لايأسَ أخي أنتَ الأولى = بالصَّبرِ وبالفتحِ الأغلَى
أنتَ الجوَّابُ بساحتِها = لاتخشَ المحنةَ والهـولا
فعدوُّك بالأضغانِ أتى = ظُلمًا بغيًا غدرًا ثُكلاَ
نسيَ الديَّانَ ونُصرتَه = واستعذَبَ لـؤمًا واستحلَى
ورمى الإسلامَ بما ملكَتْ = كفَّاهُ بحقدٍ ما مَــلاَّ
أمَّـا القرآنُ فَأَحْـَرقَـه = منهم عَفِنٌ يلقى الهولا
أَيَظُنُّ الخِبُّ وزمرتُـه = أنْ الغضَبَ الدِّيْنِي ولَّـى
هيهاتَ فإنَّ المصحفَ لا = يُنْسَى فلـه اللهُ المولى
والمصحفُ يبقى في حفظٍ = والآياتُ المُثلَى تُتْلَى
وعداوةُ قرآنـي كفرٌ = ويظلُّ الكافرُ مُعْتَلاَّ
سيُجازي الباري شانئَهُ = فلقد حمل الجاني ثكلا
للأُمَّـةِ غصَّاتٌ كبرى = قـد جاءَتْهـا قولا فعلا
أعداءُ شريعتِها كُثـرٌ = وتآمرُهـم نـالَ الفُضلَى
لكنَّ الحـقَّ عـلا قُدُمًـا = والمسلمُ صابَرَ واستَجْلَى
فاستبشِرْ لاتحزنْ أبدًا = فشريعةُ ربِّـي لاتبلَى
فتحصَّنْ بالإيمـانِ وعشْ = فَسَيَكفيكَ اللهُ المولَــى
من شرِّ مكائدِ طاغوتٍ = في الأرضِ قـدَ امتهنَ القتلا
والسَّلبَ جهارا من أيــدٍ = لم تستبح الناسَ العُزلا
إنَّ الطاغوتَ وزمرتَه = قـد والوا الخسَّةَ لا النُّبْـلاَ
وأرادوا الشَّرَّ لأُمَّــتِنا = والمَحْــقَ المُهلِكَ والذُّلاَّ
فَهُـمُ اتَّبعوا المللَ الأخرى = حيثُ البهتانُ لهـا استحلَى
واستأسدَ لمَّا ناصرَه = مكرُ الكفَّـارِ إذِ استولى
فتثنًَّى في ساحِ جنايتِه = إذ باتَ المجرمُ محتلاَّ
بل منتقمًـا أو ذا مَـــسِّ = بل قيـلَ لـخبٍّ لا أهلا
وحواليه الدولُ العُظْمى = لابارَكَهَـا اللهُ الأعلَى
بتآمرهِم وعداوتِهم = للدِّين الحــقِّ إذِ استعلَى
فهو الإسلامُ الأقومُ لا = يرضَى بالذِّلَّـةَ إذْ تُمْلَى
فالعزَّةُ للهِ استقوتْ = بشريعتِه النُّخَبُ الفُضْلَى
فلهم باللهِ يـَـدَا عِــزٍّ = لم تقبلْ هُـونًا أو ذُلاَّ
فصحابةُ خيرِ الخَلْقِ لهم = سِفرٌ قــد باتَ بهم أحلَى
عاشوا بالرحمة أفــذاذًا = والأفقُ بنـورِهِمُ هــلاَّ
فَنَبِِيُّ اللهِ أتاحَ لهم = للمجــدِ مناهلَ لاتَبلَى
سادوا الأمصارَ برحمتِهم = لمَّـا جعلوا منها الوصــلاَ
فالظلمُ عدوُّ شريعتِهم = والبغيُ تبدَّد مُخْتَـلاَّ
والأمنُ لأهلِ الأرضِ حَنَـا = كالأُمِّ تضمُّ لها الطِّفْلا
فاستأنسَ فيها مَن خافوا = واستسلمَ مَن يطوي غِــلاَّ
فالكلُّ عليها إخوانٌ = والخيرُ أفاضَ لهم جـزلاَ
تلكُـمْ من رحمةِ بارِئهم = وَجَنَاهَـا ما كانَ الضَّحــلاَ
وسعتْ آفاقَ الكونِ ولم = تنسَ المحزونةَ والثَّكلَى
فاللهُ عليمٌ حيثُ حبــا = مَـنْ دَبَّ على أرضٍ فضــلاَ
والجاحدُ يبقى مطرودًا = والكافرُ لايلقى سهلا
والمجرمُ يُهلكُه ربِّـي = والقاتلُ يقتلُه قتلاَ
والظالمُ يحيا في قلقٍ = يخشى المقدورَ إذا حَــلاَّ
أما المظلومُ فيسعفه = ربِّـي في نجدتـه العجلَى
هيهاتَ لطاغٍ أن يحيـا = في أمنٍ أو يلقى ظــلاَّ
ما دلهمَ شَرٌّ في أُفُقٍ = إلا والخيرُ بــه هــلاَّ
فَمِنَ الرحمنِ سحائبُه = لـم تُبْقِ لهامدةٍ قحـلاَ
يسقيها فيضٌ ثجَّاجٌ = فسحائبُه جاءت عجلَى
فالحمدُ لربٍّ يُنقذُ مَن = يدعـوهُ ويُـؤتيهِ السُّؤلاَ
فاسجدْ لله وقـلْ ربِّي = أسعفْ فعقيدتُنـا أولَـى
والأُمَّةُ ياربَّي تشكو = ظلمًا أزرى وَهوى أمـلَى
لم يبقَ أبو بكرٍ فيها = ليردَّ الرِّدَّةَ إذْ أبلى
أو فاروقُ الحقِّ الأسمى = أعلى بخلافتِه الفُضلَى
أو عثمانُ البَــرُّ الأتقى = وافى الناسَ المثلَ الأغلى
وعليُّ أبو الحسنينِ وقد = للعلمِ تصدَّى واسْتَحْلَى
والخالدُ خالدُنا سيفٌ = لله بغارتِـه أبلى
وصلاحُ الدينِ وقد نادى = ولسيف العزَّةِ قـد سَــلاَّ
فأولئكَ أفـذاذٌ كتبوا = للأمَّــةِ في الدنيا فصلا
لن تنهض أمَّـتُنـا إلا = كان الإسلامُ لهـا ظـلاَّ
هي أُمُّ الأرضِ وجَـدَّتُها = أَوَتُمْسِي بنتُهما ثكلى !
فمن المسؤولُ عن البلوى = نالتْ من عـزَّتها نيـلا !
ومَن المأمولُ لعودتها = في القِمًّةِ للمثلِ الأعلى
ومَن المدسوسُ لِيُسْلِمَهَـا = لعـدوٍّ أشبعَهـا غِــلاَّ !
ومن الدَّاني ومَن القاصي = إذْ راقَ الأمــرُ لهم غزلاَ
فوربِّ العرشِ سيهلكُهم = ربِّي في دنياهـم عُطلاَ
وسيحشُرُهم إذْ هـم بُعِثُوا = لجهنَّمَ إذْ سيقُوا غُـرْلاَ
لم ينفعْ يومئذٍ جـاهٌ = أو مـالٌ أو ملْكٌ يَبْلَى
فالآهُ بأضلُعِهِم نارٌ = أخرى لِيَرَوْا فيها الذُّلاَ
والحسرةُ لم تنفعْ قومًـا = كفروا فالنارُ بهـم أولَـى
واليومَ يُنادَى غافلُهم = إذْ أصبحَ فيها معتلاَّ
واليوم أُنادي مسلمَنا = والشَّرُ استأسدَ مُستَلاَّ :
أركانَ الغارةِ أجمعَها = وتلوَّى قُبحًـا واستعلَى
وأماطَ لثامَ عـداوتِــه = وطغى خِبًّـا وَعَـدَا سيلَا
لكنَّ اللهَ سيمحقه = لم يلْقَ القـــوةَ والحـولَا
وسيكفي البارئُ أُمَّتَنَا = ويبدِّدُ شانئَها عَـْدلَا