يا مَن تشَكّى من هموم زمانه= هلاّ فررتَ إلى الرّحيم وشأنِهِ ؟
رحم العبادَ على عظيم ذنوبهم= فتدبّرِ الآياتِ في قرآنه
واسلك سبيل المصطفى في هديِهِ= تلقَ الفؤادَ يفرّ من أدرانه
كم نعمةٍ لله في هذي الدّنا= فابدأ بنفسك فهي من إحسانه
ربّاهُ لا نحصي عطاءك إنّه= عمّ الوجودَ ونحن من أفنانه
ووهبت يا ربّي الوجودَ جماله= فتسابق الشّعراءُ في ميدانه
أنّى التفتنا فالجمال يشدّنا= أسرى ونعم الأسرُ في سلطانه
لا نستطيع الخوضَ في ملكوته= يكفيك إطلالٌ على شطآنه
في كلّ آونةٍ جمالٌ رائعٌ= وجمال هذا الدّهرِ في نيسانه
قد توّج النّسرينُ عرسَ جَماله= ميلادُها قد كان في أحضانه
ولذا أرى جوّ الرّبيع مُؤرَّجاً= بشذا عبيرِكِ لا شذا ريحانه
إن كنتُ أرقبُ ذا الرّبيعَ فسِرّهُ= أنْ قد نهلتُ العذبَ من غدرانه
ففراتُكِ العذبُ الطّهورُ مَعيننا= ولكم شفيتِ القلبَ من أشجانه
* * *=* * *
لكن يظلّ الهمّ يغشى قلبنا= حتّى يحِلَّ الطّيرُ في بستانه
ما كان ذا الأَلقُ المُشِعُّ لِيختفي= لولا ابتعادُ الخِلّ عن خلاّنه
إسلامنا في القيد يُشعلُ نارنا= أتَقرُّ عينٌ وهو في حرمانه ؟
ربّاهُ فرّجْ كربنا وبقولِ كنْ= أنجيتَ مَن أنجيتَ من نيرانه
واحفظ إلهي وُلْدَنا وأحِبّةً= واكبتْ عدوّاً لجّ في طغيانهِ