جـارَ الطغاةُ وهـم هنـا أعدائي = في ذي الحياةِ ، ولن يموتَ رجائي
ماخلَّدَ السفهاءُ في دنياهُـمُ = هيهاتَ إذْ سيقوا بلا ندماءِ
ولَّتْ وجاهتُهم ودُمِّـرَ صرحُهم = لمَّـأ علا بجماجمِ الشهداءِ
فاسجدْ لربِّ العرشِ إنَّك مسلمٌ = لـم ترضَ عيشَ الذُّلِّ كالبُلَهـاءِ
إنَّ العواقبَ عنده مكنونةٌ = لمَّـا تكنْ في العيشِ للإفضاءِ
مات الطغاةُ فكم بهـا من ظالمٍ = لقي الهوانَ فليس من خُيَلاءِ
ولقد طواهُ الإثمُ في حفرٍ لها = لهبٌ يُذيبُ تَنَعُّـمَ الأحشاءِ
والشعبُ باقٍ لن يموتَ يقينُه = باللهِ ذي الإحياءِ والإفناءِ
والشَّعبُ قالَ وإنْ تثاقلَ خطبُه = ماقالَه الأبرارُ في القدماءِ :
سأعيشُ لا ألوي على طغيانهم = فاللهُ ربِّـي والثَّباتُ لــوائي
ولأجْحَدَنَّ الظلمَ فيه فجائعٌ = وَلَكَم مشى كِبــرًا على أشلائي
ولأصْـبِرَنَّ وإن تطاولَ عمرُه = إذْ ليس للطاغين من شفعاءِ
ولقد يطولُ لِحِكْمَةٍ لـم يدركَنْ = أسبابَها الجهلاءُ في الآناءِ
لكنْ إذا حــمَّ القضاءُ وأرعدَتْ = سحبُ المنايا جِئْنَ بالهوجاءِ
فالفتكُ يومئذٍ جثــا في دارِهم = ليبيدَهـم بالصيحةِ النكـراءِ
وَلَيَحْمِيَنَّ اللهُ جـلَّ جلالُـه = رغـم الطغاةِ : الدِّينَ في إعلاءِ
هيهات يمحو الدِّينَ حقـدٌ ضمَّهم = لعد\اوةٍ مـذمومةِ الأهـواءِ
فالَّلهُ يأخذُهـم وهـم لم يشعروا = إلا سُوَيْعةَ سَوْقِهم لفنــاءِ
فرعونُ أو هامانٌ أو قارونُ أو = نمرودُ ذئبُ الملةِ العجفاءِ
عاشوا ولم تنفعْهُمُ الأجنادُ . = . والأموالُ بئستْ غـارةُ السُّفهاءِ
هاهم بعصر تَفَرْنُجٍ وتبرُّجٍ = لحضارةٍ مبتورةِ الأصداءِ
ولقد رأيتَ فِعالَهم في عصرنا = فاستفتِ أهلَ الذَّوقِ في الأحياءِ
فقدوا وما فقدوا فضائلَ إنَّمـا = فقدوا وقد غفلوا سُمُوَّ حيـاءِ
ومن انتفى عنه الحياءُ فليس في = شأنٍ يُـرامُ لأمَّــةِ الغَــرَّاءِ
سهرتْ له مقلٌ ، ولم يهنأ بمـا = وهبوهُ من جاهٍ ومن أضواءِ
ومن الصحافةِ زوَّرتْ إعلامَهـا = للشَّرِّ لا للخيرِ والآلاءِ
مأوى الطغاةِ جهنَّمُ الدنيا وما = فعلوه ــ رغم الزَّهوِ ــ في البلواءِ
فلقد بغوا إذْ أقحموا شعبًا بما = جلبوهُ للإجرامِ والإيذاءِ
والشَّعبُ يجحدُهـم ويأبى ظلمَهم = إذْ فيهِ سمُّ الحيَّـةِ الرقطاءِ
فاسجدْ لربِّ العرشِ وَادْعَسْ كفرَهم = دعسًــا بلا وجلٍ بكلِّ حِــذاءِ
فالكفرُ داءٌ إنْ فَشَــا في أُمَّـةٍ = هلكتْ بوهدةِ شرِّه العمياءِ
ما قصَّرَتْ هـممُ الرجالِ يحثُّهم = نـورُ اليقينِ ببارئ الغبراءِ
فعلى مناكبها سعَتْ أقدامُهم = يدعون نعمَ السَّعيُ للسَّمحاءِ
فالدِّينُ باقٍ والعقيدةُ شأنُهـا = عـالٍ بوعـدِ الآيــةِ العصماءِ
واللهُ مولى مَنْ سعى فَطِنًـا ولن = يشقى فتىً وصفوهُ بالغـدَّاءِ
فالشمسُ إنْ غربَتْ بناحيةٍ لـه = طلعتْ بأخرى بالسَّنا الوضَّاءِ
فاثبتْ أخا الإسلامِ لاتجفلْ وإنْ = هاجتْ بوجهِك غُمَّــةُ البلواءِ
فاللهُ لـن يذرَ الذين استعصموا = بكتابِه في قبضةِ الأسواءِ
فثِقَنْ بربِّـك واجتهدْ في حبِّه = تـلْقَ المخارجَ رغـمَ كلِّ عنـاءِ
أيخافً مَن لله يسجدُ مـؤمنًا = بعظيمِ صنعِ اللهِ في الأحيـاءِ !
هذا زمان البغيِ عـربدَ أهلُه = بعداوةٍ للشِّرعـةِ الزهـراءِ
لكنَّ وعـدَ اللهِ يُؤنسُ مَن شكا = من بأسِ جَوْرِ القبضةِ العسراءِ
وأراهُ والفَرَجُ القريبُ يردُّ عن = أهلِ اليقينِ ضراوةَ الأعـداءِ