عن حذيفة بن اليمان رضي اللـــه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً عاضاً، فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكاً جبرياً فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء رفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النُّبُوَّةِ ) . روى هذا الحديث كل الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، والبزار، والطبراني في الأوسط،
*خطير : يقال مرَّت البلادُ بأزْمةٍ خطيرةٍ أي بأزمةٍ صعبةٍ وخيمةٍ ،وقد مــرَّتْ .
تهاني أمَّــةِ الهادي البشيرِ = إلى المقدامِ والرجلِ الجديرِ
ألا يا أوردغانُ لك امتنانٌ = وحبٌّ غـامرٌ ملء الصدورِ
نقولُ لِكلِّ مَنْ يرضى امتهانا = بهذا العصرِ للدِّينِ الأثيرِ
ويرضخُ للتآمرِ والتَّعالي = لأهلِ الغيِّ في وادي الثُّبورِ :
إذا طوَّفتَ فيها بالمغاني = وبالحقلِ المـوشَّى بالزهـورِ
فليس بمقبلٍ فيهـا سِواه = جليل القَدْرِ ذي الصَّوتِ الجهورِ
أتاها بالمآثـرِ حينَ جفَّتْ = لرزءٍ ــ في نواحيهـا ــ مـريرِ
فـآثرَ مجدَهـا عن كلِّ زيفٍ = ففي أكنافِه أرجُ الحبورِ
ألا ياطيِّبَ النجداتِ هلَّتْ = بوجهكَ هيبةُ الأسدِ الهصورِ
وفي أحنائك الحبُّ المصفَّى = لهذا الشَّعبِ محمود المسيرِ
فحيَّتْكَ الجماهيرُ ابتهاجًـا = وجاءَ الشَّدوُ في أحلى شعورِ
رعاكَ اللهُ في خطوٍ تجلَّى = بـه الإسلامُ للفتحِ الكبيرِ
سفينتُك التي مخرتْ دجاهـم = برغم الموج =ِ في أعتى البحـورِ
وأرستْهـا العنايةُ من إلهي = على الشطآنِ في يومِ العبورِ
فكنتَ أميرَها الغالي المفدَّى = بيومٍ غائمٍ داجٍ مطيرِ
ونلتَ وسامَها الأعلى ففازتْ = بحبِّك للمُبشَّرِ والبشيرِ
هـو الرحمنُ ربُّك ماتخلَّى = عن الشُّجعانِ في اليومِ العسيرِ
حملتَ رسالةَ الإسلامِ تـدعو = بقيَّةَ مَنْ جفوا دينَ البصيرِ
وسرتَ بعزَّةٍ في اللهِ حُــرًا = ولم تعبأ بأصحابِ الفجورِ
بمنطقِ ألمعيّ ذي حضورٍ = بميدانِ التنافسِ لا الغرورِ
فدعهم في ضلالتهم حيارى = لعلَّ اللهَ يهديهم لــنورِ
أتوك بحقدِهم وأتيتَ ترجو = لهم بسطَ المودةِ والسُّرورِ
وباستعلائك المحمودِ شــرعًا = على مللِ المفاسدِ والشُّرورِ
نسجتَ رداءَها زهـوًا وفخـرًا = بــدينِ اللهِ بارئنا الشَّكورِ
ألا يا أوردغانُ لك التهاني = مساءً مقمرًا بعدَ البكورِ
ألا ولك الولاءُ وعهدُ شعبٍ = كريم الذِّكرِ في ماضي الدهورِ
تسنَّمَ تاجَ مَن سادوا البرايا = وأرسى العدلَ في تلك العصورِ
وكانوا للخلافةِ حِصنَ دينٍ = وعونًا للمريضِ وللفقيرِ
وأُمتُنا لو التجأتٍ بصدقٍ = لبارئهـا وعادتْ بالنَّفيرِ
لَمَـا ذاقتْ مرارةَ شانئيهـا = بعصرٍ عاصفٍ بالزمهريرِ
أتى في نصحِنا للناسِ فاعلمْ = نــداءٌ للتفاهُـمِ في الأمـورِ
وللإصلاحِ بالقيــمِ استعدنا = بهــا مافاتَ في زمنِ الثُّبـورِ
دعوناهم إلى أفياءِ حبّ = وللأيـامِ تسعدُ بالغيورِ
وللشعبِ الذي يرجو خلاصًا = من التَّبعيَّةِ امْتُهِنَتْ ونِيــرِ
أردناهم لأمتنا رجالا = كرامَ الوجهِ مابين الحضـورِ
وهل للمجدِ إلا مَن أشادوا = صروحَ الخيرِ في كلِّ العصورِ
قفوا نسألْهُـمُ ماذا أرادوا = من التهريجِ والعبثِ الحقيرِ
وهذا الموطنُ الغالي شغوفٌ = بعودةِ مجــدِه العَبِقِ النَّضيرِ
هي الأوطانُ حيَّتْ كلَّ حُــرّ = أغــذَّ السَّعيَ في اليومِ العسيرِ
تنادى الشَّعبُ يهزأُ بالدنايا = وبالإفلاسِ للفــكرِ النَّكيرِ
وبالأهـواءِ لم تحرزْ فخارًا = بديوانِ المآثـرِ في البكورِ
وبالكيدِ الموشَّى بالدنايا = وبالتنسيقِ مـعْ أهـلِ الفجورِ
فأدلى للشريعةِ والمزايا = وللقيمِ الرفيعةِ والضَّميرِ
وللعــزِّ الذي أولاهُ ربِّـي = لأصحابِ الشهامةِ في النَّفيرِ
وللفضلِ المتاحِ لِمَـنْ تنادوا = إلى ساحِ المروءةِ في العصورِ
وللركبِ المظفَّرِ ليس يخشى = عدوًّا جاسَ أسوارَ الثُّغورِ
ولـم يخشَ المكائدَ والرزايا = ولـم ترهبْهُ عربدةُ المغيرِ
هـو الإسلامُ أعلى شأنَ قومي = فمـا ركنوا لطاغٍ ذي نفورِ
ولا انقادوا لأحزابٍ هـواها = مع الباغي فعاشوا كالأجيرِ
يبيعون البلادَ بـلا حياءٍ = لأجـلِ المنصبِ الواهي الحقيرِ
وَهَتْ للغـيِّ أنفُسُهم فعاثوا = فسادًا بالحداثةِ والسُّفورِ
فلن يرضاهُمُ شعبٌ تربَّــى = على قـرآنِ هادينا البشيرِ
إذا قالوا سئمتَ فمِن غثاءٍ = حديثُ الزيفِ يُزري بالسُّطورِ
ولـم يقنعْ بمنطقِهم شبابٌ = فبئسَ القولُ داهـنَ في قُصورِ
ففي أفعالِهم شؤمٌ تبدَّى = وفي أقوالِهم صفحاتُ زورِ
وألفى الناسُ ألسنةً لديهم = تفوهُ بغيرِ ذي شأنٍ وثيرِ
هــُمُ النُّخبُ التي فقدتْ ضميرًا = فليس لِمــا أرادتْ من نصيرِ
أُقلبُ في الميادين المآقي = وأسمعُ صرخةَ الشَّعبِ الصَّبورِ
حناجرُ تسألُ الرحمنَ نصرًا = وتأييدًا على ظلمٍ و جــورِ
رجالٌ في محيَّـاهم شعورٌ = يترجمُ صدقَ أربابِ الشُّعورِ
وفي الميدانِ لـم يرضوا بيومٍ = مداهنةَ المدلِّسِ والعقـورِ
ولا ركنوا لأصحابِ الكراسي = ولا وهنوا بيومٍ قمطريرِ
هـو الإسلامُ ربَّـاهم فـداسوا = على الزيفِ المطرزِ بالحـريرِ
ولم تُجــدِ الظنونُ بشأنِ قـومٍ = أرادوهـا بـلا شعبٍ غيورِ
فهبِّي واغضبي للهِ وارعَيْ = ألا يا أُمَّتي حــقَّ البصيرِ
فربِّي يهلكُ السُّفهاءَ لمَّـا = أتــوا حمقى بشَرّ مستطيرِ
وعاشوا للتآمرِ واستباحـوا = حقوقَكِ في الحياةِ بـلا ضميرِ
أهـم أبناؤُك امتثلوا عقوقًـا = وعافوا طيبَ محتدِكِ الأثيرِ !!!
أمِ السُّفهاء مابرحوا بثوبٍ = يغطِّي الحقدَ في حَنَقِ الصدورِ !!!
أعانتْهـم مـؤامرةُ الأعادي = وأعطتْهـم مقاليدَ الأمـورِ
فظنوا أنَّهم سادوا ولكنْ = قرينُ الخبثِ مشدود بِنِيــرِ
سيبقى بيننا وَجِـلا فَتَبَّتْ = يــدا أهلِ الخيانة والغرورِ
عشيرُهُمُ التَّجنِّي والتَمادي = بفعلِ القُبحِ يطفحُ بالشُّرورِ
وبوَّأهُمْ به ربِّي تبارًا = فكلُّ المبلسين إلى السَّعيرِ
سيذهلُ إن عراهم سوءُ خـزيٍ = وجيهُ الشُّؤمِ في اليوم العسيرِ
هـمُ الأعداءُ في غبش التماهي = مع العملاءِ من خلفِ البحورِ
وهذا العهدُ بشَّرَ بانفراجٍ = وبالقيمِ الجليلةِ في المسيرِ
فهل يرضى عدوُّ اللهِ هذا = أم الأضغانُ تُشْحنُ في الصُّدورِ
فتركيا على نهــجٍ قويمٍ = هُويَّتُهـا تعودُ بـلا قُصورِ
وعلمانيَّةٌ كانتْ وبالا = على الشَّعبِ المُقادِ بألفِ نيــرِ
محافلُ مكرِ حِقدِ الغربِ تأبى = قيامَ شريعةِ الباري القديرِ
فَمن قـرنٍ مضى والفأسُ سُلَّتْ = على الأتراكِ تقطعُ بالجذورِ
وهذا شأنُ أوروبا ، وربِّي = لبالمرصادِ من بعدِ النَّذيرِ
مؤامرةٌ على نهـجِ المثاني = ومن روَّادِهـا أهلُ الخمورِ
فمن عربٍ قد ارتدُّوا فهانوا = ومن عجـمٍ على المنحَى الكفورِ
تداعى البغيُ من شرقٍ وغربٍ = على الإسلامِ كالذِّئبِ الجسورِ
وأمرُ الخَلْقِ للخلاَّقِ ماضٍ = فيا أممَ الهوى والبغيِ جــوري
فيومُ الفصلِ لايبدو بعيدًا = فمـا يُجدي هنالك من نصيرِ
دعاكم ربُّكم للحــقِّ لكنْ = أبيْتُم رشدَكم عبرَ الدهورِ
فلـو ثبتُم وآمنتُم لفُزتُم = بما للــهِ من خيرٍ وفيرِ
ولم ينفعْكُمُ العملاءُ يومًـا = يشيبُ لهولِه رأسُ الصَّغيرِ
ولـم نحملْ ضغائنَ إذْ ننادي = عبادَ اللهِ ... للهِ الـمُجيــرِ
ولمَّــا يعرفِ التاريخُ عنَّـا = سوى الرحماتِ والخُلُقِ الأثيرِ
فشرعتُنا تبشِّرُ بالتآخي = وبالتنويرِ في داجي العصورِ
ودعوتنا إلى الناسِ الحيارى = بلا علمٍ ولا وعيٍ ونــورِ
ففي الغبراءِ خَلْقٌ قد دهَتْهُم = دعاوى من شقيّ أو حقيرِ
فما رَأَيَــأ لوجهِ الشَّمسِ نورًا = ونــورُ الشَّمسِ يسطعُ في البكورِ
فلم تَعْــمَ العيونُ لدى أُناسٍ = ولكنَّ البصيرةَ في ضُمـورِ
تعامى أهلُها عن هّدْيِ ربِّي = فما من ذي رشادٍ أوخبيرِ !
ويبقى دينُ أحمدنا منارًا = لأهلِ الأرضِ فـوَّحَ بالحبورِ
فلن يبقى لأهلِ البغيِ وكرٌ= لبرمجةِ المفاسدِ والشُّرورِ
ولن يحظى شقيٌّ بائتلافٍ = نهايتُه إلى وادي الثُّبورِ
وما هذا النجاحُ لأوردغانٍ = سوى بابٍ الخلاصِ من المغيرِ
فسبِّحْ باسمِ ربِّكَ وامتطيها = رياحَ الفتحِ بالجمعِ الغفيرِ
فربُّك للخلائقِ ذو متابٍ = تعالى اللهُ من ربّ غفورِ
ألم يجعلْ لهم جنَّاتِ عـدنٍ = ويُسْكِنُ داخليها في القصورِ
وحـذَّرهم إذا جحدوا مرارا = من التعذيبِ في وهــجِ السَّعيرِ
فطوبى للمطيعِ بيومِ خُلدٍ = وتبًّـا للمعاندِ والكفورِ
لقد آنَ الأوانُ فليس تُجدي = عبيدَ الكِبرِ زمجرةُ النفيرِ
فَقَرْنٌ قد مضى وطوى المآسي = وهـلَّ الفتحُ في الأفقِ الوثيرِ
أتى ليعيدَ للإسلامِ مجدًا = يوافي عهدَ أصحابِ البشيرِ
فَمَن عادى النَّبيَّ يُذَلُّ فيه = فهذا القرنُ يفتكُ بالكفورِ
لقد مــنَّ الإلهُ على البرايا = برحمتِه وبالعَفْوِ الأثيرِ
وسلَّمَ من رزايا عاصفاتٍ = وجادَ بفضلِه الثَّرِّ النَّضيرِ
وأبعدَ شرَّ مَن ركبوا هواهم = وحثَّ شعورَهم زهوُ الغرورِ
ومَن نسيَ المهيمنَ إذ تمادى = فإنَّ مصيرَه وادي الثُّبورِ
عساهم يرفلون بثوبِ تَوْبٍ = ليعلو شأنُهم عند الغفورِ
وياويل المعاندِ إنْ تجلَّى = إلــهُ العرشِ بالقَدَرِ الخطيرِ *
وكم من أزْمَةٍ عصفتْ كنـارٍ = وأجَّـجَ وَهْجَهـا حقدُ العثورِ
وقد مرَّتْ وأفلسَ مُضْرِمُوها = وبدَّدَ شملَهم قَدَرُ القديرِ ...