وتأرجتْ أكنافُ قُدْسِ المصطفى = بطيوبِهـا في ليلةِ الإسراءِ
ستهبُّ أمَّتُنا فقد آنَ اللقا = واعتزَّتِ الحرماتُ بالنُّصراءِ
طاب الجهادُ وطيَّبتْ أيامَه = بشرى اللقاءِ بخالقِ الأشياءِ
هوامش :
- الشعواء : يُقال شَنَّ عَلَيْهِم غارةً شَعْوَاءَ: غارةً عَنِيفَةً مِنْ كُلِّ جِهَةٍ.
- الحمأة : الطين الأسود المنتن المتغير .
- الغــرَّاء : المراد هنا السُّنَّة النبويةُ الغرَّاء .
- ذُكاء : الشَّمس .
(5) عهد الله : إشارة إلى تأويل قوله تعالى : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) . يقول تعالى ذكرُه لنبيه مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم : واذكر يا مُحَمَّدُ ربَّك إذ استخرج ولد آدم من أصلاب آبائهم فقررهم بتوحيده ، وأشهد بعضهم على بعض شهادتهم بذلك .
طمستْ بهنَّ ضراوةُ الأعـداءِ = في الغارة العصماء للنُّجباءِ
هي نُصرةُ اللهِ العظيمِ لجحفلٍ = وشريعةٌ تأبى على العمــلاءِ
ومروءةٌ في القومِ إسلاميَّةٌ = لاتستسيغُ الجُبنَ في الفضلاءِ
لأعـزِّ مَن في القومِ يومَ تسنَّمُوا = سيفَ الجهادِ بهمَّةٍ ومضاءِ
ما أجملَ الإرهابَ يصفعُ باغيًا = ويعيدُ وجـهَ بطولةِ العظماءِ
ويردُّ كيدَ المعتدين لنحرِهم = يُرديهُـمُ بالعزَّةِ القعساءِ
بالمُنْجِياتِ إذا الحشودُ تكالبتْ = تبغي دمارَ الملَّـةِ السَّمحاءِ
تُلفَى بأيدينا وفي غدواتنا = وبقلبِنا الفـوَّارِ في الأحناءِ
وهي المثاني الخالداتُ وسِفرُ مَـا = قــد جـاءَنا في السُّنَّةِ الغــرَّاءِ
وهي المآثرُ والفضائلُ مجدُهـا = باقٍ ينيرُ قتامةَ الظلماءِ
تسري بأوردةِ القلوبِ فتنتشي = أرواحُنـا للعـذبِ في الأصداءِ
فلغـزَّة العــزُّ المنيفُ فوجهُها = طلْقٌ وحالُ عـدوِّها لعفـاءِ
ومجاهدوها في المعامعِ أرغموا =كِبرًا لصهيونيةِ السُّفهاءِ
وحماسُ ينصرُها القديرُ بلطفِه = وبقدرةٍ إن شاءَ بالبأساءِ
وفيالقُ التحريرِ في أكنافها = لم تخشَ بغيَ القوَّةِ الحمقاءِ
نعـمَ الجهادُ يعيدُ للدنيا يــدًا = كانتْ تُنيلُ الخيرَ في الغبراءِ
لم تُعرفِ الأحقادُ في أجنادِه = أبـَدًا ولا قـد جاءَ بالإيـذاءِ
فهو الجهادُ همى وئيدا فازدهى = وجهُ البسيطةِ بالمنى الخضراءِ
وأثارَ مابينَ الجوانحِ هِــزَّةً = للــهِ إسلاميَّةَ الإيحـاءِ
فالمثقلون من النوائبِ والأسى = ضجَّتْ لهم مهجٌ بلا استثناءِ
نهضوا إلى ماكان في حسبانهم = من عـونِ بارئهـم على الإعيـاءِ
فإذا المدى الممدودُ في حسراتهم= أضحى يُنارُ بنورِه الوضَّاءِ
فتلاشتِ الكبواتُ بعدَ قيامهم = وانهدَّ ركنُ ضراوةِ الأعـداءِ
فاليومَ يُطوى من كتابِ قعودِنا = ماكانَ من وهن ومن إغضاءِ
ويغيبُ زورُ الخوفِ عن أحداقِنا = إنَّ العدا من جملةِ الجبناءِ
يدرون أنَّ العـزَّ جاءَ صحيحُه = للمسلمين وليس للخلطاءِ
في محكمِ التَّنزيلِ أوحى ربُّنا = لنبِيِّنا بالعـزَّةِ القعساءِ
والذلُّ كان لكافرٍ ومنافقٍ = ومُضَلَّلٍ ولمُرجفٍ ومرائي
فالصَّبرُ يا أهلَ الجهادِ بغزَّةٍ = فالنصرُ آخى اليومَ كلَّ فدائي
طوفانُكم أضحى رسالةَ عــزَّةٍ = للمسلمين الصِّيدِ في الأمصارِ
والمعتدون المجرمون مصيرُهم = ماكان للفرعونِ تحتَ المــاءِ
ولكلِّ طاغٍ أو خؤونٍ فاسقٍ = سوءُ المصيرِ وليس ذا بالنَّائي
وجحافلُ الفرسانِ في بلداننا = حثَّت خطاها اليومَ للشَّعـواءِ
هي حربُهم أخزى الإله وجوهَهم = جاؤوا بها في الغارةِ الحمراءِ
ظنُّوا بأن الموتَ يرهبُ أمَّـةً = تأبى قبولَ الضَّيمِ والإزراءِ
لهمُ الجحيمُ بهذه الدنيا وفي = يوم الحسابِ النَّـارُ في الأحشاءِ
ذوقوا مرارةَ ظلمِكم وفسادِكم = ونعيمِكم في حمأةِ الأهـواءِ (2)
فالعصرُ عصرُ المسلمين تنبَّهوا = لمكانةِ الإسلامِ والغــرَّاءِ (3)
صبحٌ تفتَّقَ عن ذُكاء في الورى = فأنارَ دنيا الناسِ بالألاءِ (4)
وجلا السَّنى وجهَ البسيطةِ كالضُّحى = وطوى عيوبَ الرؤيـةِ البلهاءِ
من ظلِّ عرشِ اللهِ أنزلَه هدى = للعالمين على يد الفصحاءِ
وإذ المغاني في الحجازِ ببهجةٍ = وكأنَّهـا في الجنَّةِ الغنَّـاءِ
وهنا بمكَّة والمدينة أورقتْ = بالخيرِ أزجتْهُ يــدُ النعماءِ
ومضى الأماجدُ من جنودِ مُحَمَّــدٍ = بالبِشرِ والخيراتِ للأحيـاءِ
وإذِ اليبابُ المشرئبُ بعُسرِه =يحييهِ ماءُ المــزنِ في الفيفاءِ
هذا هو الإسلام أقبلَ رحمةً = للناسِ وافــى باليدِ البيضاءِ
وترى الجموعَ استنفرتْ عزماتها = في خيرةِ الآباءِ والأبنـاءِ
تسمو بدعوتنا الشعوبُ ، وينطوي = مـا مكان من بؤسٍ ومن لأواءِ
اليوم قد خرجتْ شعوبٌ آمنتْ = باللهِ لا بالعارِ في العمـلاءِ
واستنكرتْ بغيَ اليهودِ وما جرى = لكرامِ أمتنا من الأعـداءِ
والآخرون بلا حياءٍ أمعنوا = للذلِّ عمَّـا كانَ بالإغضاءِ
أين الحناجرُ دوَّختنا قبلُ في = معنى القيادةِ في حمى الفصحاءِ
بطلُ العروبةِ ياله من قائدٍ = فذٍّ لبيعِ الأرضِ للبعداءِ
وأخوه من خلفِ الستارِ مضى بها = سمسارَ غانيةٍ مع الشركاءِ
لهفي عليك من المصيبةِ أمتي = باعوا مكانةَ مجدِك الوضَّاءِ
ورموك واحزني لكلبِ أذلةٍ = ربطوهُ بئسَ قيودِه لشقاءِ
ستصيبُه بيدِ النَّكالِ بمُديةٍ = ممشوقةِ الطعناتِ للإفناءِ
وهمُ الأعادي كثرةٌ في عدِّهم = وعدوُّهم يُنمَى إلى السَّمحاءِ
هـي دينُ ربِّ الخلقِ دينُ مُحَمَّدٍ = وسِواهُ للبطلانِ والإغـواءِ
وهناك من مِلَلٍ أُقيمتْ عنوةً = للفتنةِ الكبرى بلا استحياءِ
وتجمَّعتْ في كلِّ عصرٍ كلُّها = للطمسِ طمسِ الحقِّ في الأرجاءِ
لكنَّهم باؤوا بنكبتهم فقد = ذهلُوا لهبَّـةِ أُمَّــةِ النُّجبــاءِ
واليوم عادوا للنزالِ وللوغى = وبنارِ جمـرِ الحقدِ في الأحشاءِ
اللهُ أكبرُ هاهمُ فرسانُنا = في وجهِ معتصمٍ وثوبِ فـدائي
وبصوتِ مَن نادى وحـرَّرَ قدسَنا = ذكرى صلاحِ الدينِ ليس بنــاءِ
هـو في إهابِ مجاهدٍ ممَّن لهم = طوفانُ تلك الغارة العصماءِ
داسوا بها أنف اليهود ومرَّغوا = أنفَ العدا في فجرِها الوضَّاءِ
ولعلهـا بابُ الولوجِ لأُمَّـةٍ = عاشت على الأنكادِ واللأواءِ
وسقى الطغاةُ بسمِّهم أبناءَها = بالقتلِ والتَّدميرِ والإقصاءِ
وبهتكِ ما للدِّين من قيمٍ ومن = إفناءِ صوتِ الحقِّ للعلماءِ
فالسجنُ والإعـدامُ ديدنُ مَن طغوا = كي يُخرسوا أُنشودةَ البشراءِ
لكنَّها تحدو ويحدو كلُّ مَن = وافى من الفرسانُ والنُّجباءُ
ومن الشَّباب يضمُّهم صدرُ الهدى = ومن الرجالِ الصِّيدِ والفقهاء
هيهات للأعْـدَا ومَن والاهُـمُ = أن يدركوا مَن فازَ بالجـوزاءِ
فأولئك الأبرارُ جندُ عقيدةٍ = في الكونِ باقيةٍ بلا إخفاءِ
في حفظِ بارئنا فهل من مجرمٍ = يقوى على الديَّانِ ذي الآلاءِ !
فاسجدْ لربِّ العرشِ واسألْه الذي = نرجوه من نصرٍ ومن إعــلاءِ
ومن انهزامِ الشَّرِّ من أقصى الفدا = وزوالِ وجهِ كيانِه والــدَّاءِ
حيَّاك ربُّك يا أخي في قدسنا = في الشامِ في صنعاءَ في الزوراءِ
وبكلِّ أرضٍ رفرفتْ راياتُنا = بجهادنا المحمودِ في الأرجاءِ
واشكر وقوفَ المنصفين بصفِّنا = من أيِّ قطرِ في المدى المتنائي
تَحدوهُمُ القيمُ التي لم ترتكس = رغـم الجناةِ وخسَّةِ السُّفهاءِ
وهي المزيَّـةُ للنفوسِ تزينُها = نفحاتُ إنسانيَّةِ الفضلاءِ
مازالَ عهدُ اللهِ في أحنائهم = يهتزُّ عندَ الغُمَّـةِ الدكناءِ (5)
والله نسألُ أن يعيدَ رحالهم = شوقًا لتلك السَّاعةِ الغـرَّاءِ
وهو الحنينُ المبهمُ المعسولُ في = أعماقنا شوقا ليومِ لقــاءِ
سيظلُّ في كنفِ الذين استأنسوا = بالفضلِ فضلِ اللهِ للشرفاءِ
جمعتْ شتاتَ المؤمنين عقيدةٌ = أعلتْ مكانةَ رفعةِ الشُّهداءِ
يسمو بدعوتنا الرجالُ وتنطوي = مافي نفوسِ الناسِ من أهـواءِ
فمضوا بها في العالمين أعـزَّةً = ليؤولَ حكمُ الخلقِ للسَّمحاءِ
هـلُّوا بِمُـزْنِ الرحمةِ المهداةِ مـا = جاروا بهـا حتى على الأعـداءِ
حكموا الوجودَ فما شكا في عهدهم = شاكٍ ولا عانى من البلواءِ
إذْ أكرمَ الإسلامُ أدناهم فما = جار القوي بـه على الضُّعفاءِ
وأدَرَّ ضــرعا لايغيضُ عطاؤُه = للظامئ المجروحِ في الصَّحراءِ !
وزهتْ بشرعتنا الخلافةُ في الورى = لتردَّ عنهم سطوةَ اللأواءِ
وعلا بها صوتُ الأذانِ فما ونى = في الأرضِ تسمعُه وفي الجوزاءِ
ولقد عجبتُ اليومَ من قومٍ لهم = هذا الفخارُ بعالَـمِ الأحياءِ
يلهون والأعداءُ جاؤوا عُنوةً =بلهيبِ أضغانٍ وسفكِ دماءِ
فالعصرُ عصرُ الغابِ غابَ حياؤُه = ما فيه من أمنٍ بـدا ورخـاءِ
واربدّتْ الآفاقُ فوقَ شعوبِه = بالبأسِ والأنكادِ والشَّحناءِ
والعالَمُ المرهونُ في أيدي القوى = قد ضاقَ ذرعًا تحتَ كلِّ سماءِ
تَبَّتْ يــدا تلك القوى في شؤمِها = ماحلَّ من ضنكٍ ومن بلواءِ
هـلاَّ رأيتَ شقاءَ أبناءٍ لــه = وعلمْتَ في العيشِ من ضرَّاءِ
وطغاةُ عالمِنا الفسيحِ استعذبوا = وضعَ ابنِ آدمَ في فــمِ البأساءِ
فالأرضُ داميةٌ بأجسادِ جرتْ = تشكو بدمعٍ دافقٍ و دماءِ
يشكو بنوها جَورَهم وعُتُوَّهم = والخسَّةَ العمياءَ في الإغـواءِ
والناسُ في قلقٍ يدمِّرُ أمنَهم = في شِدَّةِ تطغى وعصفِ عـناءِ
وهنا تنادي للسلامةِ أُمَّــةٌ = بكتابِها القدسيِّ والوضَّاءِ
تهفو نفوسُ المسلمين لمكَّة = تُملي على الأيامِ عَذْبَ راءِ
وهنا سنى الحرمينِ يزجي فضله = فالنُّورُ أبعدَ وحشةَ الإدجاءِ
وهنا بطيبة لألأتْ أنوارُهـا = والمجدُ يصدحُ في مدى الأرجاءِ
ولثالث الحرمين شكوى لم تزل = مخضوبةً في الغارةِ الهوجاءِ
فيهِ وفي أرجاء غــزَّة مقتلٌ = بيدِ البغاةِ يفيضُ باللأواءِ
فالقتلُ والتدميرُ في وحشيَّةٍ = وتناثرِ الشهداء في أشلاءِ
لم تشهدِ الأيامُ مثلَ جنونِهم = فالشَّرُّ نارُ الشَّرِّ في أولاءِ
لعنَ القديرُ حشودَهم ورأوا بها = ماكان للطاغين من إفناءِ
ولعلَّ هذا الجيلُ يصفعُ كِبرَهم = ويدوسُ هــامَ فضاضةِ السفهاءِ
إنِّي لأنتظرُ الكتائبَ أقبلتْ = تحدو بمصحفِ سيِّدِ البلغاءِ
لاتستجيبُ لغيرِ صوتِ مُحَمَّدٍ =فهو القريبُ ولم يكنْ بالنَّائي
ماردَّها ثبجُ الخطوبِ ولا ونــى = مشحونةً بالهمَّةِ القعساءِ
أوما سمعتَ بجلجلاتِ زحوفِها = من غيرِ مــا وهنٍ ولا إعياءِ
قد أذهلَ الممشى قوى لعتوِّها = زخــمٌ لحقدٍ عندها ودهــاءِ
اللهُ أكبرُ لــم يكن إلا الفِــدا = يكوي لظاهُ أضالعَ الأعــداءِ
وهـمُ اليهودُ ومَن يساندُهم ومَن = قد طبَّعوا للشَّرِّ بعدَ خفاءِ
وهـو التَّدافُعُ لم يزلْ في كوننا = ليسوءَ سودَ الأوجهِ الربداءِ
وغــدًا بإذن الله ينكصُ خاسرا = هذا العدوُّ وجـوقةُ الخلطاءِ
ستخورُ قوتُهم ويفنى كِبرُهم = وزولُ ما للشَّرِّ من إيـذاءِ
مازالَ أحفادُ النَّبيِّ أشاوسًا = يحيون مجــدَ السَّادةِ الصُّلحاءِ
والمسلمون هـم البقيةُ للهدى = واللهُ ينصرُ أُمَّـةَ الحنفاءِ
والله يحفظُهم إذا جار العدا = واللهُ يُنجيهم من الضَّرَّاءِ
طوبى لكلِّ مجاهدٍ دفعُ الأذى = عن أُمَّـةِ التوحيدِ والأكفاءِ
ماقاتلوا إلا لنصرةِ دينهم = وَلْيُفْتَدَى بنفائسِ الآلاءِ
فبديننا تصفو القلوبُ وتزدري = ماكان من وهنٍ ومن إغراءِ
ويشدُّ في سبلِ المروءةِ أُمَّــةً = عاشت بلا قيمٍ على الأهـواءِ
وهنا هنا إخوانُنا في قدسنا = صبروا على الأهـوالِ والأرزاءِ
رجموا اليهودَ ولم يزالوا مثلما = وصفَ النَّبِيُّ النُّجْبَ بالأكفاءِ
بشراكِ طائفةَ الوفا لنبيِّهـا = والفتحُ آتٍ رغـمَ كلِّ هُــراءِ
يُخـزى التآمرُ والخيانةُ مثلما = تُخـزى يــدُ التطبيعِ للعمـلاءِ
ما استنسرَ الأعـداءُ إلا عندما = هانَ الإباءُ بنُخبةِ الأنضاءِ
سيرى اليهودُ مـآلَهم في أرضنا = يومَ اللقاءِ فليس من شفعاءِ
الوالغون بهتكِ زهوِ مقدَّسٍ = والعابثون بحــرمةِ الإســراءِ
المجرمون وكيدُهم في نحرِهم = مهما تطاولَ ليلُهـم بالدَّاءِ
جاءت حماسُ وإخوةٌ ماقصَّروا = بالبذلِ لايخفى وبالشهداءِ
ومقاتلون من الجهادِ وغيرِهم = صفًّا أتى لم يرضَ بالجدبناءِ
فالمسلمون اليومَ أيقظَ شأنُهم = قيمَ الجهادِ وذاك بعدَ ثــواءِ
لـم يرهبوا ما للعدا من عُــدَّةٍ = وعتادِ حربِ الملَّـةِ السَّمحاءِ
فلهـم من الـوهجِ المقدسِ حظُّهم = هذا السَّنى الزَّخَّـارُ بالأصداءِ
فالنصرُ بالإسلام ليس بغيرِه = فانبذْ هُـراءَ الوهـمِ والإيماءِ
من هاهنا فابدأ مسيركَ بيِّنًا = لاتلتفتْ لبلادةِ الجهـلاءِ
فجـرٌ تألَّقَ بالضياءِ بمقلتي = فأثارني مافيه من لألاءِ
واهتزَّ في قلبي الرجاءُ يدلُني = رغـمَ الأسى والغُمَّـةِ الدكناءِ
أملي بأنَّ اللهَ ناصرُ جندِه = فاحمـدْ إلـهَ الخلقِ في الآناءِ
يذكي عـزائمَنا التي لم تندثرْ = ماجاءَ في القرآنِ من أنباءِ
لم تنسَ تاريخَ البطولةِ أُمَّــةٌ = حملتْ مآثرَها على الوجنــاءِ
وطوتْ بها طولَ البلادِ وعرضَها = فاقـرأْ كتابَ فضائلِ العظماءِ
فاسجدْ لربِّ العرشِ واشكرْ فضلَه = سبحانـه لا للقـوَّةِ الرعناءِ !