إخوةَ الدَّربِ ماتلاشى الإخاءُ = أو تناءى الأبرارُ والأوفياءُ
أو خلا القلبُ من مودةِ قومٍ = جمعَ الحقُّ شملَهم والإباءُ
ظلَّلتْهم رغمَ المكارهِ عمرًا = من لَدُنْ ربي آيُه الغرَّاءُ
وحباهم برحمةٍ وقبولٍ = وأتاهم رضوانُه والثَّناءُ
فتآخوا فللزمانِ اعتداءٌ = وتساموا ولليالي افتراءُ
ومضوا في أيديهُمُ الحقُّ يروي = قصصَ المجدِ حُلوةً واللواءُ
ليعيدوا مافاتَ من قِيمٍ مُثلى ... = ... زواها عن الدروبِ الجفاءُ
مارأى الفضلُ غيرَهم في عهودٍ = أذهلتْها المكيدةُ العمياءُ
ثبتوا والعدا أتوهم بمكرٍ = بين شِدقيه حقدُهم والدهاءُ
وتمادى الأشرارُ واضطرم الغيُّ... ... =... وأرغى طغاتُه وأساؤوا
فتلقَّاهُمُ الأشاوسُ صفًّا = ما أخافتْ إيمانَه الهوجاءُ
واستُفزُّوا فما استكانوا لخطبٍ = أو سفتْهُم في تيهها الظلماءُ
إنهم جندُ دعوةٍ خلَّدتها = آيتاها : الحنيفُ والحنفاءُ
وشبابُ الإسلامِ لمَّـا يهونوا = والرجال الكرامُ والأصفياءُ
وسرايا المرابطين على الثَّغرِِ ... = ... لأجلِ الإسلامِ والعلماءُ
والملبُّون أوَّلَ الأمرِ صوتًـا = من قديمٍ إلى اجتماعٍ أفاؤوا
ارجعوا فالمرابعُ اليومَ تُسقَى = والربيعُ المنشودُ والآلاءُ
والدروبُ الظِّماءُ ، والدمُ يجري = نِعمَ وحهُ الفدا ، ونعمَ الدماءُ
فارجعوا هاهنا مكانكُمُ النَّضْرُ ... = ... حفيٌّ بكم ، ويحلو اللقاءُ
وبكم تُزهرُ الحقولُ هناءً = وتُعيدُ ابتهاجَها الآناءُ
أرجعوها كتائبَ الفتحِ هذا = زمنُ الفتحِ : صبحُه والمساءُ
هي كانت نشيدَنا ، مانسينا = أو تناسى الآباءُ والأبناءُ
ذكرياتٌ أطيافُها حانياتٌ = وإليها حنينُنا والإياءُ
جلبتْها قلوبُنا مؤمناتٍ = ولمولى هذي القلوبِ الولاءُ
غايةُ المسلمِ الصَّدوقِ رضا اللهِ ... = ... جلتْهُ الطاعاتُ لا الأهواءُ
في سبيلِ الرحمنِ سعيُكُمُ الأسمى ... = ... تجلَّتْ فيه اليدُ البيضاءُ
فأنيبوا إليه تلقَوْا جوادًا = ليس تبقى بعفوِه الضَّرَّاءُ