةٍ = فأعمتْ عيونًـا في رثيمِ التَّحيُّرِ (5)
لقد نكَّلوا بالناسِ في أرضِ شامِنا = وعاثوا فسادًا، ياليالي فأخبري !
وردِّي على الدَّجالِ مَن خانَ دينَه = ولاذَ بما للحزبِ من زورِ مفترِ
وذاك الذي باعَ النَّفيسَ بجيفةٍ = فهل يرعوي بعدَ الضلالِ فيشتري ؟
وحائنِ دنيا غرَّه الجاهُ والهوى = وكرْهٌ لدينِ الحقِّ في كلِّ مظهرِ (6)
يحمحمُ مثل الخيل دون نقيصةٍ = فليس له فخرُ الصهيلِ المحدَّرِ
تعامى فلم يُدركْ جليلَ مكانةٍ = فأُشربَ عارًا ليس عنه بمُدبرِ
وهاهم بشامِ العزِّ تجمعُهم يدٌ = على الغدر إنْ مُدَّتْ ، فلم تتغيَّرِ
فملحمةٌ أجرتْ دماءً زكيَّةً = وأخرى غدًا لاحتْ بنصرٍ مؤزَّرِ
فدىً تلكم الأرواح لله وحده = وليس لدينا من خؤونٍ ومدبرِ
هُمُ الجندُ جندُ اللهِ بالعزِّ قد أتوا = وما بينهم في السَّاحِ من متحيِّرِ
أعزُّ الورى جاؤوا وفاءً لدينِهم = فديوانُهم في مربَعٍ غيرِ مقفرِ
تساموا بهَدْيِ المصطفى وتناصروا = وعاشوا بأفياءِ الكتابِ المنضَّرِ
أعادوا لنا عهدَ النبوَّةِ فانجلتْ = رزايا دهتنا بالأذى المتسعِّرِ
كتائبُ أبرارٍ أعدُّوا نفوسَهم = لِمـا ترتجيه الشَّامُ عندَ التَّصدُّرِ
فقد سامها الأوباشُ خمسين حجةً = وقد أحمشتْها حارداتُ التَّجبُّرِ ( 7)
فكم من وضيعٍ راحَ يزعمُ أنَّه = لذو حُمُرِ الأحداقِ غيرُ مصعَّرِ
فكان لئيمًـا لايقومُ لغايةٍ = كريمُ محيَّاها : شعارُ التَّحرُّرِ
وحزبٍ تبنَّاهُ الأباعدُ عاقرٍ = فليس له في خيرِنا أيُّ مفخرِ
له رثيةٌ عن نهضةٍ جلَّ شأنُها = لأمتِنا ، فانحازَ للمتأخَرِ (8)
ولم يقوَ كي يرعى المآثرَ صادقًا = وليس بمقدامٍ ولا بمُظفَّرِ
أناخَ جبانًا للطوائفِ ، فانتهى = نحيطَ ضلوعٍ بعد ذلِّ التأخُرِ (9)
وأخوى وِطاءً مُستذَلا لجَوْرِهم = وقد غرَّهم في الناسِ لَجمُ التَّذمُّرِ
فعاثوا فسادًا في البلادِ ، وجرَّعوا = أهالي بلادِ الشَّامِ كأسَ التَّحسُّرِ
لهم نخبٌ منا تُجمِّلُ عهدَهم =وقد نقفتْها عن هُراءٍ مُصعَّرِ (10)
وطالَ أذاهم حيثُ فاضَ تبارُهم = بعيشةِ ضنكٍ في أسىً متجذِّرِ
وهل غيرُهم خانَ الأمانةَ ، فانثنى = بأيديهُمُ ـ شُلَّتْ ـ صقيلُ مُشمِّرِ ؟
وأضعفَ حالُ الوهنِ آهٍ جيوشَنا = فأضحتْ بلا روحٍ لها وتَبَصُّرِ
فأين جيوشٌ في العراقِ وشامنا = وفي مصرَ ، ياللعارِ من وصفِ قسورِ ؟!
أشاعيبُ جزَّتْ هامةَ النُّبلِ عُنوةً = على يدِ طاغوتٍ ، وباغٍ مزوِّرِ (11)
حنانك : ياشامَ البطولاتِ والعلى = وعفوك : وجهَ الفتحِ ـ للبينِ ـ فاصبري
أنا ابن الهدى والشامُ داري ومئزري = ومصرُ هوى روحي الأعزِّ ومفخري
عراها الذي في الشامِ مازال مثله = وأوردها السيسي الخؤونُ لمعسِرِ (12)
فتبًّـا لذاك الوغدِ إذ خانَ مرسيًا = مناقبُ مرسي من طرازٍ مشيَّرِ (13)
تسنَّمَ بالحكم الظليلِ مكانةً = إليها صَبَـا أهلُ الوفاءِ المنضَّرِ
فلن يتولَّى الضَّيمُ قومًا إباؤُهم = تولاَّهُ قرآنٌ فلم يتغيَّرِ
هي الأمةُ الثكلى تُجافي هوانَها = فياهذه الدنيا الدنيَّةِ أقصري
لقد هبَّ أهلُ الشامِ في الشَّامِ هبَّةً = لها طأطأت هامُ العدوِّ المعسكِرِ
تعيدُ لهذا الشَّرِّ أيامَ خزيِه = وولَّى يجرُّ العارَ إثرَ التقهقُرِ
فكسرى هوتْ أركانُه ، وتبدَّدتْ = جيوشٌ له بعد امتهانِ التَّجبُّرِ
ومصر حماها الله ثارتْ كريمةً = على طغمةٍ خانتْ عهودَ التَّبصُّرِ
فمن نصفِ قرنٍ والطغاةُ يسومُها = أذاهم بليلٍ مكفهرٍّ مجدَّرِ
أفي الجيشِ إذ أولاهُ شعبٌ حُنُوَّه = ليحميَه من شرِّ عادٍ مُشمِّرِ ؟!
يكون رجالٌ ـ ويلهم ـ يقتلونه = ويلقونه بينَ اللهيبِ المسعَّرِ ؟!
فعادَ بهم وجهُ الكنانةِ مغبرًا = وأزهرُنا من جَورِهم غيرُ مزهرِ ؟!
فسيسي وصدقي ثم حسني وأنورٌ = وطاغوتهم من قبلُ عبدُ التَّهوُّرِ
لكِ اللهُ يامصرَالكنانة فاسلمي =ومن زيغِ علمانيةِ الكفرِ فاحذري
فرابعةٌ أدرى بحقدِ قلوبِهم = وهذي الدما ياأمتي خيرُ مُخبِرِ
وإني أرى تلك القلوبَ كأنَّها = من الحقدِ شُدَّتْ بالخذيمِ المسمَّرِ (14)
أيا أمَّتي فاصحَيْ ، فمنعطفُ الهوى = يُلاكُ عليه المجدُ للمتحضِّرِ !!
وفي ليل مَيْدان النكوصِ عن الهدى = مضافرةٌ للغيِّ في سوءِ معشرِ (15)
ولا تركني للوهْنِ أوهى عزيمةً = أطاحَ محيَّاها بكسرى وقيصرِ
إذا الوهجُ القدسيُّ لم يُحيِ عزَّةً = لديك فلومي كلَّ عانٍ ومفترِ
هو البِرُّ في الإسلامِ صاغك رحمةً = لكل البرايا فاستظلُّوا بمُؤْثَرِ
وأوردهم ركنَ المعالي انقيادُهم = لعلاَّمةٍ ـ في شرعنا ـ ومفكِّرِ
ومَن زاغَ لاتُرجَى حِجاه لرفعةٍ = وإن زيَّنتْهُ المغرياتُ بمئزرٍ
فكم عالمٍ قد غرَّه الجاهُ والهوى = فباتَ أسيرَ الخُبثِ غيرَ مخيَّرِ
يدين لطاغوتٍ ، ويعنو لظالمٍ = كعبدٍ ذليلٍ في هواه ومُجبرِ
فما دانَ للشرعِ الحنيفِ ، وإنَّما = أناخَ لحكمٍ للعتاةِ ومنكرِ
ولستُ أنا الأعمى الذي ضاع بينهم = ودلهمَ وهمُ المرجفين بمحجري !
ولا أنا بالواني الذي في زمانه = تمطَّى على زيفِ الغرورِ المعصفَرِ
أنا الشَّعبُ مازالتْ قُوايَ بفطرتي = يجددها إيمانُ قلبي المنوَّرِ