وعدوُّهم هيهات يفلتُ إنَّه = بيدِ المهيمنِ غارقًا في الحسرةِ
هيهات ينجو ظالمٌ مستهترٌ = من حالةِ الخــزيِ الكريهِ الطَّلعةِ
سبعون عاما بل تزيد بسبعةٍ = ويــدُ اليهودُ تديرُ رأس الطغمــةِ
وإذِ الزعاماتُ التي قاموا إذا = جاء الزعيم إلى رحابِ الحفلةِ
ربَّاه أهلِكْ مَن تآمرَ تاركا = سكان غــزَّة في مهاوي النكبةِ
والعنْ طغاةَ الأرضِ وانصرْ أمَّـةً = قد أقسمت أن لاتلين لِغَمْــرةِ
هي دعوتي للعالَمين وعـزَّتي = وفخـارُ أيامي وبهجةُ فرحتي
هي موئلُ القيمِ التي ما صوَّحتْ = أكنافُهـا في بكرةٍ وعشيَّةِ
ومشتْ بدنيا الناسِ يهفو خطوُهـا = واللهُ ألبسها جلالَ الرِّفعةِ
بالصِّدقِ في الإيمانِ تأتي نفحةً = لتبشِّرِ الأتقى بأغلى مُنيـةِ
وبحفظِ بارئِها تشقُّ طريقَها = رغم الطغاةِ الكافرين بملَّتي
وجناحِ همَّةِ جندها هلَّتْ رؤى = توحي لأهلِ زمانهم بالعـزَّةِ
هـم جندُهـا الأبرارُ جندُ مآثرٍ = جندُ الهـدى جندُ الوفـا والقـوَّةِ
جندُ الشَّبابِ الصَّاحين وإنَّهم = مافـرَّطوا أبـدًا بحقِّ الأمَّــةِ
وهي المصاحفُ زادُهم إن حوصروا = تجلو مثانيها عُتُــوَّ الظلمةِ
ولأهلِها في الناسِ طيبً لقائهم = بحديثِ خيرِ الخلقِ في المعمورةِ
فالسُّنَّةُ الغــرَّاءُ حقلٌ وارفٌ = باليانعاتِ لهـذه البشريَّةِ
هـذا رسولُ اللهِ وافى طيفُه = لذوي الهدايةِ من كرامِ الصَّفوةِ
ليبشرَ القومَ الكرامَ بنصرِ مَن = صبروا على لأوائهم والشِّدَّةِ
ماكان للرحمنِ أن ينسى لهم = ماقدَّموهُ من التُّقى والخَشيةِ
قل للأثيمِ ومَن يحاربُ دينَنا = جاء الجزاءُ فيا لَيومِ الصَّفعةِ
إن كان لم يشهد مصارعَ مَن بغوا = فَلْيَشْهَدَنْ بغدٍ رئيس العصبةِ
فالظلمُ لاينجو بُغاةُ زمانِه = فلهم من الديَّـان أوفى قدرةِ
لن تنفع التيجانُ ياهذا ولـم = يجدِ اللئيمَ منافحٌ في النقمــةِ
قـد غـرَّت الدنيا بزخرفِ وجهها = مَن أدلجوا بيدِ العمى في الظلمةِ
فرعون أو نمرود أو في عصرِهم = عبدُ الخسارةِ والزعيمُ بِكِذْبَـةِ !
حملوه فوق رؤوسِهم حُبًّا به = ولأنه هـزم العِــدا ببطولةِ
وإذا به الخـوَّانُ باع بلادهم = للمعتدي فلبئس زيفُ النهضةِ
مسكينة هذي الشعوب فإنها = تصغي لكلِّ مهرِّجٍ في الدولةِ
أحبابُ مَن قتلوا ومَن قد شرَّدُوا = ومَن اكتووا حقبًـا بجمرِ اللوعةِ
ربَّاه شكوانا إليك وإنَّــمــا = نشكو مصائبَنا لربِّ العـزةِ
ربَّاهُ غــزَّةُ في جحيمِ عدوِّنا = فاجعل لهـا فرجًا بيوم الجُمْعَةِ