أينَ أسفارُنا تثيرُ خُطانا ؟!

ماتشبَّثنا بالحضارةِ أخوتْ = من كرامٍ فلم تكنْ مأهولَهْ فالملايين في مداها نفوسٌ = غارقاتٌ ببحرِهـا مغلولَهْ ما اسْتَجابتْ لربِّها وأنابتْ = غرَّها الزيفُ إذْ به مشغولَهْ نسيتْها عهودَ ربٍّ كريمٍ = واستقلَّتْ بالشهوةِ المعسولَهْ ليس تنجو من التبارِ وتحيا = لتنالَ امتيازَ دنيا نبيلَهْ إنه منهجُ الخلاصِ ولمَّــا = يجدِ الخَلْقُ في الحياةِ بديلَهْ * * *=* * * أذهلَتْني ؟ فذي طيوبُ الهبوبِ = ليس فيها غبارُ ذا التَّغريبِ تتثنَى على الصدورِ فَتُحيي = ماتَولاها من تمادي الشحوبِ فَرَبَتْ في منابتِ الخيرِ نشوى = ونأتْ عن وعـورةٍ في الدروبِ في ظلال القرآنِ ألفتْ مُناها = وفتاهـا طوبى له من أريبِ التُّقـى والحِجَـى وماهرُ وعيٍ = ماتردَّى بأيِّ أمـرٍ مُريبِ صدقَ اللهَ فاستقامَ مُعَافَى = في شبابٍ يزينُه ومشيبِ * * *=* * * كيف تحيا القلوبُ يالوذعيُّ = ونسيمُ التوحيدِ عنها قصيُّ ! إنَّها في الصدورِ هامدةٌ إذْ = ليس بالنَّبضِ عيشُها القدسيُّ فإذا ما أتَتْكَ نفحةُ غيبٍ = فافتقِ السِّترَ لايرُعْكَ الدويُّ وادفع الروحَ في مسارِ علاها = فوراءَ الوجيبِ أمـرٌ خَفِيُّ هـوذا نهجُـكَ السَّنِيُّ ففيه = ليس يُطوَى جناحُـكَ الروحيُّ إنما العيشُ في تسامي حياةٍ = قـد جفاهـا بالتُّرَّهاتِ غبــيُّ * * *=* * * قفْ ولوعا إذا النسائمُ هبَّتْ = في ليالٍ قدسيةِ الإمــدادِ ظمئَ القلبُ للرقائقِ تسقي = في الضلوعِ العجافِ جنَّةَ شادِ وتأمَّلْ إذا سمعتَ أخاها = يتغنَّى برائعِ الأمجادِ ضاقَ صدري من الوجومِ المُــدمَّى = بالمآسي الثَّقيلةِ الأبرادِ وتصبَّرْ إذا الزعازعُ ثارتْ = والبراكينُ في بطونِ البوادي نحن نمشي أخا الوثوبِ أُباةً = لانبالي بزمجراتِ العوادي * * *=* * * ظلُّ نجـواكَ جنَّتي ، ومراحي = ألـقُ الشَّوقِ في الليالي الحِسانِ رشَّ وديانَ مهجتي قطراتٍ = من سحاباتِ أفقِها الريَّانِ وتدلَّت على منازلِ روحي = رَحَمَاتٌ فيَّاضةٌ بالحنانِ هـزَّتِ القلبَ فاقشعرَّ فألفى = مَن يُعزِّي الفتى على الحرمانِ خلفَ نجوى الأرواحِ موطنُ دنيا = يتجلَّى بحُسْنه الفتَّـانِ يتملاَّهُ بالبصيرةِ قلبٌ = حصَّنَتْـهُ الآياتُ بالإيمـانِ * * *=* * * وعظاتٌ آثارُها نيِّراتٌ = لـم تُدَنِّسْ أسفارَها التُّرَّهـاتُ سلسَلَتْها سكينةٌ ألهمَتْها = في المناجاةِ تلكُـمُ العبراتُ تتهادى على الفؤادِ خطاهـا = مزهراتٍ فصولُها النَّضراتُ كم أذابت مرارةً هَـدْهَـدَتْني = فتلاشتْ بفضلِهـا الغَمَرَاتُ هي أيـدٍ من التَّضرًعٍ ألفَتْ = من دروسِ الحياةِ كُنْهَ الحياةِ وأتى الغوثُ ساكبًا من صفاها = مغدِقًـا ، والكؤوسُ مبتغياتُ * * *=* * * كم من التَّافهين يرقصًُ زهـوًا = للعطايا الزَّهيدَةِ الأثمـانِ ! لايبالي إذا الكرامةُ ديستْ = أو مشى بالهـوانِ كالعبدانِ هـكذا الأنفُسُ الدنيئةُ حامتْ = حـول زيفٍ من الحطامِ الفاني لـذَّةٌ تبـهجُ النفوسَ ونارٌ = وبنوهـا في الخلدِ يجتمعانِ هي ساعاتُ لـذَّةٍ أعقبَتْها = حسراتٌ وليس من سلوانِ وتولِّي إلى التبابِ خـواء = بعدَ عهدٍ للزهـوِ بين المغاني * * *=* * * لاتذرْني ياربِّ مثلَ غريبٍ = في متاهاتِ هـذه الأيامِ فأجِـرْني بالصَّبرِ منك فإنِّي = لصبورٌ على الرزايا الجِسامِ وأعِنَّي إذا الشدائدُ جاءتْ = بك حولي يكونُ واستعصامي هي دنيا أعيشُ بعضَ مُناها = والمقاديرُ في الحياةِ أمامي وأراها هي الحطامُ تراءى = لابتزازِ النفوسِ مثلَ الجَهامِ (1) يافؤادي إنَّ الحياةَ حطـامٌ = فامْضِ للهِ فوقَ دنيا الحطامِ * * *=* * * ميسانُ الورودِ في نفحةِ الصُّبحِ . = . وفـوحٌ الربيعِ في الآفاقِ وانسيابُ المياه تحيي جِنانًا = وشجيُّ الخريرِ بين السَّواقي ونشيدُ الأطيارِ فوق غصونٍ = وارفاتٍ بخضرةِ الأوراقِ وهوى القلبِ للجمالِ المصفَّى =واخضرارِ الأدواحِ في الأحداقِ والسُّمُوُّ المشهودُ في كلِّ نفسٍ = هـو كنزٌ من أثمنِ الأعلاقِ (2) لَدَليلٌ يشدُّ كلَّ حصيفٍ = للتَّغَنِّي بقدرةِ الخلاقِ * * *=* * * ردِّدِ الذِّكرَ واشْفِ قلبي الكليمـا = ما أُحَيْلَى الترتيلَ يشفي السَّقيمـا هـو قلبي وتلكمُ هي روحي = إذْ أنارَ القرآنُ دربي السؤومـا فأزالَ الغشاءَ عن بحرِ نـورٍ = فاضَ في العقلِ شاطئاهُ فهومـا يا إلهي لاتحرمَنِّي عطايا = من كتاب الفتوحِ يملي علومـا أيُّها الغافلون عن ذكرِ ربِّي = أيقظوا القلبَ بالهـدى والحلوما هــو خيرٌ للعالمين غنيٌّ = لأريبٍ يريدُ أن يستقيما * * *=* * * وعظاتٌ بليغةٌ قـد نبذناهـا .=. لجهـلٍ وراءَنا ظهريَّـا وطمسنا حقيقةً ، ومضينا = بهبوبِ الهـوى المُلِـحِّ مُضِيَّـا وَقَعَدْنَا بعدَ العناءِ حيارى = وثـوينـا في الدَّاجياتِ بُكيَّـا أينَ أسفارُنا تثيرُ خُطانا = وتقودُ التَّقِيَّ يمضي سَوِيَّـا ياليالي الرضوانِ عودي إلينا = وامنحينا صباحَك القُدْسِيَّـا * * *=* * * أين نُلفي حِمى الإلـهِ فطوبى = لِمَنِ اشتاقَ المـوئلَ الرَّبَّاني وتعافى بعدَ السَّقامِ شغوفًا = بعدَ هَجْرِ الأشرارِ والعميانِ أنتَ أبصرْتَ حُجَّـةً ماطوتْها = حقبٌ من عبادةِ الأوثانِ فَاسْتَفِزِّ القلبَ السَّليمَ وحاذرْ = من دعاوى وساوسِ الشيطانِ (4) وأنـِرْ وِجهةَ السُّمُوِّ وأحـرزْ = شدوَ قلبٍ من سعيِهِ النشوانِ ودعِ المفلسين في كلِّ وادٍ = فيه تُرمَى تجارةُ الخسرانِ