ذخـائـر ... وبشائـر

جاء في معاجم لغتنا العربية المجيدة معنى كلمــــــــــــــة : ذَخيرة: اسم ، وجمعها : ذخيرات و

ذخـــــــــــــــائرُ ، والذخِيرَةُ : : ما يُعدّ للآخرةِ من الأعمال الحسنة : وهذا أفضل الذخـــــــــــائر

وأسماها وأجــــــلُّها عند الله تبارك وتعالى ، والذخِيرَةُ : عُــدَّة الحرب ، والذخِيرَةُ : ذُخْر ،

مَؤُونة ، وما يُدّخر من القوت ، ذخيرة حيَّة : حقيقيَّة ، بَيْتُ الذَّخيرة : مَذْخــــــــــر البارود ،

وهو مخــــزن الأسلحة الناريَّة يُوضع فيها البارود ، وحاملة الذَّخيرة : ناقلة تمـــــدّ الجنــــــود

على أرض المعركــــــــــة بمـــــــــا يحتاجـــونه من أسلحـــــــــة . وأعمــــــالك الصالحات

ذخائرك عند الله .

لولا الرجاءُ بما لدى ربِّ الورى = من نجـدةٍ للإخـوةِ الأبرارِ

لأتى بها المظلومُ لايلوي على = مَن لامَ أو آوى لئيمَ الـدَّارِ

يبقى الخسيسُ النَّذلُ في مستنقعٍ = قـذرٍ رهينَ خرائبِ استحقارِ

ويظنُّ أنَّ الحقدَ جاءَ بفرحـةٍ = لفـؤادِه المطبوخِ بالأقـذارِ

سيظلُّ منبوذًا وإن طالَ المدى = فمصيرُه في مركبِ الأوزارِ

فَلْيَنْتَظِرْ يومًا يُجندلُه الفنـا = ليذوقَ طعمَ مرارةِ استكبارِ

* * *=* * *

وذخـــائــرُ الــمــجـدِ الأثـــيــر لأمــــةٍ = هـي صـفحةُ الـقيمِ الـتي جاءتْ هُدَى

لـلـعـالـمـين ورحـــمــةً لــــم تــرتـحـلْ = وســعــادةً وظــلالُـهـا لــــن تُــجْـحَـدا

الــبــاقـيـاتُ الــصَّــالـحـاتُ لأُمَّـــتـــي = سـتـظلُ مـوئـلَ رِفـعـةٍ طــولَ الـمـدى

إســلامُــنـا حـــبــلُ الــنــجـاةِ لــعـالَـمٍ = يــرجــو بــــه هـــذا الـهـنـاءَ الأرغـــدا

أيـــــامُ عــزَّتِــك الــتــي قــــد لاكــهــا = ظــلـمُ الـنـفـوسِ رأتْ بـهـنَّ الـسـؤددا

هـــيَّــا إلــيــهـا واســتـعـيـدي رايـــــةً = رغـــم الـطـغـاةِ ومَـــن أبـــي وتــمـرَّدَا

* * *=* * *

الــحــولُ لـلـبـاري فــعِـشْ مـسـتـسلمًا = لــــلـــهِ ذي الإكـــــــرامِ والإجـــــــلالِ

فـالـهولُ يُـدحَـضُ ، والـمآسي تـنجل = والـــكــربُ لايــبـقـى مــــع الأغــــلالِ

فاللهُ جـــــــلَّ جـــلالُـــه ذو رحـــمـــةٍ = تُــرجَـى فــلـم تُـصـرَمْ لـضـيقِ الـحـالِ

فَــثِــقَـنْ بـــربِّــكَ إنْ دهَــتْــكَ مــلـمَّـةٌ = والـــجــأْ إلـــيــه بــصــالـحِ الأعــمــالِ

فـهـي الـحـياةُ ، ويُـبْـتَلَى فـيها الـورى = بــالــفــقـرِ أو بــــالـــدَّاءِ أو بـــالــمــالِ

لـيـرى اصـطـبارَ الـنـاسِ فــي لأوائِـهم = ويَـــمُـــنَّ بـــعــد الــصَّــبـرِ بــالإقــبـالِ

* * *=* * *

الــفــتـحُ يــأتــي يــومُــه والـصَّـيـقـلُ = والــخـيـلُ مــازالــتْ وربِّـــك تـصـهـلُ

يــــا أيُّــهــا الإســــلامُ يــاديـنَ الـــذي = فــي الـكـونِ لايـرضـى ســواهُ ويَـقبَلُ

إنَّ الــتـوازلَ لـــم تـــزدك كــمـا يـــرى = قـــومٌ حــيـارى بـالـهدى لــم يـحـفلوا

فـاسـتـسـلـموا لــعــدوِّهـم وتــنــازلـوا= عــــن كــــلِّ صــــرحٍ بـالـمـآثرِ يــرفـلُ

أَوَغــيــرُ ديــــن اللهِ يــرفــعُ شــأنَـهـم =كـــلا ولـــن يـــرثَ الـنـفـيسَ الأعــزلُ

فاللهُ يــنـصـرُ مَــــن تـسـلـح بـالـهـدى = وأخــــو الــمـروءة والــفـدا لايُــخـذَلُ

* * *=* * *

اللهُ يــوهــنُ كــيـدَ مَـــن كــفـروا وإنْ = شـــادوا الـصـروحَ وحـصَّـنوا الأبـوابـا

فـــاعــددْ لــهــم لايـخـدَعَـنَّـك أنــهــم = مــلـكـوا الـحـديـدَ وأتـقـنـوا الإرهــابـا

وانــظـرْ لِـمـا يُـمـليه ديـنُـك والـتـجئْ = لــــلـــه تُـــكــتَــبْ عــــنـــده أوَّابـــــــا

فـمـشـيئةُ الــبـاري تـحـيـلُ حـقـولَـهم = عــنـد الـضـحى قـبـلَ الـقـطافِ يـبـابا

حــقِّـقْ رجـــاءَك بـالـتُّـقَى وبـمـا أتــى = فــــي الــسُّـنَّـةِ الــغـرَّاءِ تــلـقَ جــوابـا

فــعـن الــهُـداةِ يــدافـعُ الـمـولى ولــن = يـــجـــدَ الـــعــدوُّ لــنــصـرِه أســبــابـا

* * *=* * *

الـمُـسـتـغـيثُ بـــربِّــه فـــــي مــحـنـةٍ = ولــــه وقــــد جـــدَّ الـمـصـابُ حُـــداءُ

ســيــمـدُّه الــرحـمـنُ فـالـبـشـرى لــــه = هــلَّــتْ بــــي بــيــن الــغـمـامِ ســمـاءُ

لاتـــشــكُ هــمَّــك يــابــنَ آدمَ لــلــذي = تــرمــيـك مــنــه الــنـظـرةُ الــشَّــزراءُ

واقـطـعْ حـبـالَك واسـتغثْ مـستنجدًا = باللهِ تــــرحـــلْ هـــاهــنــا الـــــــلأواءُ

فاللهُ يُـنـجـي حــالَ مَــن أردَتْــهُ مــن = عــصــفِ الــهـمـومِ الــغـارةُ الـشَّـعـواءُ

ولــــه إذا الــفـتـنُ الــشِّـدادُ تـــواردتْ = فـــــرجٌ تـــــزولُ بـصـبـحِـه الـظـلـمـاءُ

* * *=* * *

هـــذي شـريـعـتُنا الأثــيـرةُ لـــم تــزل = بـقـشـيبِ بـهـجـةِ وجـهـهـا الـمـحـمودِ

يُـلْـفَـى رحــيـقُ الـفـيضِ مــن لألائِـهـا = سِــمَــةٌ لــهــا فـــي نـهـجِـها والــجـودِ

نــفـحـاتُـهـا فـــــي الــخــيـرِ ربَّــانــيَّـةٌ = تــجـري رُخـــاءً فـــي الــقـرى والـبـيدِ

فـالـصَّـالحاتُ لأهـلِـهـا أسـمـى الــرؤى = لايُـــؤْتَـــيَـــنَّ بــمــثــلِــهـا بـــجـــديــدِ

الأفــضـلـيَّـةُ يـــابــنَ آدمَ هَـــــا هُـــنَــا = فــاهـجُـرْ تــجــارةَ فــاجـرٍ و حــسـودِ

قـالـوا : مـضـتْ أزمـانُـها . وهـنـا لـها := شــهــدَ الــعــدوُّ لـمـجـدِهـا الـمـشـهودِ

* * *=* * *

إنَّ الــمـطـامـعَ قـــــد تُــــذِلُّ رجــالَـهـا = فـــي زهـوِهـأ فــوقَ الـسَّـرابِ الأغـبـرِ

فـانـهـضْ بـغـايـاتِ الــرجـالِ عــزيـزةً =تـبـقـى لــذكـرِك مـــعْ مــرورِ الأعـصُـرِ

لم يرضَ عنك الغيُّ والطاغوتُ إنَّهما . =. عـــلـــى كِـــبـــرٍ يُـــســاقُ و مــنــكَـرِ

لا تُـــلــقِ بـــــالا لــلـطـغـاةِ ولا لـــمَــنْ = أرغـــى وأزبــدَ فــي ثـيـابِ غـضـنْفَرِ !

فاللهُ يُــخــشَـى ، والــبــقـاءُ لــوجـهـه = أمــــــا سِــــــواهُ فــلـلـفـنـاءِ الــمـقـفـرِ

فــاشـمـخْ بــظــلِّ اللهِ عــنــدَ مــكـابـرٍ= لــــزوالِ كــــلِّ مــكـابـرٍ أو مــفـتـري .

* * *=* * *

سُــنَـنُ الـنَّـبـيِّ رداؤُك الأغـلـى فَـعِـشْ = بـجـمـالِها الـقـدسـيِّ عُــمْـرَكَ و ارفُـــلِ

فــبـهـا الــهـدايـةُ يــافـتـى و حـــلاوةٌ = فـيـهـا الـعُـذوبـةُ مـــن نـمـيـر الـكـوثرِ

هـــي زادُك الـبـاقـي إذا مـــا أفـلـستْ =كــفُّ الـشَّـقيِّ عـلـى الـصَّعيدِ الـممحلِ

فاللهُ جــلَّ هــو الـكـريم مَــن اشـترى = مـــنــك الــرضــا لـفـريـضـةٍ و تَــنَـفُّـلِ

والـقـربُ مــن ربِّ الــورى فـي طـاعةٍ = جـاءت عـن الـهادي الـحبيبِ الـمُرسَلِ

فـاعـلـمْ ولا تــنـسَ الــمـآبَ لـحـوضِـه = فــفـؤادُك مـثـلِـكَ يـافـتى لــم يـجـهلِ

* * *=* * *

هــــــذا زمـــــانُ تــكــالـبِ الأعـــــداءِ = وتــــوقُّــــدُ الـــشَّــنــآنِ والــبــغــضـاءِ

وعــجـاجُ حـقـدٍ ، واعـتـسافُ مـكـائدٍ = صـيـغَـتْ بـحـنـكةِ مـرجـفٍ غـوغـائي

وعــن الـسَّـفاهةِ مــا أراهــم أعـرضوا = هـيـهـلـتَ بــئــسَ حــمـاقـةُ الـسُّـفـهاءِ

إســلامُـنـا ويــــحَ الــجـنـاةِ عــدوُّهـم = أَوَلَــيْـسَ فــي هــذا عـجـيبُ قـضـاءِ !

الــرحـمـةُ الــمـهـداةُ لـلـدنـيـا غــــدتْ = ولِــكـفـرِهـم تُـــرمَــى بِـــشَــرِّ عَـــفــاءِ

لــكـنَّـه الــدَّيَّــانُ يُـمـهـلُ مَـــنْ طــغـوا= وإذا أرادَ فــــــلاتَ حـــيـــنَ نـــجــاءِ !

* * *=* * *

لاشـــــك أن الــصَّــبـرَ مــــن ثــمـراتِـه = أنَّ الأذى مــهــمـا طـــغــى وَتَــعَـسَّـفـا

لابُــــدَّ أن يُــطــوَى دُجـــاهُ ويـنـجـلي = لــيـلُ الــعـداواتِ الـبـغـيضُ ويُـكـشَفا

فــالـدِّيـنُ يُـحـيـي رغـــم هـــذا أُمَّـــةً = تـاريـخُـهـا رغــــم الــنَّــوازلِ يُـقْـتَـفى

كـم سـامها فـي الـغابرِ الماضي عدوٌّ . = . حــيــثُ رُدَّ وقــــد أتـــى مـتـعـجرفا

الــنَّـصـرُ لــلإســلامِ مــهـمـا عــربــدوا = لــمَّـا يـــزلْ فــي عــزِّه مــا اسْـتُـضْعِفَا

ظـــنُّــوهُ ولَّـــــى مــــادروا أنَّ الــــذي = أرســـى دعـائـمَـه الـنَّـبِـيُّ الـمـصطفى

* * *=* * *

هـيـهـاتَ تـخـبـو فـــي الـبـريَّةِ شـعـلةٌ = رغـــمَ الــظـلامِ الــدامـسِ الـمـتـرامي

لــــن يـحـجـبُـوا نـــورَ الـنُّـبُـوَّةِ إنَّــهـم ... لــــن يـبـلـغـوا أبـــدًا عـــلاهُ الـسَّـامـي

هــــــو شِـــرعـــةٌ لــلــخـلـقِ ربَّــانــيَّـةٌ ... يــبــقــى هُــــــداهُ لآخــــــرِ الأيَّــــــامِ

لاتــجـزعـي يـــا أُمَّــتـي واسـتـبـشري ... فـالـنَّـصـرُ صــنــوُ شــريـعـةِ الإســـلامِ

تـفـنـى الـمـذاهـبُ : زيـفُـها وغـثـاؤُها ... وتُــــداسُ يــــومَ الــزحـفِ بــالأقـدامِ

ويــظـلُّ نـهـجُ اللهِ فــي الـدنـيا الـتـي ... فــيــهـا فـــســادُ أســـافــلِ الــحــكـامِ

* * *=* * *

مــــا لـلـحـضـارةِ أفــلـسـتْ أسـواقُـهـا ... ونــعــى خــســارةَ أهــلِـهـا أذنــابُـهـا !

فــقــدتْ بــنــودَ مــقـوِّمـاتِ جـمـالِـهـا ... وخــــوتْ مـكـاسـبُـها وأُغــلــقَ بـابُـهـا

مـــاتَ الـتـفـاعُلُ بــيـن أجـنـحـةِ لــهـا ... وعَـــوَتْ عــلـى بـــابِ الـتَّـبـارِ ذئـابُـها

هـــم يـلـهجون ولـيـس يُــرَى لـحـنُهم ... فَــتَــنَــوَّعَـتْ مــابــيـنـهـم أســبــابُـهـا

أيــكــونُ وجــــهٌ لـلـحـضارةِ مــشـرقٌ ... والـسَّـاسـةُ الـسُّـفـهاءُ هـــم طـلابُـهـا !

يـــــاربِّ لــطـفَـك إنَّــهــا لــمَّــا تَــجِــدْ ... مَـــــنْ أُبـــعــدوا فـــأدارَهــا أربــابُــهـا

* * *=* * *

تـبـقـى حـضـارتُـنا بــرغـم جـحـودِهم ... فــيــهـا لــخــيـر الـعـالـمـيـن ســبــيـلُ

مـــا ضــرَّهـا أنْ صـــدَّ عـنـهـا مـرجـفٌ ... أو مـــلـــحــدٌ بـــفــســادِه مــــركـــولُ

أو فـلـسـفـاتٌ مــجَّـهـا مَــــن أيــقـنـوا ... أنَّ الـــــذي يـــدعــو لـــهــا لَـــرَسُــولُ

مــلأتْ رحـابَ الأرضِ خـيرًا لـم يَـدَعْ ... عــنـهـا أخــــا وعــــيٍ هــنــاك يـمـيـلُ

الأمــــنُ والإيــمــانُ بــعـضُ طـيـوبِـها ... والـــعـــدلُ والإيـــثــارُ لا الــتـخـذيـلُ

وتــعــاطُــفٌ وتـــراحُـــمٌ وتـــواصُـــلٌ ... ســـنــنُ الــتــآخـي مــالــهُـنَّ مــثــيـلُ

* * *=* * *

هــذي حـضـارتُنا تـفـوحُ عـلـى الـورى = بــالــخــيـرِ إنــســانــيـة الــنــفــحـاتِ

وافـى بـها الـوحي الـمقدسُ فانقضى = مـــا كـــانَ فـــي الـدنـيا مــن الآفــاتِ

وهـــبَ الأنـــامَ عـقـيـدةً لـــم تـجـتمعْ = فـــي مـثـلِـها مـــا جــاءَ فــي الآيــاتِ

ثـمـراتُـها انـتـعـشَتْ بــهـا أُمـــمٌ وقــد = سـعـدَتْ بـعذْبِ الـطيبِ فـي الـثَّمراتِ

وعــهــودُهـا ذهــبـيَِّـةٌ لــــم تـكـتـحـلْ =عــيـنُ الــوجـودِ بـمـثـلِها فـــي الآتــي

لـمَّـا أتَــتْ جَـلَـتش الـمـخاوفَ والأذى = فـــي الـعـالـمينَ سـحـائـبُ الـرحـماتِ

* * *=* * *

تَــبًّـا لــكـم ولــسـوءِ وجـــهِ حــضـارةٍ = أفَّـــاكــةٍ طـــاشــتْ بـــهــا أحــلامُــهـا

قَـتَـلَـتْ بــأرضِ الـشَّـامِ مـلـيونا وقــد = هـــــدَمَ الــديــارَ الآمــنــاتِ نـظـامُـهـا

وكـــــذا بـــــأرضِ الــرافــديـنِ كــآبــةٌ = حـلَّـتْ وحــلَّ عـلـى الـنفوسِ حِـمامُها

والــويـل فــي (أرَكــان) مـذبـحةٌ لـهـا = بـــدأتْ ولا يُـــدْرَى هــنـاك خـتـامُـها !

وبــلادُنــا ذاقــــتْ مــــرارةَ حــقـدِهـا = فَلْـيَفْنَ بالقَدرِ القريبِ لئـامُهـا

والله نسأل أنْ يبدِّدَ شملَهُم = ليقومَ في خيرِ الحياةِ سلامُها

* * *=* * *

سَــمَّـيْـتُـمُـوهَـأ خِــلــســةً لاتُــنْــتَـقَـى = إنَّ الــحــضــارةَ مــثــلـهـا لاتُــشْــتَـرَى

غـرَّ الـشعوبَ ضـجيجُكم فـي مـدحِها = مــــع أنـــه خـــاوٍ ولـــم يـــكُ مـبـهـرَا

إنْ لــم يـكنْ فـي ذي الـحضارةِ مـوئلٌ = لــلأمـنِ والإيــنـاسِ مـــا بـيـن الــورى

فـالـحِرصُ فــي إبـعـادِها شــرفٌ لِـمَنْ = يــرمــي أذاهــــا بـالـصُّـخـورِ مُــكَـبِّـرَا

إنَّ الــحــضــارةَ لا تُـــسَـــوِّغُ فــتــنــةً = بـــيــن الــشـعـوبِ وخِــسَّــةً وتــآمُــرَا

يــــانـــاسُ إنَّ اللهَ جـــــــلَّ جـــلالـــه = أدرى بِــمَــنْ خــلــقَ الأنــــامَ وقــــدَّرا

* * *=* * *

إنَّ الــعــقـيـدةَ روحُ نــهــضــةِ أُمَّـــــة = وبـــهــا غـــلالــةُ وهــنِــهـا ســـتــزولُ

والـكـفـرُ يـحـجـبُ قـلـبَ كــلِّ مـكـابرٍ = ويــضـيـعُ فــــي غــمـراتِـه الــمـأمـولُ

إنَّ الــــذيـــن تـــنــكَّــروا لــشــريــعـةٍ = لــــــم يُـــدركـــوا أنَّ الإلـــــهَ كــفــيـلُ

هـــم مـفـلـسون ولـيـس عـنـدهُمُ يــدٌ = تــطــوي عــقـيـدَةَ أمَّــتــي وأُصــــولُ

أمــــواتُ أفــئــدةٍ بــأرمــاسِ الــهـوى = فــمــدارُهـم خـــــاوٍ عَــــلاهُ مُــحــولُ

أمَّــــــا عــقـيـدتُـنـا فــغــيــثٌ دائـــــمٌ = وبـــخــيــره بــســتـانُـهـا مـــوصـــولُ

* * *=* * *

لـــكَ عـنـدَ ربِّــك يــا مُـصَـلِّي حـظـوةٌ = وأراكَ يــــاهــــذا بــــهــــا لاتـــشـــعــرُ

فـــانــزلْ إذا جـــــنَّ الــظــلامُ بـلـيـلـةٍ = فــي مـوطنِ الـشكوى ، فـهل تـتأخرُ !

كــــلاَّ فــمــا لــدعــاءِ مــثـلِـك مــوئـلٌ = إلا هـــنــا فـعـظـيـمُ كــســرِك يُــجـبـرُ

مــنــي ومــنــك وآخــريــن : دعــاؤُنـا = ســهـمٌ عـلـى صــدرِ الـطـغاةِ وخـنـجرُ

والله لــلــمـظـلـومِ يــنــصــرُه ومــــــا = خـــابَ الـــذي يــرجـو الإلــهَ ويـصـبرُ

صــفـعـاتُ ربِّــــكَ لـلـجـنـاةِ شــديــدةٌ = والــظــالـمُ الــبــاغـي هـــنــا لايُــعــذَ

* * *=* * *

هــبُّــوا اسـتـجـيـروا يـاعـبـادُ بـربِّـكـم = فاللهُ إنْ طـــغــتِ الــنــوازلُ يُــقـصّـدُ

مُـــدُّوا إلــيـه ضــراعـةَ الـمـهجِ الـتـي = كــــادتْ لــخـطـبٍ قـــد عـــرا تـتـبـدَّدُ

قــومــوا إذا رقـــدَ الأنـــامُ وأخــلـدوا = بــــدعـــاءِ أفــــئـــدةٍ لـــــــه تـــتـــأوَّدُ

ضــاقـت بــهـا الـدنـيـا الـرحـيبةُ إنَّـهـا = لــشــديـدِ بــلــواهـا تــقــومُ و تــقـعـدُ

فـإلـيـه يـــا أهـــلَ الـتَّـصبُّرِ فـاحـفدوا = وهــنـا بـمـحـرابِ الـتَّـذلُلِ فـاسـجُدوا

فاللهُ مـــــــارّدَّ الأيـــــــادي بـــعـــد ذا = صــفـرا وحــاشـا فـالـكـريمُ لـــه الـيـدُ

* * *=* * *

قــــرآنُــــــــــــــــنـــا والـــسُّـــنَّـــةُ الـــــغـــــــــــــــــــرَّاءُ = ومـــآثــــــــــــــرٌ جـــــاءت بها الخلفاءُ

الــراشــدون ومـــن تـتـبَّـعَ خـطـوَهـم = والــصــالـحـــــون الــصِّــيـدُ والــعـلـمـاءُ

وحـــضـــارةٌ مــشــهـودةٌ لاتــنـقـضـي = طـــــــــــــــــــــــــــــــولَ الــمــدى آثــارُهــا شهداءُ

وذخــائــرُ الـمـجـدِ الأثــيـرِ : كـنـــوزُهـا = تــحــكـي فــضــائـلَ كــفِّـهـا الـعـلياءُ

قــــلْ لـلـجـنـاةِ الـمـجــــرمـين تَـفَـنَّـنُـوا = فـــي خــنـقِ أُمَّـتِـنا : بـغــــــــــوا وأساؤوا

لـــن تُـفـلـحوا فاللهُ أركـــسَ مـكـرَكــــــــــــم = لا الـــخـــوفُ يُــــــــثـنـيـنـــــــــــا ولا اللأواءُ

* * *=* * *

تـفـنـى قُــواكـم ، والـتَّـلاعُـبُ يـنـتهي = والــحــقـدُ مـــوقــدُه بــكــم يـتـسـعَّـرُ

ســتــردُ دعــواكــم صــحـائـفُ عــزِّنـا = بــإلــهــنــا ، وضـــلالُـــكــم لايُـــغــفــرُ

والله مــنـتـقـمٌ مــــن الــزُّمَــرِ الــتــي = كـــفـــرتْ بـــــه فــفــؤادُهـا يــتـفـطَّـرُ

هــــو بـغـيُـهـم وعــداؤُهــم لـشـريـعةٍ = فــيــهـا مـحـاسـنُـها تــفــوحُ وتــزهــرُ

والـنـاسُ فــي شـتَّى الـبقاعِ يـروا لـها = أحـلى الـجِنانِ، وفـي الـقريبِ سـتثمرُ

مــهـمـا تـعـاظـمْـتُم فَــيَــوْمُ هـلاكـكـم = أن تُـــدحــَروا ، فالله مــنــكـم أكـــبــرُ

* * *=* * *

أنـــا مـؤمـنٌ رغــم الـظـروفِ وعُـنـفِها = ومـــكــائــدِ الإرهــــــابِ والــبــطــلانِ

وسـفـاهةِ الأوبــاشِ مــن مـلـلٍ بـغـتْ = وطـــيـــوفِ زورِ الــمـشـهـدِ الــفــتَّـانِ

وتـــلاعــبِ الإعــــلامِ فــــي نــزواتــه = بــعــقـولِ أهـــــلِ الـــغــيِّ والـبـهـتـانِ

أنَّ الــمــكــائـدَ تــنــتــهـي أدوارُهــــــا = ويـــكــفُّ مُـنـشِـئُـهـا عــــن الــــدورانِ

بـلـغـتْ مــداهـا فـالـمـكارهُ صَـنَّـعَـتْ = مـهـجًا تـتـوقُ لـسـحقِ صــدرِ الـجاني

هـــي هـــذه الآهـــاتُ صــاغـتْ قــوَّةً = تُـفـنِـي قـــوى الـطـاغوتِ والـطـغياتِ

* * *=* * *

أيُـــحــاربــون اللهَ جـــــــلَّ جـــلالُـــه = ويـــرون أنَّ غـــدًا سـيـأتـي أفــضـلا !

ألــهـم عــهـودٌ فـــي سـفـاهتهم بــدتْ = وكـــأنَّ صـاحـبَـها الأثــيـمَ وقــد عــلا

خــابـوا وربِّـــك فـالـمـهالك أحــدقـتْ = بِـمَـنِ افـتـرى ومَــن اعـتـدى وتـمـايلا

ســيـعـودُ مــهـزومًـا يــنــوءُ بـخـيـبـةٍ = ويـصـيحُ مــن هــولِ الـجـزاءِ مـولولا

بـــشــرى لأُمَّــتِــنـا فـطـغـيـانُ الــعِــدا = قــــد آنَ أن يـــذرَ الــسـلاحَ ويــرحـلا

فاللهُ يـــهـــزمُ كــــــلَّ طــــــاغٍ إنَّـــــه = لـــم يُـبْـقِ سـطـوتَه وعـافـى الـمُـبْتَلَى

* * *=* * *

المجدُ يرفضُ أن نعيشَ أذلَّةً = فلنا به في العالَمِ التَّبجيلُ

صغناهُ من قيمِ المثاني مُنْشَدًا =فخرًا ، وغيرُ نشيدِنا مفلولُ

تحدو به الركبانُ في تسيارِها = ويثيرُها التكبيرُ والتهليلُ

هيهاتَ يطمسُ مجدَنا مَنْ ساقَهم =بين الأنامِ لِحُمْقِهِم تضليلُ

عاثوا بأرضِ اللهِ إنَّ مساوئًا =فيها لغيِّ يدِ الفسادِ فصولُ

الكفرُ والأحقادُ من قانونِهم = وفجورُ أهلِ الزيغِ والتمثيلُ

* * *=* * *

الناسُ ظمأى في البريَّةِ شاقَهم = عطشٌ وأنهكهم طريقُ التَّائهينْ

والناسُ يشكون المواجعَ أتلفتْ = أنيابُها من عضِّ سطوتِها الوتينْ

آنَ الأوانُ لدورةِ الزمنِ الذي = لم يبقَ فيهِ موطنٌ للصَّالحينْ

يُلفَى به السُّفهاءُ بالأسواءِ قد = أفشوا ألاعيبَ الخلاعةِ والمجونْ

أوَلَمْ يذوقُوا شَهدَ شرعتنا جرى =من فيضِه نهلَ الهُداةُ المصلحونْ

فيه الهناءُ يعيدُها حَيَوِيَّةً = تلك القلوبَ فلن تذلَّ وتستكينْ

* * *=* * *

يا أُمَّةَ المختارِ أنتِ حَرِيَّةٌ =بقيادةِ الأُممِ التي تشكو الأذاةْ

عودي إلى سبلِ الرشادِ فإنَّها =لم ترضَ ضنكَ العيشِ إن فَسَدَ الولاة

هذا نداءُ المكتوين فردِّدي =مع ناقمينَ على أذى حكمِ الطغاةْ

هلاَّ نهضتِ بهمَّةٍ و عقيدةِ =مانالها الحقدُ الدفينُ من الغزاةْ

قهرَتْ جحافلَهم فما نالوا سِوى =غضبِ الإلهِ فلا فِكاكَ ولا نجاةْ

ألفى لديكِ العصرُ ما يُرجَى لِمَنْ = أعياهُ جَورُ الظُّلْمِ من كلِّ العتاةْ

وسوم: العدد 1042