تحنو الأكفُّ الى بنادقَ ثائرةْ= و إلى قلوبٍ بالشجاعةِ عامرةْ
و إلى بصيرةِ زاهدٍ متعفِّفٍ = و إلى العقيدةِ في الصدورِ مُسافِرةْ
والى إمامٍ عادلٍ. ذمَمًا رعى = و أعانَ شعبًا من تخاذُلِ آمِرَه
زعمَتْ بنو صهيونُ أنَّ دماءنا = ماءٌ و أنَّ شعوبَنا مُتناحرة
ولأنَّ كلَّ قيادةٍ تبَعٌ لهم = هم أمّروهم في شعوبٍ حائرة
إنّ اليهودَ لِأمِّهم أنسابُهم = أنسابُنا لأبٍ كريمِ الآصِرَة
تشكو القلوبُ الى العيونِ مدامعًا = من هولِ ما رأتِ العيونُ الساهرةْ
وعلى الجفونِ مدامعٌ إذ ترتمي = خجلاً لعجزِ قيادةٍ مُتآمِرَة
تلك الديارُ وما بقى أثرٌ لها = أطلالُها قد أنكرتها الذاكرةْ
و الأهلُ دونَ مقابرٍ دُفنوا بها = جنبًا لجنبٍ في شُقوقٍ فاغرةْ
تشكو زيارةَ أهلها لقبورِها = و الأهلُ موتى من ضمائرَ فاترة
أمواتُنا شهداءُ عندَ مليكِهم =أمواتُهم في النارِ تُحرقُ حاسرةْ
اُوّاهُ يا قوم الدياثةِ والخنى = أموالكم ونساءُكم في الهاجرة
ماتتْ ضمائرُكُم بهجرِ كرامةٍ = بعتُم كرامةَ أمّةٍ للعاهرةْ
تَهَبونَ للأغرابِ أمْنَ دياركم= دارتْ عليكم بالحرائقِ دائرةْ
البائعونَ عقيدةً بدراهمٍ = تبًّأ لكم و لكلِّ اُمٍّ فاجِرةْ
الراقصونَ مع القرودِ حفاوةً = يأتيكُم الخذلانُ من فمِ ساحرةْ
لا تفرحوا. الموتُ ينخُرُ داركم = آتٍ اليكُم يستحدُّ حوافرهْ
بَرِئتْ و من خذلانكم كلُّ = الخلائقِ, كلُّ نفسٍ للمعاصي زائرة
هيهاتَ تنهضُ أمّةٌ بسكوتها = أو ترتمي في الذلِّ خوفَ الفاقرةْ
عدنانُ ماتَ و لم يُخلّفْ أُمّةً ؟! = تنقضُّ كالاُسدِ الغضابِ النافِرة
تلك المرابعُ تنتخي أجدادَها = مُضَرٌ ربيعةُ بالشجاعةِ ضافِرة
يمنُ الشهامةِ أحرقتْ أفواههُم = حتى خَبَتْ نيرانُهُم مُتناثرةْ
الناسُ من زمنٍ سحيقٍ أيقنوا = أنَّ المكارِمَ للنفوسِ مُناصرة
مصرُ العروبة في مجاعةِ يوسُفٍ = تقتاتُ صمتًا لا يليقُ بثائرةْ
تلكَ العصيّةُ لن تميلَ رقابُها = إلاّ لربٍّ عزَّ جُندَ القاهرةْ
يا مسلمينَ تيقظوا من نومِكم = إنَّ الشريعةَ تستغيثُ مُناصرَة
هذا الّذي يجري يحطِّمُ إرثكم = لكنّهُ قدرٌ يصيبُ معابِرَهْ
سودانُنا بدمِ الأخوّةِ نازفٌ =من أجلِ مَنْ تجري دماءٌ طاهرةْ ؟
من أجلِ دنيا للزوالِ مصيرُها ! = أنسيتُمو ربّا يحاسبُ كافِرَهْ
أين الملوكُ ؟ وأينَ مَن ملكوا الدُنا ؟ = ماتوا جميعًا في قبورٍ ضائِرة
أم أنّكم ستُخلّدونَ كأنّكم = إبليسُ ينتزعُ العهودَ الخاسِرةْ
عودوا الى رُشدِ الأخوّةِ وانتهوا =فالقدسُ تنتظرُ الزنودَ القاهرةْ
من أجلِ غزّةَ والخليل وناصرةْ = رفحٌ تقاومُ كالأسودِ الثائرةْ
من غزّةَ انتشلَ الكرامُ نفوسَنا =كانت كجيفةِ ميّتٍ متناثرةْ
هم قد أعادوا للكرامةِ مجدَها = وتعاهدوا دكَّ العدوِّ وناصِرَهْ
والكلُّ آثرَ صمتهُ بمذلّةٍ = يا ويلهمْ مِن هولِ يومِ الآخرةْ