يا إخْوَةَ التَّوحِيدِ ، و الإيمانِ !=و الوَارِدِينَ مَنَاهِلَ العِرْفَانِ
يا إخوةَ الإسلامِ مَعْ تَصديقِهم= بِمُحمدٍ ؛ خيرِ الوَرَى العَدْنَانِي
يا إخوة الفُصْحَى العَظِيمَةِ كَنْزِنَا= و المُنْتَمِينَ إلى عُلَا قَحْطانِ
و السَّائِرِينَ مَدارِجًا ، و مَنَازِلًا= فِي سَيْرِكُمْ ، لِلواحِدِ الدَّيَّانِ
و السالِكِينَ على خُطَا أشيَاخِكُمْ= أهْلِ التَّصَوُّفِ و النَّدَى والشَّانِ
أرْبَابِ تَزْكِيَةِ النُّفُوسِ وصَقْلِهَا= و الطامِحِينَ لِرُتْبَةِ الإحْسَانِ
و مُجَاهِدِينَ نُفُوسَهُم في قَمْعِهَا= و بِنَهْيِهَا عَن غَيِّهَا ، بِتَفَانِ
ومُحَارِبِينَ ابْلِيسَ وَسْوَاسِ الوَرَى=و الحاذِرِينَ مَزالِقَ الشَّيْطانِ
و مُقَاتِلِينَ اتْبَاعَهُ ؛ أهلَ الهَوَى= الظالِمِينَ ، و كُلَّ ذِي طُغْيَانِ
* * *=* * *
عِندِي سُؤالٌ هَمَّنِي و أقَضَّنِي= قد حَزَّ في نَفْسِي ، و هَزَّ كِيَانِي
و أمَضَّني ألَمًا و أسْهَدَ مُقْلَتِي= فَغَدَوتُ أرْعَى النَّجْمَ كالوَلْهَانِ
حَتَّى مَتَى تَبْقَونَ مَعَ سَفَّاحِنَا= ونِظَامِهِ البَعْثِيِّ ذِي الأضْغانِ؟!
وإلَى مَتَى تَمْشُونَ تَحْتَ رِكَابِهِ= في ظِلِّ بَشَّارِ العَمِي الخَوَّانِ؟!
مَعَ قاتِلِ الأطفالِ فِي سُورِيَّةٍ= رَمْزِ البَرَاءةِ ، زِينَةِ الأوْطَانِ
مَعَ قاتِلٍ لِنِسَائِنَا ، و شُيُوخِنَا= شُبَّانِنا ؛ لِذَخِيرَةِ البُلْدانِ
في قَصْفِنَا بِمَدافِعٍ ، و صَوَارِخٍ= و الطائِرَاتِ ؛ مُصِخَّة الآذانِ
بِبَرامِلِ البارُودِ ، فَوقَ رُؤُوسِهم= تُلْقَى على عُزْلٍ ؛ مِنَ السُّكَّان
مَعَ قاتِلِ الآلافِ مِن "إخوانِكم"=مِن أجْلِ كُرْسِيٍّ لَهُ ، و أمَانِيّْ
و مُدَمِّرٍ لِمَساجِدٍ ، و مَنازِلٍ=و مَدارِسٍ ، و مَعاهِدٍ ، و مَبَانِ
و مُهَجِّرٍ لِمَلَايِنٍ مِن "شَعْبِكُمْ"="إخوانِكُم" في قَصْفِهِ الحَيَوَانِي
مَعَ كَلْبِ رُوسْيَا بُوتِنٍ غَيرِ الوَفِي=مَعَ عَبْدِ"حِزبِ اللاتِ"، والإيرَانِي
كَنْزِ الصَّهَايِنِ ، لاعِقٍ لِنِعَالِهِمْ=لِلصَّافِعِينَ لَهُ ، بِكُلِّ زَمَانِ
الضَّارِبِينَ لِجَيْشِهِ ؛ لِعَبِيدِهِ=مِن غَيرِ رَدٍّ لِلعَدُوِّ الشَّانِي؟!
مُتَرَقِّبٌ لِلصَّفْعِ مِنهُمْ ، دائِمًا=شَأنَ العَبِيدِ ؛ يَرُدُّ بِالشُّكْرَانِ؟!!
* * *=* * *
و مُعَذِّبُ الآلافِ مِن أحرارِنا=بِسُجُونِه الكُبْرَى ، بِكُلِّ مَكَانِ!
بِوُحُوشِه ؛ في قَمْعِهم سُجَناءَنا=كَمَحاكِمِ التَّفْتِيشِ ؛ مِن إسْبَانِ؟!
في غَصْبِ حُرَّاتٍ لنَا "أخَوَاتِكُمْ"=مِن كُلِّ نَذْلٍ فاجِرٍ ، و جَبَانِ
المُسلماتُ، المُحْصَنَاتُ ، عَفائِفٌ=رَمْزُ الطَّهَارَةِ - هُنَّ- والإحْصَانِ
* * *=* * *
ما قَولُكُمْ بِمَجَازِرٍ ، و مَذابِحٍ؟=لِنِظامِنا البِعثي ؛ ذي الشنآنِ
بمَجَازِرٍ لِحُوَيفِظٍ ؛ فِي تَدْمُرٍ=و مَشَارِقَةْ ، وحَمَاةَ ذاتِ الشَّانِ
ومَجَازِرِ الاِبْنِ الهِوَكِّ تَجَاوَزَتْ=أعدادُها ، لِلْحَصْرِ و الحُسْبَانِ
بِمُعَضَّمِيَّةَ ، حَوْلَةٍ ، و بِخَان شَيْـ=ـخُونٍ ، و دارَيَّا ، و غَيْرِ مَكانِ
بِتُرَيْمِسَةْ ، وبِبَانِيَاسَ ، و دُومَةٍ=و قُوَيقِهِم ، و تَضَامُنٍ ، بِعِيَانِ
ذَبَحُوا بِهَا أهْلًا لنَا ذَبْحَ النِّعَا=جِ بِحِقْدِهِمْ ، و تَوَحُّشٍ مُتَفَانِ
* * *=* * *
يَا عَابِدِي الرَّحْمَنِ هَلْ مِنْ تَوبَةٍ=و إنَابَةٍ ، يا عابِدي الرحمنِ!
ما قَولُكم - يا إخوَتِي - في آيَةٍ=مِن آيِ رَبِّي ؛ مُنزِلِ القُرآنِ؟
(لا تَرْكَنُوا) - يا مُؤمِنُونَ- لِظُلَّمٍ=فَتَمَسَّكُمْ - بِرُكُونِكُمْ - نِيرَانِي؟!
أينَ المَحَبَّةُ في الإلَهِ، و بُغْضُكُمْ=في ذاتِهِ ، يا مُدَّعِي الإيمان؟!
أيْنَ الولاءُ لِأولِيَا ، فِي دِينِكُمْ=أينَ البَرَاءُ مِنَ اوْلِيَا الشَّيطانِ؟!
أفَأنتُمو صُوفِيَّةٌ - حَقًّا - لَهُمْ=تُنمَونَ لِلصُّلَحَا ذَوِي العِرْفانِ؟
هَل فِعْلُكُم هذا يُوَافِقُ شَرْعَكُمْ=أعْنِي القُرَانَ ، و سُنَّةَ العَدْنَانِي
يا مُدَّعِي الإحْسانِ هلْ ذا جائِزٌ=في دينِكُم ، يا مُبْتَغِي الإحسان!
ما قَولُكم لِإلَهِكُمْ ، و نَبِيِّكُمْ=وشُيُوخِكُم ، فِي الحَشرِ والمِيزَانِ؟
* * *=* * *
يا شَاذِلِيَّةُ ! فَلْتُجِيبُوا شَيْخَكُم=عَنْ تَرْكِكُم - إخْوانَكُم- لِلْجانِي!
عن خَذْلكم لَهُمُو، كذا أخَوَاتُكم=عن وَقفةٍ - لكمُو- مع الخَوَّان
هَلْ كانَ عُمْرُ الشاذِليِّ وسَعْيُهُ=إلا جِهادًا في رِضَى الرَّحْمَنِ؟
إلا وُقُوفًا ضِدَّ ظُلْمِ الأشقِيَا=و كِفَاحَهُم ؛ في مِقْوَلٍ ، و لِسَانِ
وابْنُ المُشَيشِ كَذَاك شَهْمٌ فاضلٌ=قد كانَ ضِدَّ الظُّلْمِ و الطُّغْيَانِ
وكَذَا الحُسَينُ ابنُ البَتُولِ حَبِيبُنا=قد قامَ ضِدَّ البَغْيِ ، و المُجَّانِ
وكَذا الرِّفَاعِيُّ الجليلُ وصَحْبُهُ=و الفَذُّ عَبْدُ القادِرِ الجَيْلَانِي
وكذا الأمِيرُ القادِرِيْ وصِحَابُه=و بِلِيبِيَا : المُخْتارُ ذو الإيمانِ
وكذا ابنُ يَلِّسَ شَهمُهمْ والهاشِمِي=و رِفاقُهُ ؛ أهلُ الهُدَى و الشَّاْنِ
وكذا العُزَيْزِيْ القادِرِيُّ وأحْمَدُ الـ=ـجامِي مِنَ اهْلِ الصِّدْقِ والإحْسَانِ
مَعَ عابدِ الرَّحمنِ شَاغُورِيِّهِمْ=مُخْزِي الفِرَنْسِيِّينَ في المَيْدَانِ
* * *=* * *
يَا نَقْشَبَنْدِيَّةُ ! فَلتُجِيبُوا شَيْخَكُم=عَنْ خَذلِكُم لِلأهْلِ و الإخْوَانِ
و وقُوفكم مَعَ غَاشِمٍ مُتَسَلِّطٍ=سفَّاحِنا ، و مُدَمِّرِ الأوطانِ
أجَمَاعةَ النَّبْهَانِ! ما هُوَ قَولُكم=و جَوابُكُم ، لِلعارِفِ النَّبْهانِ؟
أتْبَاعَ "شَعْبَانِيَّةٍ" ، و سِرَاجِهَا !=ما قَولُكم لِسِرَاجِهَا الرَّبَّانِي؟
* * *=* * *
مَا الفَرْقُ بَيْنَ جِهَادِكُمْ مُسْتَعْمِرًا=و جِهَادِ بَشَّارٍ؛ أخِي الطُّغْيَانِ؟!
تالله ! إنَّ فَظَائِعًا لِبُشَيِّرٍ=فَاقَتْ لِلِاسْتِعْمارِ، في العُدْوَانِ؟!
لا بُدَّ مِنْ تَحْرِيرِنا سُورِيَّةً=مِنْ نِيْرِ الِاسْتِعْمَار هذا الثَّانِي؟!
لا بُدَّ مِن كَنْسٍ لَهُ و تخلُّصٍ=مِنْ رِجْسِه ؛ لِطَهَارَةِ الأوْطَانِ
* * *=* * *
تُوبُوا إلَى الدَّيَّانِ يا أبْنَا الطَّرِيـ= ـقَةِ و الحَقِيقَةِ ، يا ذَوِي الإيمانِ!
ودَعُوا الوُقُوفَ مَعَ الطُّغَاةِ الأردِيَا=الخَائِنِينَ ، مُخَرِّبِي الأوْطانِ
مِن قَبلِ أن تُسْقَوا لِكَأسِ حِمَامِكُم=و تُسَلَّمُوا لِلرَّمْسِ ، و الأكْفانِ
و تَزُورَكُم فِيهَا بُنَيَّاتُ الثَّرَى=تَمْحُو مَحَاسِنَ تِلكُمُ الأبْدَانِ
و يَزُورَكمْ فيها نَكِيرُ و مُنْكَرٌ=كَيْ يَسألَاكُمْ عَن هُدًى لِبيانِ
فِي حِينِها يُغْنِي الدُّعَا قَبلَ الفَنَا= أعْنِي دُعَاءَ العارِفِ الرَّبَّانِي:
(يَا رَبِّ عِنْدَ المَوْتِ أحْسِنْ مَنْطِقِي؛=عِندَ السُّؤَالِ ، و مُلْتَقَى المَلَكَانِ)
لَكِنْ بُعَيدَ المَوْتِ لا يُنْجِيكُمُو=بشَّارُ أوْ أعْوانُهُ ؛ مِنْ آنِ
و كذاكَ أشْيَاخٌ لَكُمْ لَنْ يَنْفَعُو= كُمْ مِن عَذابِ الواحِدِ الدَّيَّانِ
يَتَبَرَّؤُونَ بِيَومِها مِنكُم بِمَا= أيَّدْتُمو لِلجَورِ ، و الطغيانِ
إذْ تُقْطَّعُ الأسْبابُ في يَومِ اللِّقَا= ما بَينَهم ، إلا ذَوِي الإحْسانِ
* * *=* * *
فَاسْتَيقِظُوا مِن سَكْرَةٍ و عَمَايَةٍ= و تَنَبَّهُوا مِن غَفْلَةِ الوَسْنَانِ
مِن قَبلِ أنْ تَرِدُوا الرَّدَى فَتَنَدَّمُوا= فِي حِينِ لَاتَ تَنَدُّمٍ بِأوَانِ