بالَّلهِ جلَّ سترحلُ الأرزاءُ = وتزولُ رغــمَ عُتُوِّهـا الضَّرَّاءُ
وتُلفُّ من صحفِ المهازلِ ما شكا = منها الهُـداةُ ويُدحرُ السُّفهاءُ
وستشرقُ الشمسُ البهيَّةُ نعمةً = في العالمين وترحلُ الظلماءُ
لاحولَ للإنسانِ إن فاضَ الأسى = في عيشِه واربدَّتِ الآناءُ
وتكالبَ الأشرارُ في أسواقها = بيعٌ يُقامُ لمكرِهـم وشِــراءُ
أو نالَ من أهل الهدى أعداؤُهم = إذ قـلَّ يومَ الشِّدةِ النُّصراءُ
لكنَّها باللهِ في نجداته = يأتي لأهلِ الدَّعــوةِ البُشراءُ
فَتُنالُ بالصَّبرِ الجميلِ مكانةٌ = أفذاذُها الأبرارُ والصُّلحاءُ
فـوِّضْ أُمورَك للإلـهِ ولا تخفْ = يَحْبُ الرجاءَ الغوثُ والآلاءُ
لمَّـا تبرَّأَ ركبُنا من كفرِهم = وافى الطغاةَ الخزيُ والإزراءُ
ميدانُ هذا العصرِ فيه تآمرٌ = ويُذلُّ في أرجائه الضعفاءُ
مَن لم يُجَنِّدْ للنزالِ سواعدًا = عافتْهُ فيه الهمَّةُ القعساءُ
فاجعلْ نزالَك دائمًـا متحفزًا = يخضعْ لجحفلِ حقِّك الأعداءُ
هـم يؤمنون بغيِّهم وفسادِهم = ولهم بزيف الباطلِ استعلاءُ
ولهم إذا امتلكوا زمامَ هرائهم = عبثٌ بدِّينِ اللهِ واستهزاءُ
هـم يملكون حضارةً ما أثمرتْ = وعطاؤُها للعالمين غُثــاءُ
وتآمروا رغم اختلافِ ميولهم = والشَّرُ بينَ فصولِهم عــدَّاءُ
وعجيبُ أمر القومِ أنَّ عداءَهم = للدينِ ماضٍ مالَه إغضاءُ
حتى إذا ارتعدتْ فرائصهم وقد = نزلَ القضاءُ وفي يديه جــزاءُ
رأوا الحقيقةَ للعيانِ فأخبتوا = إذ ذاك لم ينفَعْهُمُ الزعماءُ
جاؤوا جميعًا للعقابِ لأنهم = كفروا فما أجدتْهُمُ الخلطاءُ