عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تَزالُ طائفةٌ مِن أُمَّتي على الحَقِّ ظاهرينَ، لا يَضُرُّهم مَن خالَفَهم حتى يَأتيَ أمْرُ اللهِ ) صحيح الترمذي .
*** ***
*** ***
*أخذ أخي أبو أحمد رحمه الله هذه القصيدة منذ عشرين سنة تقريبا وكانت في مسودة مكتوبة بشكل مبدئي قبل أن تنقّح وتحرَّر وتبيَّض ، رغبة منه رحمه الله في نشرها ، وكان قد أراد السفر إلى مدينة الرياض ، وبعد أسبوعين أعادها لي ، وقال : سيتم نشرها إن شاء الله في العدد القادم : ( رقم 9 وفي تاريخ 1/3/1425ه ) في مجلة الجسور . ومرت الأيام ولا أعلم هل نُشرت أم لا ، وتمت مراجعتها وكتابتها بالصورة الحالية .
العودُ أحمدُ لليدِ البيضاءِ = جادتْ بسؤددِ مجدِها المعطاءِ
فالأرضُ ظمأى للفراتِ عُذوبةً = إذْ جفَّ زهوُ مرابعِ الغبراءِ
قد غادرتْ آفاقَها ريحُ الهدى = ونسائمُ التوحيدِ في الأفياءِ
ولقد جفاها المبطلون لجهلِهم = والآخرون اليومَ لاستهزاءِ
ولقد طوى أهلُ المكانةِ مالَهم = من فخرِ أوسمةٍ ووشيِ رداءِ
هاهم على أرجائها في حسرةٍ = من غيرِ طيبِ العزِّ في العلياءِ
أما سيوفُ فتوحِهم فاسْتُبْدِلَتْ = بالكأسِ كأسِ الذلِّ والأهواءِ
جحدوا بمحضِ فسادِهم خيريةً = إذْ أُغرِقُوا في ظلمة الدأماءِ
ولذا فقد حُرِموا المهابةَ والذي = ما اللهُ فضَّلهم على الأحياءِ :
الدين والقيمُ الوِضاءُ وما به = تشدو غِناهُ عرائسُ الجوزاءِ
إنَّ الذين عن الحنيفِ تخلَّفوا = هاهم مع السفهاءِ والبؤساءِ
قد عاشَ مَن نصروا الشريعةَ جحفلا = يُعلى بيارقَ هِمَّةٍ ومضاءِ
ماء الفدا يسقي الأباطحَ مغدقا = لمَّا جرى من أكرمِ الأحناءِ
فالعرسُ في الفردوسِ رنَّ بمسمعي = مافيه من فرحٍ ومن أصداءِ
مات الطغاةُ مع الغزاةِ ولم تجدْ = في العالَمِ الأسمى من الأحياءِ :
إلا الذين تضرجتْ بدمائهم = أرضُ الجهادِ وعِمَّةُ العلماءِ
ليس الخلودُ لمجرمٍ أو جاحدٍ = إنَّ الخلودَ لسادتي الشهداءِ
للصِّيدِ طائفة النَّبِيِّ فقد أتى = وعدُ الحبيبِ فليس من إخفاءِ
والعصرُ رغمَ تكالبِ الأعداءِ لم = يكتُمْ مشاعرَ يقظةِ الحنفاءِ
والأرضُ إذ تبكي مرابعُها على = أهلِ الفدا في ساحة الهيجاءِ
أغفتْ مغانيها الحِسانُ على النوى = وشميمُها مازالَ في الأرجاءِ
مرَّت على مقلي سحائبُها التي = تسقي صدورَ مكابدي البلواءِ
والقلبُ أغرتْهُ الرؤى تروي له = مافي حديثِ الوحيِ من آلاءِ
إذ عاش يستغني بطيبِ هبوبها = عما بدنيا الناسِ من إغراءِ
ويصدُّ عن تلبيسِ إبليس الذي = أدنى فسادَهُمُ بكلِّ إناءِ
فهي العقيدةُ للقلوبِ حصانةٌ = ولدفعِ فيضِ ضراوةِ الأرزاءِ
وهي التي في العيشِ مابرحتْ يدًا = قنديلُها الأسنى يُنيرُ سمائي
لاغروَ إنْ عبقتْ لياليها العِذابُ . = . فأنشأتْ نجوايَ في الظلماءِ
نجوى وشكوى للإلهِ فإنَّه = ذو الفضلِ ، ماردَّ الكريمُ دعائي
إني أنا الولهُ المشوقُ وإنما = لرفيفها الغالي بريدُ ولائي
في راحتيْها بلسمٌ لمصائبي = وبفيئِها أحيا اليقينُ رجائي
وأعبُّ يوم الروعِ من سلسالها = شممي وأغزلُ همَّتي وإبائي
عاينتُ في زمني اصفرارَ حقولهم = وتبارَ كلِّ مذاهبِ السفهاءِ
ونحولَ دعواهم ، وموتَ رُقِيِّهم = ونكوصَ ما يُرجى من العظماءِ !
وذوتْ خواءً مفرداتُ حناجرٍ = كانت نشيدَ الأوجهِ الربداءِ
من كلِّ عتريفٍ نأى عن أصلِه = وامتارَ سوءَ مفاسدِ الإغواءِ
يامرحبًا أبدًا بنورِ مُحَمَّدٍ = زادِ التُّـقاةِ ، ومنهجِ الصٌّلحاءِ
يهفو إليه المؤمنون بربِّهم = من أُمَّةٍ تشكو ثقيلَ بلاءِ
فلقد أتى والجاهليةُ أطبقتْ = بالكفرِ والإفسادِ والشَّحناءِ
فلهم به الشَّرفُ الأغرُ مكانةً = تسمو بربَّانيَّةِ الغراءِ
يتنافسون بنهجِه وسُمُوِّه = لا بالدنيءِ ، وسيئ الآراءِ
قلْ للغواةِ: ألا إلى أكنافِه = عودوا فنعمَ العودُ للسمحاءِ
عودوا فقد وافى الربوعَ ملوِّحًا = بصباحِه المتوردِ الوضَّاءِ
دينٌ يحثُّ على التآلفِ والإخا = وعلى الفدا يأبى على الجبناءِ
يجلو سناهُ حنادسَ البلوى فلم = تنمِ العيونُ على الرؤى البلهاءِ
وله المشارقُ والمغاربُ هلَّلتْ = وانجابَ أُفْقُ الغُمَّةِ العسراءِ
فتبسمتْ بعدَ الضَّلالِ وأغدقتْ = أرضُ النُّبُوَّةِ من يدِ السَّرَّاءِ
نصرٌ تألَّقَ في الزمانِ لأُمَّةٍ = محمودةِ في الصَّفحِ والإغضاءِ
ساست حياةَ الناسِ بالقيمِ التي = تُبقي جميلَ الذِّكرِ في الأنباءِ
ما أنكرتْ حقَّ الشعوبِ ولا طغتْ = أو جاءَ وجهُ الخيرِ بالضَّرَّاءِ
أو عربدتْ بالمنكراتِ نكايةً = بالنَّاسِ في أيٍّ من الآناءِ
أو نكَّلَتْ أبدا بهم أو أقحمتْ = أحوالَهم في حمأةِ البغضاءِ
حاشا لأمَّةِ أحمد الهادي فقد = فتحتْ لهم بوَّابةَ الإسعادِ
وسقتْهُمُ الماءَ الفراتَ مودةً = تمحو فسادَ العالَم الغوغائي
من ظلِّ ربِّ العرشِ أُنزِلَ وحيُها = لكرامةٍ نزلتْ على الفصحاءِ
أما اليبابُ المشرئبُ ببؤسِه = فطواهُ فيضُ الرحمةِ الزهراءِ
وإذِ الولاءُ انسابَ في عزماتِ مَنْ = قد آمنوا باللهِ ذي الآلاءِ
وسما الرجالُ فللنفوسِ مآثرٌ = صفعَتْ خسيسَ النِّحلةِ النكراءِ
وانصاعَ للأبرارِ كلُّ معاندٍ = أغراهُ زيفُ الطيشِ والأهواءِ
فانقادَ للإيمانِ لايلوي إلى = ماضيهِ مَنْ أصغى لعَذْبِ نداءِ
اللهُ أكبرُ فجًَّرتْ مافيه من = شيمٍ سمتْ في نفسِه وفداءِ
أحيتْ شريعتُنا الرجالَ فما ارتضوا = ظلمَ الطغاةِ وسطوةَ العملاءِ
ومضوا بها في العالمين أعزَّةً = ليؤولَ حكمُ الأرضِ للحكماءِ
فبهم ترى الخلفاءَ والعلماءَ ما = جاروا بها حتى على الأعداءِ
حكموا فما ساءت بشرعتِهم يدٌ = في الشَّرِّ أو في البغيِ والإغواءِ
والأمنُ سادَ فللعبادِ سيادةٌ = في ظلِّ رحمتِها بلا استثناءِ
والناسُ أحرارٌ فلم يُستَعبَدوا = من ظالمٍ في الحكمِ ذي خُيلاءِ
قد أنبتَ الرحمنُ زرعَهُمُ وقد = درَّتْ ضروعُ الخيرِ والنعماءِ
وأفاضَ بِرًّا لايغيضُ حباؤُه = لجياعِ أقوامٍ شكوا و ظِماءِ
وزهتْ بشرعتنا ( الخلافةُ ) في الورى = بمودَّةٍ وتآلُفٍ و إخاءِ
وهفا بها صوتُ الأذانِ مجلجلا = في الأرضِ تسمعُه وفي الجوزاءِ
مَنْ عافَ زهوَ المجدِ أضحى عاريا = في ملعبِ الأرزاءِ والإزراءِ
ولَّتْ ليالٍ مقمراتٌ وانثنى = ما كان من فخرٍ ومن أضواءِ
وَلَكَم تنابزَ بالمراءِ جهالةً = سفهاءُ قومي في قبيح هُراءِ
يلهون والأحداثُ تصفعُ عزَّهم = بلهيبِ أضغانٍ وسفكِ دماءِ
والعصرُ ذابتْ في جحيمِ عُتُوِّه = مُتَعُ الشعوبِ وحكمةُ الصُّلحاءِ
واربدَّتِ الآفاقُ ينذرُ شدقُها = بالبأسِ والأهوالِ والضَّرَّاءِ
والعالَمُ القلقُ اسْتُذِلَ لطغمةٍ = منبوذةِ الآراءِ والشُّركاءِ
قُمْ وانظرِ الآفاتِ تمضغُ أمنَه = إذ راحَ يطحنُها أذى الشَّحناءِ
والأرضُ أهلوها وكم ضجُّوا إلى = ربِّ السماءِ بأدمعٍ و دعاءِ !
يشكو بنوها من جنوحِ عُتاتِها = ومن الخطوبِ المُرَّةِ العجفاءِ
يشكون من قلقٍ مُمِضٍّ لم يزلْ = يعوي بشدقِ الفتنةِ العمياءِ
يرنون للديَّانِ في غدواتِهم = يرجون رحمتَه مدى الآناءِ
وهفتْ نفوسُهُمُ إلى أرضِ الهدى = فالبيتُ يحبوهم بِعَذْبِ رواءِ
الأمنُ والإيمانُ في أكنافه = ومدارُه الميمونُ دفْقُ رخاءِ
ومواكبُ التوحيدِ من واديه كم = سارتْ بنورِ الهمَّةِ القعساءِ
واستقبلَتْها للشعوبِ حفاوةٌ = تحكي قبولَ الشرعةِ السَّمحاءِ
ما روَّعَتْ أمنَ الشعوبِ ولا اعتدتْ = طمعًا بحقِّ الناسِ والإيذاءِ
والناسُ لم يرضوا بظلمٍ أو يروا = خيرًا بوجهٍ جاءَ بالبلواءِ
شُلَّتْ يمينُ الظالمين شعوبَهم = والآكلين السُّحتَ في الغبراءِ
لم يرحموا حالَ الضَّعيفِ ولا دروا = عن آهةٍ في أضلُعِ الفقراءِ
والبأسُ عَجَّ على خُطاهم عاصفا = في زحفِ عولمةِ الأذى الغدَّاءِ
هل في قلوبِ العابثين بعصرنا = غيرُ الفسادِ وجمرُ مُرِّ الدَّاءِ
إنَّا لَننتظرُ الحقائقَ أسفرتْ = جهرًا ليرحلَ بهرجُ الجهلاءِ
وتعودَ للناسِ الحضارةُ وجهُها = حُلْوٌ بأيدي منهجِ الحنفاءِ
وقيادةٌ طيبُ الخلافةِ دينُها = جاءتْ لأجلِ فضيلةٍ و علاءِ
لبَّتْ نداءَ اللهِ في آنائها = إذْ لامراءَ بدعوةِ الرُّحماءِ
تلوي يدَ استعلاءِ كلِّ مخاتلٍ = أعماهُ كِبرًا زخرفُ الزعماءِ
قد عاشَ يستجدي مفاهيمَ العلى = من زيفِ أوروبَّا بغيرِ حياءِ
وجفا عقيدةَ أُمَّةٍ مختارةٍ = لغوايةٍ في النفسِ واستهزاءِ
لكنَّه الإسلامُ كان ولم يزلْ = رغمَ الطغاةِ وسطوةِ الضَّرَّاءِ
يُفنيهُمُ غيظًا ثباتُ جنودِه = وبما حباهُ اللهُ من أكفاءِ
كم ردَّ عدوانَ الغزاةِ وكم بنى = بعدَ الخرابِ مدارجَ العلياءِ
للمؤمنين الصَّامدين تبيَّنُوا = ما لم تجدهُ أعينُ البُعَداءِ
فلهم ثوابُ الصَّابرين على الأذى = وتقلُّبِ البأساءِ والإيذاءِ
ما جاهدوا إلا لنصرةِ دينِهم = واسترخصوا الغالي من الأشياءِ
رجموا الأعادي ما توانوا في اللقا = والبغيُ في عُدَدٍ وفي خُيَلاءِ
بشراكِ أمَّتَنا فكم أفنَيتِ من = كيدٍ لهم بالمُديةِ الحمراءِ !
لكنَّها انقشعتْ ومن ديجورها = هلَّ السَّنا المياسُ من بُشَرائي
يسعى الصَّبورُ مكبَّلا بقيودِهم = ويقينُه باللهِ ليس بِنَاءِ
تحدو حناجرُه ويخنقُها الأذى = وضراوةُ الأحقادِ واللأواءِ
لكنَّه يأبى عليه إباؤُه = أنْ يُستذلَّ لوطأةِ البُرحاءِ
فيظل ذا فخرٍ ، ففي إيمانِه = باللهِ لم يحجمْ عن استعلاءِ :
فوق الهوى ، والباطلِ الفوَّارِ مكرًا . = . قد أتى بالرؤيةِ السَّوداءِ
للمؤمنِ الجَلْدِ الأبيِّ عقيدةٌ = لم تحتفلْ بضراوةِ الأعباءِ
نصر تألق في الزمانِ لأُمَّةٍ = تسقي مباهجَه يدُ الأنواءِ
وعلى مغانيهِ ترعرعَ زرعُنا = طَلْقًا نديًّا عابقَ الأشذاءِ
إذْ ردَّ غُلَّةَ روحِنا من فيضِه = لمَّا اجتَلتْهُ محاجرُ الحنفاءِ
أملُ الشعوبِ ، وداؤُها وسقامُها = لاتنجلي أبدًا بغيرِ فداءِ
قد ألحفَتْها الصَّبرَ شِرعةُ ربِّنا = فطوَتْ مرازيَها بثوبِ إباءِ
لم تنسَ قانونَ البطولةِ أمَّةٌ = منها وفيها جحفلُ النُّجباءِ
وبهم مشتْ طولَ البلادِ وعرضَها = تحيي وتملأُ رحبَها برخاءِ
والعودُ في زمنِ الحصارِ يُعيدُ ما = قد فاتَها من رِفعةٍ و هناءِ
لتؤوبَ للدنيا مآثرُ دينِنا = فالخيرُ يغشى العالَمَ المتنائي
ويعيشَ في ظلِّ الحنيفِ وتنطوي = صفحاتُ أهلِ الزورِ والغلواءِ
خاب الجناةُ ومَن رمانا بالأذى = وأذاقَ أُمَّتَنَا كؤوسَ شقاءِ
يرغون والأحقادُ في أشداقِهم = متلونينَ تلوُّنَ الحِرباءِ
لكنَّ مكرَ نفوسِهم ديستْ به = أحلامُهم بالرِّدَّةِ النكراءِ
سيعود بالقرآنِ صبحُ أشاوسٍ = يُفني دجى المتغطرسِ المستاءِ
إنَّ الذي قد غاضه نصرٌ مضى = فالكفرُ يلبسه بغيرِ مِراءِ
صانَ الإلهُ خطاكَ ياركبَ الفدا = و وقاكَ من مكرٍ ومن بلواءِ
وحماكَ من كيدٍ يُحاكُ فكيدُهم = سيُردُّ مستعرًا على الأعداءِ
لكَ يافرندَ وُثوبِنا صدقُ الدُّعَا = فمن الجهادِ أتى بصدقِ دعاءِ
ومن القوافي فالمشاعرُ زهوُها = هذا الوفاءُ ندِيُّه و ولائي
قد باتَ يعروني التَّفَجُّعُ والأسى = ويذيبُنى كَمَدًا لهيبُ ثَواءِ !
ماهبَّتِ الفرسانُ ، أسألُ أهلَها = مابالكم في غفلةِ وخباءِ!
أين امتشاقُ سيوفِكم في نجدةٍ = لمحاصرين ، وجملةِ الضعفاءِ !
وصهيلُ خيلِكُمُ الذي مازالَ في = أسماعِهم ويحورُ في الأحناءِ !
أيام كنتم تُرهِبون عدوَّكم = فيُرَوَّعون لصادقِ الأنباءِ
لكنَّني أيقنتُ أنَّ توثُّبي = من قيدِ هذا الذلِّ والإغضاءِ
هو في نهارِ الفتحِ يشرقُ عُنوةً = رغم احتدامِ قساوةِ الإدجاءِ
فالنصرُ يومئذٍ لأُمَّةِ أحمدٍ = فلها من الأيامِ خيرُ ثناءِ
ولها من الرحمنِ تأييدٌ فلن = تقوى عليها غارةُ السفهاءِ
والأمرُ يومئذٍ لعدلِ شريعةٍ = ومروءةٍ فيها وصدقِ نداءِ
إذ ذاك يُطوَى ما يكونُ من الأذى = ومن امتهانِ صُوَيْحِبِ الصَّهباءِ
ومن التململِ والتَّضجرِ والعنا = ومن انتظارِ إهانةِ استجداءِ
اللهُ أكبرُ يومها يصحو المدى = فربيعُه الغالي أتى بهناءِ
قيمٌ تقاذفَها الهوانُ وحِليةٌ = بَقِيَتْ لسردِ السيرةِ الحسناءِ
فولجتُ بالعَودِ الحميدِ لشرعتي = فبها تُزاحُ دُجُنَّةُ الغمَّاءِ
هي أُمَّتي حيثُ الجهادُ سنامُها = في كلِّ معتركٍ وكلِّ لقاءِ
ألفَيْتُها قيمًا وفي مكنونها = حِرزٌ من الأهواءِ والإعياءِ
فالركبُ ركبُ المؤمنين مؤيَّدٌ = من بارئ الإصباحِ والإمساءِ
ربِّ البريَّةِ أدركتْ رحماتُه = زفراتِ أهلِ الكربِ واللأواءِ
فَجَنَوْهُ لِيْنَ العيشِ في أمصارِهم = رغمَ التَّصَحُّرِ في المدى المتنائي
لا . لن تموتَ حقائقُ الإيمانِ في = مهجِ التُّقاةِ لشدَّةِ الأرزاءِ
فغدًا . غدًا وبإذنِ ربِّك يَنجلي = وجهُ الرضا في أوجهِ الصُّلحاءِ
فالناسُ ضجُّوا من مكابدةِ الأسى = ومرارةِ الأحداثِ في الأنباءِ
وتكالُبِ الأعداءِ في أرجائها = مَنْ أُولعُوا بالهجمةِ الشعواءِ
يومَ استفزَتْهُم نوازعُ غيِّهم = وَتَسَعُّرُ الأضغانِ في الأحشاءِ
عاثوا بأرضِ المسلمين وأفسدوا = ما كان من خيرٍ ومن أفياءِ
حيثُ الحضارةُ يومَها قد أزهرتْ = بالأمن في الدنيا وبالنعماءِ
راموا دمارَ صروحِها أضفتْ على = كلِّ الشعوبِ ملاحةَ الغرَّاءِ
هي شِرعةُ الرحمنِ ربانيَّة = أحيتْ فصولَ الفطرةِ الفيحاءِ
فالأرضُ والناسُ الأفاضلُ فوقها = يترقبون بزوغَ يومٍ ناءِ !!!