أو نأتِ ديوانَ ( الأنا) في خسةٍ = والعارُ ثوبُ المرجفين بخسَّةِ
لاترخصوهُ ( بذا وذاك وهذه ) = فجميعُها تردي صحيحَ الهمَّــةِ
فتآلفوا وتعاونوا وتكاتفوا = تُؤْتَوْا ثوابَ جهادِكم في الجنَّـةِ
فالعُمرُ يطوَى والصحائفُ لم تزلْ = عند الإلــهِ جليَّةً للمنحـةِ
هوامش :
(1)انتفضت : يقال انتفضَ الشعبُ أي هـاج وثار .
(2)الإخبات : مصدر أَخْبَتَ · الإخبات:. الخشوع والتواضع والاطمئنان لله تعالى.
الشعرُ يوقظُ من مهادِ الغفلةَ = ويحثُّ مَن يغفو لأجلى وثبةِ
ويؤجِّجُ الأحناءَ بالوهجِ الذي = يأبى على الجوَّابِ طولَ الرقدةِ
وإذا الشُّعورُ العَذْبُ ألهبَ قلبَ مَن = وافى ظلالَ الشَّوقِ نحو الرفعةِ
لم يرضَ بالهذيانِ يركضُ أهلُه = للفوزِ بئس الفوزُ زيفُ السُّمعةِ
أو يخبُ إنْ جارَ اللئامُ ببغيهم = ويردُّ إذْ للقلبِ أوفى لهفةِ
والشِّعرُ جيشٌ لايهابُ أذى العِـدا = أو ينحني للظالمين بحقبةِ
وأنا وأنت أخا الوفاءِ لديننا = لـم نرضَ بالشِّعر الدنيءِ الحظوةِ
إنْ لم تكنْ للهِ كلُّ حروفِه = فهو الحريُّ بمقتهِ والجفوةِ
عاهدْتُمُ ربَّ الخلائقِ أن يُرى = في صفحةِ السِّفرِ الجميلِ الطلعةِ
لشريعةٍ قدسيةٍ أزليَّةٍ = تبقى ويبقى النورُ رغـمَ الظُّلمةِ
رغم الحضارة أفسدتْ أخلاقَهم = رغم الهوى وثقيلِ عصفِ الجفوةِ
رغمَ العدوِّ تنوَّعتْ أضغانُه = للشرِّ هيَّجه فسادُ النَّـزوةِ
والشِّعرُ في المَيْدانِ جـرَّدَ سيفَه = واستلَّهُ نصرًا لأكملِ دعوةِ
قد صاغـه الأبرارُ في قلبٍ صفا = سلسَ القصائدِ لـم يَمِـلْ للنَّزوةِ
وبه مضوا في العالَمين يحثُّهم = صوتُ النَّبيِّ وحبُّهم في رغبةِ
ما مـالأَ الطاغوتَ إلا عابثٌ = لـم يــدْرِ أين الحقُّ حقُّ الشِّرعةِ
ونأى ليكتبَ شعرَه فيما يرى = في غمرةِ الترفيهِ أو في سُبَّةِ
يستنزفُ المنحَ التي في صدرِه = حتى ينالَ فسادَهـا في هبوةِ
ولربَّما مـارى به إن جاءَ في = تغريبِه فلجامُـه لتفَلُّتِ
أو هلَّ والإعلامُ ملكُ يمينه = والزيف والتدليسُ وجـهُ تفلُّتِ
وله من النُّخب التي لاتستحي = مَن شــدَّ أزرَ الأرعنِ المتعنِّتِ
الجهلُ بيتُ الكبرياءِ وربمـا = نالَ الغبيُّ هناكَ أعلى رتبةِ
قد حذَّر المختارُ من أن يقلبوا = شأنَ الأمورِ بعصرنا وهي التي
أولم تروا كيف استباحَ فسادُهم = مافي مغانينا بأبشعِ لهجةِ !
فالحقُّ أمسى باطلا في عرفهم = والباطلُ المرذولُ فـوق القِمَّـةِ !
مااعتادَ فاجرُهم به إلا على = زورِ الحديثِ لرمي أبهى وِجهةِ
لكنَّهم فشلوا وتلك ظنونهم = خابتْ وخابَ المفتري بالحجَّةِ
فهنا من الأفذاذ في ثغرِ الهدى = ركبٌ يصولُ بشعرِه في عــزَّةِ
ينسابُ نحو الأفقِ بالأدبِ الذي = إنْ طلَّ تُبصرْ وجـهَ مجدِ الرِّفعةِ
ماضرَّه عبثُ الذين تفرنجوا = وتزندقوا وتقوقعوا في الوهـدةِ
ذاكم هو الأدبُ الرفيعُ وتلكُمُ = راياتُه تحلو بزهـوِ الخَفْقَةِ
وحروفُه في السَّبكِ إسلاميَّةُ = فالنحوُ ميَّاسٌ بأجلى حُلَّـةِ
والصَّرفُ والصور الأنيقةُ لم تزل = كخيالِ وحي النظمِ جاءَ ببهجةِ
والفكرُ لـم يبرح منابتَ شرعةٍ = للــهِ ربَّانيَّةِ المُتَلَفَتِ
ماضرَّها فكرٌ دخيلٌ باهتٌ = أو نالَ منها مَن أناخَ لعثـرةِ
وهنا لها شعراؤُها قـد شمَّروا = عن ساعدِ القيمِ التي للوجهةِ
وبقيَّةُ الأبواب من آدابنا = مفتوحةٌ فاظفرْ بأطيبِ جملةِ
بمقالِ داعيةٍ وترجمةٍ لذي = شأنٍ مضى وروايةٍ أو قصَّةِ
للعلمِ تصنيفاتُها تُلفَى هنـا = ويـدُ المواهبِ خيرةٌ من خيرةِ
ياإخـوةَ الأدب المصفَّى ما نأى = عنكم وثيقُ وفائِكم للدعـوةِ
أجنادُها أنتم وأنتم درعُهـا = وبيانُكم أحيـا جلالَ الملَّـةِ
كم دوَّخَ الأشرارَ صفعُ حقيقةٍ = قد أذهلَتْهُم بعدَ نشرِ حقيقةِ
إسلامُنا دينُ العليمِ بخلقه = وبه النجـاةُ بضيقِ يومِ الشِّدَّةِ
فترنَّموا بالشعرِ يطربْ موكبٌ = مادامَ ينفعُ قومَـكم للعبرةِ
واسترشدوا ببيانِ قرآنٍ لكم = تسلمْ به آراؤُكــم من عـلَّةِ
والسُّنَّةُ الغرَّاءُ بحــرُ بلاغةٍ = وبيانُهـا يشفي الشَّقيَّ بنفحةِ
صانَ الكريمٌ رحالَكم أنَّى مشتْ = وحمى عواقبَ صبرِكم من حسرةِ
أنتم حماةُ الثَّغـرِ في زمنٍ طغى = فيه الفسادُ وأهلُ عهدِ النُّصرةِ
فاستأنسوا باللهِ في أيامكم = تسلمْ قلوبٌ من سُعارِ الأنَّــةِ
فلعلكم تطوون زيفَ مَنِ ارتأى = هذا الهراءَ وعافَ دينَ العزَّةِ
جئتُم وبالأشعارِ يهفو خطوَكم = وبه الجهادُ جهادُ أغلى الكلْمةِ
وعزيمةُ الإيمـانِ تشحذُ حـدَّه = ليُعيدَ للأحناءِ زهــوَ النَّخوةِ
ويفلَّ طغيانَ العتاةِ بأحـرفٍ = تُدمي فـؤادَ المجرمِ المتعنتِ
في ظلِّ مصحفكم سيزهرُ دوحُكم = ويفيضُ في الحقلِ الوريفِ البهجةِ
كم كلْمةٍ تبكي العيونُ لوقعها = ويضجُّ قلبٌ بالفدا والنَّجدةِ
ولنا بتاريخِ المآثرِ صفحةٌ = جـذلى بشعرٍ أحمديِّ الطلعةِ
ماالقولُ ما الآدابُ ما القيمُ التي =لمَّـا يكنْ منها صدى للدعـوةِ
إنَّ الغثاءَ وما أتى في سيله = لَهُـَو الهوى أغنى فجورَ الغمرةِ
شدُّوا أياديهم على خنقِ الصَّدى = فتفاجؤوا لصمودِ طُهرِ الفطرةِ
فخـوت نواديهم وباؤوا بالأسى = وتواثبوا من حـرِّ جمرِ الصَّفعةِ
وأتتْ كنور الصبحِ قافلةُ الهدى = تروي مضامين اتِّجـاه القبلةِ
وَجِّـهْ فؤادَك يا أخي لِمَنِ ابتدا = عهدَ النُّبُوَّةِ بانحسارِ الظلمةِ
وأتى البيانُ بكلْمةِ اقرأْ إنهـا = مفتاحُ قولِ الحـقِّ بين الأُمَّـةِ
أصغى لها الفصحاءُ ممَّنْ ماغوت = بعدَ البيانِ نفوسُهم بالفتنةِ
أما الذين تنكَّروا أو عاندوا = فهوى جناحُ الكبرِ قيدَ الورطةِ
ماجوا وهاجوا وانطوتْ أيَّامُهم = بيدِ الهـوانِ بدونِ أدنى نعمةِ
واليوم هـم يزبدون وما لهم = من ملجأ إلا تبارُ النكبةِ
قد أعلنوها ويلهم تدوي وهل = تُجديهُمُ من شهقةٍ أو زفرةِ !
هيهاتَ إنَّ اللهَ يحفظُ دينَه = ويبوءُ بالخسرانِ جمـعُ الرِّدَّةِ
لـو أدركوا أنَّ البقاءَ لِمَـن بَــرَا = هذا الفلاحَ لأهلِ رمــزِ العِفَّةِ
ما غرَّهم دولارُ أربابِ الخنـا = أو عاقهم طغيانُ أهلِ الخِفَّـةِ
أو نالَ منهم زيفُهم وفسادُهم = أو رُوِّعـوا من هولِ أعتى رهبةِ
فهم الشَّبابُ على الممانعةِ ارتضوا = قيمَ الثَّباتِ وركبَ أهلِ السُّنَّةِ
هـاهم على قممِ الفخارِ بدينِهم = وهـمُ الحضورُ وما لهم من غَيْبَةِ
تكبيرُهم باقٍ هناك بمسمعِ . = . الدنيا وهـم وقفوا هنـا في كَثْرَةِ
والفجرُ يشهدُهم إذا ما أقبلوا = نحو المساجدِ في جلالِ السَّجدةِ
للــهِ لا للغيِّ والطاغوتِ أو = للمرجفين تغلغلوا في أُمَّتي
غـرِّدْ أخا الأشعارِ في بستانهم = فهـمُ الهداةُ وغيرُهم في ضَلَّةِ
في حيرةِ في حسرةِ في موئل = ناءٍ عن البشرى تفيضُ بنعمةِ
غـرِّدْ كما الأطيارُ في أفنانها = وكأنَّهم وكأنَّنـا في الجنَّـةِ
دنياكَ مانامتْ بها فرسانُها = فغـدا نـزالُ حشودِها في غـزَّةِ
في كلِّ أرضٍ قد رمى أعداؤُها = بالحقدِ أهليهـا وسهمِ الخسَّةِ
لكنَّها انتفضت على أعدائها = ورمتْ بشاعتَهم بوادي الجيفةِ (1)
وهفتْ إلى القرآنِ تحملُ هَدْيَهُ = وتقولُ للدنيا الحزينةِ أخبتي (2)
للهِ ربِّ العرشِ ربِّ مُحَمَّــدٍ = هادي البريَّةِ نحو دينِ الرحمةِ
فالأرضُ من غيرِ المصاحفِ وهدةٌ = عجفاءُ لاتُرجَى لأفضلِ عيشةِ
والناسُ كالأنعامِ إنْ لم يؤمنوا = باللهِ بارئهم فياكتائبُ فاثبتي
فالفتحُ آتٍ لامحـالَ وإنَّـه = مابين فتحةِ مقلةِ أو غمضةِ !!!