عَلى الأخ الحبيب عَلى منير=على الشيخ المرابط في الثغور
على من غاب من وسط اللقاء=مجاهدةً إلى النَّفس الأخير
عليه الحزن في شرق و غرب=له الدعوات لله الغفور
و محزونون لكن لا نقول= سوى التسليم لله البصير
يودعه الكرام بكل أرض= و يبكي البعض بالدمع الغزير
دعَوْنا الله يقبله شهيدا=إلى الجنات في عُرسٍ و حور
يعوِّضُ ربُّنا الإخوان خيرا= لإكمال الرسالة و المسير
عرفناه الشفُوق و ذا حياء= و ذا أدب و ذا صمت وقور
و رقته انسياب الماء يجري= أو النسمات هلَّت بالعطور
و لكن إن دعا داعٍ يهِبُّ= كسيل الماء يجرف بالهدير
و سمحَ الصدر ذا لينٍ و عطفٍ= و عند الحق كالأسد الهصور
و رغم اللين لا يرضى اعوجاجا= يميل بركب دعوتنا الكبير
يذكرنا بعمر التلمساني= له رفقٌ مع القلب الجسور
و تحسبه شبابا إن نظرت= إلى العزم الفتي بلا فتور
و ينزل للشباب بكل وقت= و يسمع للكبير و للصغير
و أحيانا إن اشتدوا عليه= ببسمته معالجة الأمور
قريب الدمع إن ذُكر اعتقالٌ=و إن ذُكِرَت مكابدةُ الأسير
يقول وددتُ أفديه بنفسي= و يخرج في أمان في سرور
و يقضي في السجون ربيع عمر= بعزِّ شبابه الغض النضير
يقدمه الكبار لسانَ حال= لإخوته لتسيير الأمور
مع الإخوان يصبر في ثبات= أمام البطش من ظلم مرير
و يرفع راية الإخوان تمضي= برغم الموج في الجو العسير
برغم الانقلابِ و الانقلاب= و رغم تحمل العبء الخطير
يُجَمِّعُ صف إخوته الكرام= بحبٍّ كم به جبر الكسور
رداء الحب يجبر كلَّ كسرٍ=لشيخ أو كبير أو صغير
و عادت دوحة الإخوان مَلأَى= بها تلك الورود مع الزهور
تنادي من ابتعدوا هلموا=إلى الأحباب و البيت الكبير
لكم شوق إذا عدتم إلينا= و رب العرش يعفو عن كثير
و في الغرب لدى صنع القرار= يصول يجول في السنِّ الكبير
لينفىَ تهمة الإرهاب عنا= لننجوَ من مكائدَ أو شرور
يساومه اللئام على اتفاق= يُقِرُّ به لهم فعل النكير
لكي يتوسطوا في فتح سجن= به الإخوان في جمع كثير
فقال لَسِجنُ إخوتنا أخفُّ= من الإعلان عن هذا الفجور
ألا رحمة الله عليك= على الشيخ الحبيب على منير