هوامش :
(1)الورعان :يقال يا ورع وهي لهجة ناس معينة ومعناها طفل والبعض يستخدمها للسب او الشتم ولكن بالمعنى نفسه ، والمراد منها عدم تحمل المسؤولية والتبعات .
جاء كتائبُهم إلى الميدانِ = يُعلون شأنَ مكانةِ القرآنِ
ويؤكِّدون لِكلِّ مُضَلِّلٍ أو مُفترٍ = أنَّ السُّمُوَّ بِسُنَّة العدناني
هـم يحملون لأجلِ ذلك رايةً = رفَّتْ تبثُّ البِشرَ في البلدانِ
فلقد طمى سيلُ الفسادِ وعربدت = نشوى محافلُهم بكلِّ مكانِ
يتآمرون على كتابِ مُحَمَّدٍ = ولهم به سندٌ من الأعـوانِ
فهو التآمر لم يزل شأنًا له = سوءُ الأذى وإهانةُ الإنسانِ
فهم استباحوا حرمةَ الإسلامِ في = يومِ اغتيالِ الراشد الربَّاني
طعنوا أباحفصٍ بكلِّ دناءةٍ = حين الصلاةِ وطاعة الرحمنِ
لكنَّه الفاروقُ باتَ لحقدِهـم = أبــدًا يخيفُ عمائمَ الشَّيطانِ
وأخـوه عثمانُ المآثرِ والنَّدى = جاؤوه إذ عزموا على العصيانِ
فاعتدَّ ذو النُّورين بالصَّبرِ الذي = أوصى به المبعوثُ بالفرقانِ
وتمرُّ أحداثُ الزمانِ مريرةً = بمؤامراتِ عبادةِ الأوثانِ
باؤوا بشرِّ عُتُـوِّها مسجورةً = بالمكر والإفسادِ والأضغانِ
حتى إذا اجتمعوا بعصرِ مكيدةٍ = ملعونةٍ للغدرِ والعدوانِ
هـم والصَّهاينةُ اللئامُ ومَن لهم = آخى وخانَ كرامةَ الأوطانِ
وابتاع من سوق المهانةِ ذلَّـه = ومشى يبثُّ السمَّ كالثعبانِ
لكنَّه الديَّانُ بالمرصادِ لــم = يغفلْ وحاشا أن يزل لساني
فاسجدْ له فهو الوليُّ لجندنا = وَلِمَقْدَمِ الأبرار في الركبانِ
يامسلمُ استبشرْ فربُّك قادرٌ = في أن يـُذلَّ زخارفَ التيجانِ
ويهينَ أهلَ البغيِ رغـم عُتُوِّهم = رغم القُوى المهدودةِ الأركانِ !
فهو الذي قد أهلكَ السفهاءَ في = ماضي العهودِ وحاضرِ الأزمانِ
والنَّصرُ يكمنُ في حنايا أُمَّـةٍ = ثارت على الطاغوتِ والطغيانِ
مازال دينُ اللهِ يحييها فلم = تسجدْ لغير الواحدِ الديَّانِ
عاشتْ على القيمِ الكريمةِ والهدى = واستعصمتْ بوثيقةِ الإيمانِ
ما أرهبتْها صولةُ الغزواتِ في = حقبٍ تفورُ لشدَّة الغليانِ
جاؤوا من الغربِ التعيس بهجمةٍ = نكراء فارتدَّتْ على الخسرانِ
وتغلغلتْ بين الشعوبِ وأوجدتْ = عملاءَها من أقذر السكانِ
إذ ألبسَتْهم من ثيابِ حضارةٍ = فاستسلموا للعــارِ كالعميانِ
ورأوا مكانتَهم بأسفلِ ذلَّــةٍ = للمالِ والترفيه والنسوانِ
ولكلِّ ما يستعبدُ الإنسانَ في = مستنقعِ الهلكاتِ والإدمانِ
تفنى مثالبُهم ويُطوى شأنُهم = فنهايةُ العملاءِ للأكفانِ
وعليهمُ اللعناتُ تُتلَى بكرةً = وعشيَّةً إذ ليس من مِعــوانِ
وهي الليالي سوف يقمرُ وجهُها = بالفتحِ للقاصي نأى والدَّاني
حيثُ المباهجُ تزدري عهدا مضى = بالقتل والتشريد للسكانِ
هي حقبةٌ لكنَّها مع مجرمٍ = وقد استحلَّ البطشَ بالأعيانِ
كم عالِمٍ ومفكِّرٍ ومجاهدٍ = لاقى منيَّتَه بحــكمٍ وانِ !
لكنَّه الطغيانُ مكَّنه بمـا = قد نالَ من وضعٍ وضيع الشَّانِ !
وشبابُنا والشِّيبُ والأطفالُ في = أسرٍ لهم في قبضةِ السَّجَّانِ
ونساءُ أمَّــةِ أحمد الهادي لهنَّ . = . على يــدِ الطاغينَ حقدُ جبــانِ
اللهُ أكبرُ لم تزل قصصٌ لهُنَّ . = . تثيرُ نارَ الثأرِ في الوجــدانِ
لكنَّها الأقدارُ ماكانت سوى = رحماتِ ربِّ العرشِ ذي السُّلطانِ
وهي المشيئةُ ليس تعفو عن يـــدٍ = مُــدَّت مضرجةً دمًـا ياجاني !
ستنالُ يوم الحشرِ ما نالت هنا = كفَّاك من ظلمٍ ومن بهتانِ
وَلْتَطْمَئِنَ قلوبُنا فرجاؤُنا = باللهِ لا بمحاكمِ البطلانِ
وبأمَّــةٍ قد شمَّرتْ في عصرها = عن ساعدِ النُّجباء والإيمانِ
والله نسألُ أن تعودَ عزيزةً = باللهِ بالإسلام بالقرآنِ
بالسُّنة الغرَّاءِ بالقيمِ التي = لاتنحـني لتخبُّطِ الحيرانِ
ياربِّ فانصرْ جندَها في غزةٍ = وبكلِّ قطرٍ عاش في الأحزانِ
عصفتْ به ريحُ انتقامٍ لم تزلْ = تُلقي بأهلِ القُطر في النيرانِ
والناسُ بين مؤيِّدٍ ومناصرٍ = هاهـم وبـينَ تباعدٍ وتــدانِ
والآخرون تبادلوا أدوارَهم = والمرجفون ونخبة الخـذلانِ
ياربِّ فامننْ بالنجاةِ لأُمَّــةٍ = من قبضةِ السفهاء والورعانِ (1)
وأعــدْ ليالي الصَّالحين وَمَكِّنَنْ = للمصطفين قيادةَ البلدانِ
وأنــرْ بصائرَ أمَّــةٍ بكتابها = والسُّنَّةِ الغرَّاءِ كلَّ أوانِ
بهما ترى وجهَ المآثرِ إنَّهــا = أهــلٌ لحفظِ كرامةِ الإنسانِ