( إلى الرجال الأبرار الذين قادوا سفينة الخير يبتغون من الله سبحانه الفضل والرحمة في نجدة إخوانهم المنكوبين ) .
قد أبحرتْ بالجودِ والبركاتِ=عبرَ البلادِ سفينةُ الخيراتِ
ملأى بما في الدين من بِرٍّ ومن=حللِ التكافلِ لاهوى الَّلذَّاتِ
فهي الصَّدى لنداءِ خيرِ شريعةٍ=لم تُبقِ من همٍّ ومن لفحاتِ
حملتْ بهديِ المصطفى معنى الوفا=للناسِ في ماضٍ أغــــــــرَّ وآتِ
ترسو بأمرِ اللهِ في ميناءِ مَنْ=ذاقَ المرارةَ من أسى الآهاتِ
فتمدُّه بالمالِ والعونِ الذي=يحمي بإذنِ اللهِ من آفاتِ
فيرى بها مَنْ ذاقَ جفوةَ دهرِه=أحلى الودادِ ، وأطيبَ الثَّمراتِ
كم من يتيمٍ باتَ حولَ ظلالِها=بالوُدِّ تكلؤُه مُنَى الرحماتِ
ويدُ الفقيرِ يصونُها كرمُ الأُلى=من أنْ تُمدَّ لقسوةِ الحاجاتِ
وحياةُ أرملةٍ وأُخرى أُقعدتْ=لم تنسياها أُمَّةُ الآياتِ
فيها من القيم الرفيعةِ موئلٌ=يحمي من الهفواتِ والهلكاتِ
طوبى لشرعتِنا يجدِّدُ ودقَها=وجهُ الربيعِ بأعذبِ البسماتِ
جاءتْ وحالُ الناسِ مربدٌّ بما=في الأرضِ من شكوى ومن عثراتِ
فتباشرتْ بالوحيِ أرجاءُ المدى=وتنفستْ في أطيبِ النفحاتِ
وهفتْ هنالك لم تدعْ من وحشةٍ=أو أعينٍ بالحزنِ معتكراتِ
وأوتْ إلى أفيائها أُممٌ شكتْ=جَوْرَ السنين و وطأةُ الظلماتِ
ما أجملَ الإسلامَ آخى بينها=بعقيدةٍ ، فاقرأْ من ( الحجراتِ )
تجد المآثرَ والنَّدى عنوانَه=حيثُ العلى والمجدُ في السَّجداتِ
والناسُ كلُّ الناسِ فيه إخوةٌ=والفضلُ للأتقى ، وطيبِ الذَّاتِ
مافيه من شرٍّ ولا حقدٍ ولا=كِبْرٍ ولا حسدٍ و وخزِ أذاةِ
إنْ أعرضوا عن نورِه أعماهُمُ=زيفُ السَّرابِ و وطأةُ الصَّفعاتِ
ولعلهم ضلُّوا وتاهَ دليلُهم=إذْ فرَّطوا ، والعارُ في الفلتاتِ
أيُرَدُّ هَدْيُ للنبيِّ محمَّدٍ=ويعيشُ أهلُ الفضلِ في حسراتِ ؟؟
المجدُ والجودُ الأثيرُ بكفِّه=وحُنُوُّه في ساعةِ النكباتِ
ووفاءُ أهليهِ الكرامِ ، وعزَّةٌ=ومكانةٌ فيَّاضةُ الهالاتِ
في أُمَّةٍ محمودةٍ إن جاءَها=بالضِّيقِ والشكوى دجى التَّبعاتِ
هبَّتْ لنُصرةِ مَنْ تلفَّعَ بالأسى=وطوتْه بالبلوى يـدُ الغمراتِ
وهفتْ إلى قِممِ الفخارِ عصابةٌ=ميمونةُ الخطواتِ والعزماتِ
هي نجدةٌ شعبيَّةٌ قد شمَّرتْ=عن ساعدِ الإيثارِ والنَّجداتِ
فأتتْ مآثرُها إلى أقطارِها=كالمزنِ يسقي ظامئَ المهجاتِ
كم أطفأتْ نارًا توقَّدَ جمرُها=من بعدِ حربٍ مُرَّةِ الكاساتِ
أو أنقذتْ قومًا أناخَ بساحِهم=داءٌ رمى بالويلِ والآفاتِ
أو أنجدتْ مَن داهمتْهم بغتةً=نقمُ الزلازلِ قبلُ والهزَّاتِ
وكم استجابتْ للنداءِ وقد دعا=داعي النَّدى والخيرِ في السَّنواتِ
رفعتْ لنورِ العلمِ دورًا لم تكنْ=لولا كريمُ مودةٍ وهباتِ
ومساجد الإسلامِ أعلتْ ركنَها=في العالمينَ رعايةُ السَّرواتِ
قد بوركتْ بيدِ التَّراحُمِ لجنةٌ=شقَّتْ هنالك أعذبَ القنواتِ
يومَ الكوارثِ لم تنمْ آماقُها=والناسُ مثلُ الطيرِ في الوُكُناتِ
يخشون أرزاءَ الليالي داهمتْ=أحياءَهم في أحلكِ الأوقاتِ
واللجنةُ الشَّعبيةُ انتفضتْ لهم=وأتتْ عطاياها إلى الحاراتِ
تُؤوي وتُسعفُ مَنْ أصابهم الأذى=بتبرُّعٍ ـ لأُولي النَّدى ـ و زكاةِ
فلها من الله الودودِ مثوبةٌ=يومَ الحسابِ بواسعِ الجنَّاتِ
ميثاقُها : القيمُ النَّبيلةُ والإخا=وجليلُ ما للسَّعي من غاياتِ
ورجالُها الأبرارُ : عُدَّتُها على=حقبٍ بحالِ الناسِ مضطرباتِ
ربَّاهُمُ الإسلامُ ـ طوبى ـ فامتطوا=للخيرِ فضلاً أكرمَ الصَّهَوَاتِ
عهدٌ لمَنْ والوا النُّبُوَّةَ لم يزلْ=يزهو نديًّا عاطرَ النفحاتِ
لاينبتُ المجدُ الموشَّى بالهنا=إلاَّ بكفِّ جحاجحٍ وثقاتِ
فهمُ الذين اختارهم ربُّ السَّما=بابًا لِما في الدِّينِ من حسناتِ
مانالَ رتبتَهم سوى مَنْ جـدَّ في=سُبُلِ التُّقى ، ولطاهرِ الرغباتِ
ما همَّهم إلا همومٌ أثقلتْ=في الدهرِ كاهلَ صاحبِ الحاجاتِ
تغفو العيونُ وعينُهم بين الكرى=قد أيقظتْها هبوةُ النكباتِ
ماعاشَ بالإيمانِ قلبٌ متخمٌ=وأخوهُ في جوعٍ وفي حسراتِ
أو نالَ رضوانَ الإلهِ وهمُّه=إن صالَ أو إنْ جالَ حبُّ الذَّاتِ
مَنْ لم يعشْ تأسى وتبكي نفسُه=لبني شريعةِ أحمدٍ وبناتِ
لمصابِهم في حقبةٍ جيَّاشةٍ=بالكربِ والأرزاءِ والشِّدَّاتِ
ماكانَ ممَّنْ قد عناهم ربُّنا=بخطابِه في محكم الآياتِ
***= ***
هذي السفينُ رعايةٌ نبويةٌ =جمعتْ سِمات الخيرِ بعدَ شتاتِ
واستثمرتْ جودَ الكرامِ و وثَّقتْ=من صالحِ الأعمالِ والصَّنْعاتِ
واستنفرتْ أجيادَها توَّاقةً=للسَّبقِ في الغدواتِ والروحاتِ
وقفتْ تلبِّي مَنْ رأتْهُ بحاجةٍ=قد طابَ نفسًا في ذِهِ الصَّفحاتِ
أوفى بها للباقياتِ مكانةً=علويَّةَ الومضاتِ والقسماتِ
بشرى لأهلِ الخيرِ حيثُ تميَّزوا=في العالمين بأكرمِ العاداتِ
في كلِّ أرضٍ للفضائلِ منهُمٌ=نفرٌ على الأسمى من الخدماتِ
والخيرُ باقٍ في مغاني أُمَّةٍ=يُسْقَى بما في الأنفُسِ العطراتِ
هي أُمَّةُ الهادي البشيرِ ولم تزلْ=رغمَ النَّوازلِ أُمَّةَ الوثباتِ
هيهاتَ يبخلُ أهلُها إنْ ما دُعُوا=لتبرُّعٍ بالمالِ والأقواتِ
ولدفعِ آفاتِ الرزايا دلهمتْ=حتَّى يراها النَّاسُ منحسراتِ
تاريخُها المعطارُ يشهدُ أنَّها=أهلٌ لكلِّ كرامةٍ و أناةِ
أحيتْ بهذا العصرِ سُنَّةَ أحمدٍ=في الوقفِ والزَّكواتِ والصَّدقاتِ
وهي التي رغمَ انكسارِ شموخِها=في العصرِ في مستنقعِ الشَّهواتِ
وبحالِها المُزري بثوبِ هوانِها=وسقوطِ ما للعزمِ من راياتِ
هبَّتْ على اسم اللهِ في أحنائها=من وقدةِ الإيمانِ والسُّبحاتِ
تحيي لها مجدًا جديدًا ضاحيًا=بشريعةِ الإسلامِ بعدَ مواتِ
عادتْ إلى الرحمنِ بعدَ تقاعُسٍ=والَّلهُ يقبلُ صادقَ التَّوباتِ
والجودُ يرقى بالنفوسِ إذا صَفَتْ=وهفتْ إلى الخلاَّقِ في السَّجداتِ
يحمي الإلهُ ذوي العطاءِ من الأذى=ومصارعِ السُّوءِ المقيتِ الآتي