في11 - 5 -- 2010 كنت في مدينة الرّياض - السّعودية , كنت في زيارة فلذة كبدي الدّكتور محمّد ,حين كان يعمل في مستشفى الحرس الوطني, ومكثت مدة طويلة بعيدا عن مدينة جنين وعن منزلي في حي الجابريّات , ومن وحي ذلك نظمت هذه القصيدة .
أفما شعرتَ بما أعاني من حنين ؟=هيّا استمع هذا النّشيجَ معَ الأنين
ما عدتُ أصبرُ عن ثرى وطني ولو= نعق الغرابُ بأفْقهِ الباكي الحزين
لا الليلُ أسْكنهُ ولا في سعينا= أنسى تذَكُّر موطني ،فهو القرين
فأهيمُ في ذكراهُ أذكرُ منزلا ً= فيه الحياةُ بكلّ معناها المبين
فيه المشاهدُ كلُّها في حلوها= في مرّها ، في كلّ آونةٍ وحين
فيه الطّبيعةُ أُنسها وجمالها= فأبُثّها الشّكوى وما بيَ من شجون
وهناك تطوافٌ بساحِ ربوعنا= والعين تسرح لا تقيّدُها السّجون
وإذا أردتُ تعبداً وتأمّلاً= فهناك محرابٌ لمن يبغي السّكون
فبمسجدٍ ومنازهٍ أجد الذي= تبغيه روحي من صعودٍ وحنين
وببيتيَ المعطار محرابُ القـ=ـراءة في الصّحائف سُجّلَتْ عبْرَ القرون
وحديقةٍ آوي إليها أبتغي= شمّ النّسيم مُؤَرّجاً بالياسمين
ويشنّف الأذنَ المشوقةَ بلبلٌ= والعندليبُ بكلّ ما يُنسي الشّجون
وشريط عمري في الدّيار لفائضٌ=بالذّكريات ، وكلّ ما فيه لحون
* * *=* * *
ذكراكمُ يا أهلَ ودّي زادُنا=يُحْيي القلوبَ، ومحوُها ريبُ المنون
لولا الأحبةُ في بلادٍ قد نأت=ما كنتُ أركب متنَ ريحٍ أوسفين
فالرّوحُ إذْ ما غادرَتْ جسماً فلا=تجدُ الحياةَ تضجُّ في الجسم الدّفين
مهما ابتعدْنا أنتمُ سِفْرُ النُّهى=فيه عناوينُ الهوى من عاشقين
* * *=* * *
هذا الحنين لموطني لَهَبٌ طغى=حتّى ولو غصبتهُ أشرارُ القرون
مهما يُغشّيه العُداةُ بجونهم=فالفجرُ آتٍ مثلَ أنوار اليقين
ويعودُ إسلامي فيعلي صوتَهُ=اللهُ أكبرُ لا نذلُّ ولا نهون
وتعود راياتٌ ترفرف في العلا=من فوق أقصانا بعونك يا متين
ويُؤَذّنُ الأقصى وحيثُ مآذنٌ=في أفق موطننا وفي أفق "جِنين"
اللهُ أكبرُ من خيانة مارقٍ=الله أكبرُ من جيوش المعتدين!!