هوامش :
(1)السنطاب : مطرقة الحــدَّاد .
(2)المجمَّش : وصف للمتغابي المستكبر المُتَصام عن نداء الحق .
(3)المجداب : الجَدْبُ ضد الخصب ، والمراد عدم اجتماع الكلمة
لتباعد القلوب والعقول بين أبناء الأمة .
(4)الظبظاب : الداء الذي يصيب الإنسان ، والظَّبظابُ بَـــثْــــــــرٌ في جَوْفِ العين .
ويأتي بمعنى العيب والوجع والصياح والجلبة .
(5)الأحساب : هي ما لأُمتنا من المآثر والمفاخر الخالدة .
قَدَ رُ اللهِ لم يكنْ في الحِسابِ = عندَ أهلِ الأحقادِ والإرهابِ
ضلَّلتهم أهواؤُهم ، فتعاموا = عن سؤالاتِ أمتي والجوابِ
فاجأري ياحناجري واستغيثي= بإلهي ، وكبِّري ياهضابي
فأنا ابنُ الإسلامِ يبقى جهادي = في سبيلِ الذي إليه انتسابي
عربيٌّ ، وللنبيِّ اتِّباعي = واعتزازي بسُنَّتي والكتابِ
لم تزل في الفؤادِ جذوةُ عـزٍّ = ماسفتْها عواصفُ الأوصابِ
للمثاني وللفداءِ إذا ما = صاحَ في السَّاحِ روحُ هذا الشَّبابِ
واعتقادي بنصرةِ اللهِ مهما = عربدَ البغيُ بالسِّلاحِ العُجابِ
والملايينُ في البريَّةِ لبُّوا = دعوةَ اللهِ لادعاوى اضطرابِ
قد تآخوا في اللهِ وهْوَ قديرٌ = أن تؤوبَ الشعوبُ خيرَ إيابِ
داهمتْهم يدُ المكارهِ ظلمًا = وعنتْهم ضراوةُ الإلهابِ
وأفاقوا والعصرُ شدَّ عِصابًا = وتلوَّى على كريهِ انقلابِ
والأذى للمسلمين أتاهم = في لباسِ الحضارةِ المسترابِ
والمآسي على امتدادِ مغانيهم . =. تدقُّ الرؤوسَ بالسِّنطابِ (1)
منذ سبعين أو تزيدُ وقومي = في تبابٍ ، وسعيُهم في انكبابِ
وفلسطينُ جرحُهم في انثعاب= وثرى القدسِ تحتَ رجسِ الكلابِ
وصمودٌ على المهازلِ يحلو = لسرابٍ على بريقِ سرابِ
وجموعُ الأعداءِ من كلِّ فجٍّ = قد تنادتْ ببأسها كالذئابِ
بمُسوحِ الحِملانِ لكنْ جواهم = يتنزَّى ضغينُه في الوِثابِ
فلكِ اللهُ أمَّتي فاستعيذي = من ثقيلِ الأذى وجونِ التَّبابِ
ستظلين رغمَ نارِ الرَّزايا = موئلَ الخيرِ رغمَ جمرِ المصابِ
قَدَرُ اللهِ أن نعيشَ جباهًا = شامخاتٍ على الدروبِ الغِضابِ
ليس تفنين فالجذورُ اشمخرَّتْ = تتثنَّى بأجودِ الأرطابِ
قد تنامُ الجفونُ لكنَّ روحًا = أكرمتْها عنايةُ الوهَّابِ
لم تزلْ تُنشِئُ الكتائبَ تيهًا = فوقَ كِبرِ المجمَّشِ المرتابِ (2)
أمتي أمتي وليستْ تطأطئْ = للأعادي برغمِ ليلِ الصِّعابِ
أُمتي والملمَّةُ اليومَ ألقتْ = في بنيها إشراقةَ استحبابِ
ليهبُّوا إلى اجتماعِ قلوبٍ = باعدتْها قساوةُ المجدابِ (3)
ويدا قلبِها الجريحِ المعنَّى = مُدَّتا للكريمِ في المحرابِ
جأرتْ بالدعاءِ للهِ تشكو = من مراراتِ حسرةٍ واكتئابِ
من بغاةٍ ومن جناةٍ وحقدٍ = وخياناتِ نخبةٍ وسِبابِ
فأتتْها ــ واللهُ ذو نجداتٍ ـــ = خلعةٌ من لدنْهُ ذاتُ انتيابِ
وتنادى إلى مغاني هداها = ماتولَّى من مجدِها المستطابِ
هاهي الأُمَّةُ الكظيمةُ تُلقي = ماعراها من ذلَّةٍ واضطرابِ
وعلى ميثاقِ ارتقاءٍ حدتْها = شرعةُ اللهِ لاهوى الأحزابِ
يضرمُ العزمَ في الصُّدورِ ويأتي = بسجايا الفخارِ بعدَ غيابِ
لم تُصحِّرْهُ جفوةٌ في فصولٍ = صنعتْها ضراوةُ الأذنابِ
قل لأعدائِه الذين تولَّوا = كِبرَهم : مالوجهِه من ذهابِ
السنون العجافُ سحَّتْ عليهم = من وبالِ المذمومِ في الألبابِ
خنقتْهم نسوعُها فتهاووا = بينَ قيْدَيْ مواجعِ استجوابِ !!
هو نهجُ الحياةِ ماراقَ يومًا = لسفيهٍ مدجَّجٍ بالتَّغابي
مَنْ تعامى عن الطريقِ تولَّتْ = خطواتٍ له يدُ الظَّبظابِ (4)
*** = ***
تدفعُ المنجياتُ نارَ شرورٍ = وتُجافي هواجسَ المرتابِ
وتُعدُّ النُّفوسَ دونَ علاها = بكريمِ التَّنزيلِ والإدآبِ
بيدينا آياتُه بيِّناتٍ = فتأمَّلْ { أنفالَها } في الكتابِ
لا الأثافي ولا العقارُ وليلى = وليالي نقيقِها الصَّخَّابِ
والملاهي ، ولا فحيح مجونٍ = تحتَ ثوبِ الدَّعارةِ الجذَّابِ
تصطفينا من المهانةِ طالتْ = أو تقينا من وطأةِ الأتعابِ
أو تقودُ الجموعَ نحوَ سُمُوٍّ = بعدَ بطءِ الخطى على الجلهابِ
أبرمَ الحقُّ أمرَه لرجالٍ = لم يهابوا منازلاتِ الصِّعابِ
وإذا ما أتاه منهم وفودٌ = ينتضون استبسالَهم في الرحابِ
قامَ بالفخرِ يُلبسُ الركبَ تاجًا = نَسَجَتْهُ رفيعةُ الأنسابِ
ليعيدَ التوحيدُ بدرًا وأُحْدًا = ويردَّ العدا على الأعقابِ
ولحطينَ وقعةٌ تتراءى = وكأنِّي بها على الأبوابِ
ما أُحَيْلَى التكبيرَ عادَ وعادتْ = أُمَّةُ المصطفى كأُسدٍ غِضابِ
فالملايينُ لُجَّةُ القدرِ الآتي . =. من اللهِ في اندياحِ العُبابِ
أيقظتْها الآهاتُ من مهجِ الثَّكلى . =. سفتْها مواجعُ الأحبابِ
مَنْ عرتهم يدُ اليهودِ بذبحٍ = ماتوانتْ سكينُه واستلابِ
فتنادوا واللهُ خيرُ نصيرٍ = وتولَّى التعليلُ بعدَ العتابِ
وتلظَّتْ رحى الملاحمِ تروي = كيف ضجَّتْ صدورُهم للغِلابِ
قَدَرُ اللهِ والمكارهُ تُحيي = أَنَفَ السَّيفِ في لحودِ القِرابِ
ليعودَ الصَّليلُ والعادياتُ . =. الضُّمرُ تُنبي عن ركبِها الجوَّابِ
سيعود الإسلامُ في العصر يحيي =ما أماتَتْتُه غـزوةُ الأحــزابِ
أوَلم تبصر الحشود تحدَّت =قوةَ الظلمِ في عمومِ الرحابِ
عربداتُ الفرنجةِ اليومَ باءتْ =بالمخازي واستسلمتْ للتَّبـابِ
والطواغيتُ مَن لدى أمَرِيكا =قد تلاشى تقديرُهم في الرغابِ
مالَؤُها لوهنهم وانحسارٍ =للسَّجايا عدوَّةِ المرتابِ
ولقد أسرف الذين تمادوا =في ضلالٍ وقلة الآدابِ
واستباحوا ماحرَّمَ اللهُ فيه =واستغلوا توافــهَ الأسبابِ
ستعودُ الأيامُ ترفلُ زهـوًا =بالمثاني وعــزَّةِ الأحسابِ(5)
وتولِّي أيامُهم بعدَ بغيٍ =مستفزٍّ وخسَّةٍ واضطرابِ
إنَّــه اللهُ فاتَّخذه وكيلا =وتَبَـرَّأْ من لـوثةِ الكـذَّابِ
=