*يوشك الأمم أن تداعى على أمتنا، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، وهاهو كائن .
*ليس من قلة أعداد المسلمين ، فإنهم اليوم كثيرون ، وهاهو كائن .
* ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل ... ( وهاهو كائن ) .
* وقد نُزعت مهابةُ الأمة مِن صدور أعدائها . ، وهاهو كائن .
* وقُذف الوهنُ في قلوب مسلمي هذا الزمان إلا ماشاء الله منهم . وهاهو كائن .
*و الوَهَن : حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت . وهاهو كائن .
إضاءة ربانية :
( ذَلِكُمْ ... وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ﴾ 18/ الأنفال .
***
تداعَتْ علينا جميعُ الأُمــمْ = كمـا أخبرَ المصطفى من قِدَمْ
وهـا نحن نلهو بزيفِ الحياة = وآذانُنـا ويلنا في صـممْ
وهم يمكرون وهم يعملون = لإفنائنا في جحيمِ الضَّرمْ
يهود ، مجوس، نصارى لهم = على حربِنـا كلَّ حين قسمْ
يُعدُّون عُدَّتَهم في الخفاء = وفي علنٍ شأنُها ماانكتمْ
فلسطين نالوا ثراها الطهور = وفي القدسِ جاسوا بأمرٍ عُلِمْ
وجاؤوا بهيكلِهم عنـوةً = فأين الشهامةُ ؟ أين الشيمْ ؟
وأين البطولاتُ ؟ أين الصمود ؟؟ = وأين الزعيمُ الذي مـا وجمْ ؟
نظرْتُ فداهمني كيدُهـم = وغصَّت بحلقي حروفُ الألـمْ
و وقْعُ خطى مكرِهم لم يزل = يزيدُ أذاهُ إذا ما ادلهمْ
وأبلَغُ ممَّــا أرى لـم يكنْ = بعهدٍ مضى أو حديثٍ بِفَـمْ
فإن الغزاةَ الذين ارتأوا = هلاكا لنا لـم يُبالوا بـدمْ !
فصبُّوا علينا لظى حقدِهم = وشعبيَ باتَ هـو المتهمْ
وعاشوا على كومِ أجسادِنا = فأمواتُ قومي ابتهاجٌ لهمْ
وأفنوا شباب البلادِ بمــا = بكأسِ الهوى والفسادِ الأعـمْ
وجادوا لنـا بعدُ بالمغريات = بفنٍّ بغيرِ حياءٍ يُذَمْ
وألوانُ غـيٍّ وفيها امتهان = وأخرى تسمَّى لديهم قَدَمْ
ومقهى وملهى ودور فجور = ورقصٌ وفُحشٌ يُميتُ القيمْ
وما ذا أعدِّدُ من ملهيات = وفيهـا الهوانُ وفيهـا السَّقمْ
وخلف الكواليس شأنٌ خطير = فتيًّـا لمن قـد جنى أو رسمْ
وتبًّا لِمَن قد طوى مجــدَه = ببخسِ حياةٍ يثيرُ الوصمْ
ومن وَهَلِ النفسِ يوم النفاد = فكانت تُقادُ انقيادَ البَلَمْ
وبينَ يَدَي مكرهم لـم نزل = بسوق الهوانِ بغيرِ عِصَمْ
نعيشُ على كسرةٍ من لَدُنْ = وحوشِ القُوى و فتات الأممْ
كأنْ لم نكنْ سادةَ العالمين = وأهلَ المكانةِ أهلَ السَّنِمْ !
وأهلَ الجهادِ الذي جاءَهم = بِحُريَّةٍ من يَدَيْ مَن ظَلَمْ !
فقيصرُ ولَّى إلى حتفـه = وكسرى بعهد الضلال انصرمْ
وراياتنا في سماءِ الهناء = ترفُّ تُحَيِّي جميعَ الأممْ
فلا الظلمُ من شِيم الفاتحين = ولا القتلُ كان لأهلِ الذِّممْ
فتبًّـا لهم من غُـزاةٍ عتاة = أراقوا الدماءَ ولا من نَدَمْ !
وفي الحقبِ الماضيات الحروب = تلظَّى هنالك شِدقُ الضَّرمْ
وأما ملايينُ تلك الشعوب = فكانت غذاءً لأهلِ التُّخَمْ
ولم يُجْدِ دمعُ الثكالى وقد = تنمَّرَ ذئبُ بساحِ الوخَـمْ
وأحفادُهم هـم غزاة الشعوب = وهل يلدُ الذئبُ إلا الغُممْ !
فهذي المصائب والنازلات = ثمارُ حضارةِ جيلِ نَهِمْ
صليبيَّةٌ لم تزلْ في عداء = كشأن المجوسِ لِمَن قد فَهِـمْ
وصهيونُ لمَّـا يزل منشدا = قصيدَ الهجومِ العنيفِ العَرِمْ
ليرهبَ قوما تحدُّوا الطغاة = وما ردَّهم بأسُ عـادٍ هجَـمْ
يقولون سِدنا فنحن الذين = سنحكم هذا الورى لم نَجِمْ
ونحن الذين طمسنا الإباء = لديكم ( فغورو ) يقوا نعمْ
( وَلَمْبِنْي ) تحدّى بقدسٍ وقال = نهايةُ حرب الصليبيِّ تــَمْ
وأنتم غثاء السيول الذي = تبدد نفعُ الغثاءِ الهَرِمْ !
فـآهٍ وآهِ على حالنـا = تقهقرَ في وهْنِنـا وانعَدَمْ
فشعبيَ أضحى مهيضَ الجناح = كسيرَ الفؤادِ رقيقَ الأَدمْ
قتيلَ الغزاةِ الجناةِ الذين = أتونا فَهُنَّـا على ذا الرَّغـمْ
فكم من يتيمٍ بكى واشتكى = وثوبُ الثكالى دثارُ الغُمَمْ
وشهمٌ أبيٌّ شديدُ الذراع = لَوَاهُ حديدُ السجون الأصمْ
وأختُ العفاف وبنتُ الكرام = سباها الخسيسُ اللئيمُ الحشمْ
ومغنى الربيعِ الجميلِ السّمات = نأتْ عنه حزنا كرامُ الرُّسُمْ
وأرضٌ سفتْها رياحُ السموم = ولم تسقِ يوما مَدَاها الدِّيَمْ
فبئست أيادي الطغاة الجناة = أعانوا العدوَّ لقتلِ الهممْ
وصعَّدَ شعبيَ نحو السماء = مآقيَ موهونةً من سقمْ
تناجي الكريم العزيز الذي = سينجي من الخطبِ مهما ادلهمْ
فربي يرانا ويسمعُ مَن = يناديه شوقا بداجي الظُّلَمْ
ويمهلُ للظالمين الحياة = ليومٍ به مَــن تمادى عَـــمِ
فصبرا أخا الفتحِ لاحَ سناه = بليلِ الرزايا وحكمِ الصَّنمْ
فأنت المرجَّى ليوم النهوض = وأنت المُعَـدُّ لِمــا قــد أَهَــمْ
فسبِّحْ بحمدِ إله كريم = سيَطوى اللواعجَ في المُصطَدَمْ
وتهتزُ أرضُ مشاها الرسول = بفيضٍ من الودقِ يحيي الرِّممْ
لتربوَ فيها فصولُ الربيع = وتنبتُ فيهــا طيوبُ النِّعمْ
وذلك ذكرى لقومٍ يَعُون = ونفحةُ غيبٍ تزيلُ السَّأمْ
وكيدُ الأسافلِ والكافرين = سيضحى هباءً فبئسَ القِسَمْ
وسوف يحيقُ أذاهُم بهم = ويضعفُ شأنُ العدوِّ العرمْ
ويُبطلُ ربي لهم مكرَهم = لذلِّ أتاهم بوهْجِ الحَدَمْ
فإن أسلموا فالنجاة النجاة = وإن أدبروا فالعذابُ لهمْ
سيهلك ربي جميع الطغاة = فكم ظالمِ قد تردَّى غَلِـمْ !
وكم من زعيم علا في ضجيج = وذاقَ الجزاءَ الأشدَّ الألمْ
ولم يسعفِ البطلَ المسْتَبِدَّ = صفيرُ الرعاعِ بحَشْدٍ عُدُمْ
وتصفيقُهم قد تلاشى وغاب = وغابُ الزعيمُ ولمَّــا يَدُمْ
هـو الملكُ لله ربِّ العباد = وليس لطاغٍ هـواهُ انْبَهَـمْ
فلا أصلُه في يقين المتون = ولا وجهُه بالمزايا انسجمْ
ولا فعلُه في رضــا ربِّــه = ولا قلبُه بالإلـه اعتصمْ
فبئس الزعيمُ على وجهه = سوادُ النوايا وليس العِظَمْ !
عرفنا به الذُّلَّ بين الشعوب = وسفكَ الدماءِ وهتك الحُرُمْ
ودلَّت فِعالُ اللئيم الطباع = على ما بأحنائه من وَهَــمْ
فضلَّ الطريقَ وعادى الحنيف = وعاش شقيا ولم يُحتَرَمْ
بشارةُ ربي لنــا شذوُهـا = ويُسكبُ عند اشتدادِ الغسمْ
فلا اليأسُ منا ينال مناه = ولا الوهْنُ فينا يشيعُ الألمْ
فللمعتدين تبارُ السنين = وإنْ هـُمْ تمادوا كذئبٍ قَرِمْ
فأمرُ اختيارِ العليِّ القديرِ = لأُمَّتِنـا في الورى مُغتَنَمْ
فلا بــدَّ من حِقبةٍ يُرتَجَى = فلاحٌ بآنائهـا والدَّعـمْ
ويأتي من الله فتحٌ ظليل = ترى فيه جمعَ العدوِ انهزمْ
فأيقنْ بأنَّ الإلـهَ قريب = ويطفِئُ جمرَ العدوِّ اضطرمْ
ألا فَاتْلُها في الكتاب المبين = مثانيَ والنورُ فيهـا تَمِمْ
وسبِّحْ بحمد الوليِّ الحميد = إليه التجاؤُك في المزدَحَمْ
فإنْ قلتَ : أعداؤُنا ماكرون = وإرهابُهم في البرايا اقتحـمْ
وأنَّ التسلحَ في كفِّهم = يثيرُ المخاوفَ حيثُ انبهمْ
وبعدَ الذي ماتراه العيون = تقولُ لأهلِ السؤالِ : نعمْ !
أقولُ : نعمْ حيث علمي قديم = جديد وفي مصحفي معتَصَمْ
وفي السُّنَّةِ النبأ المستفيض = عن الصَّادقِ البَـرِّ خيرِ الأممْ
فبينَ الأحاديثِ فصلُ الخطاب الخطاب = وما هو نُطْـقُ الهوى فَانْبَهَمْ
ولكنَّه قولُ هذا النَّبي = ومَن لـم يصدِّقْهُ يلقَ النَّدمْ
لهذا أقولُ لِمَنْ يسمعون = إذا سألوني أقولُ لهمْ
نعمْ إنَّ بُشرى حبيبِ الإلـه = لأمَّتِنا النصرُ في المختَتَمْ
عليه الصلاة عليه السلام = وروحي فِـداهُ وألفُ نعمْ