*(تَيْئَس) تُكتب: -عثمانيًّا: تيأس ، وتيأسَنْ .
وإملائيًّا: تكتب : تيْئَس ، نحو: الحُطَيْئَة، وجَيْئَة، وشَيْئَين، وفَيْئَة. والله أعلم .
لأيِّهما الزَّهوُ المحجَّلُ والقَدْرُ = وأيُّهما الأولى بما طرَّزَ الفخرُ !
فللدِّينِ عندَ اللهِ شأنٌ وأهلُه = لهم ألقُ البشرى فإرثُهُمُ دَثْرُ
فللبارئ الأعلى أيادٍ كريمةٌ = وسحَّاحُها المدرارُ يشهدُه القطرُ
وللفوزِ بالإيمانِ عزٌّ وجنَّةٌ = وفردوسُها االمشهودُ عطَّرَه البِرُّ
من اللهِ مايُرجَى وللقلبِ لهفةٌ = تناهت بها الآمالُ والشَّغفُ الثَّرُّ
وقد خابَ مَن أمضى الحياةَ سبهللآً = وعاشَ أسيرَ النَّفسِ قد ضرَّه الأسْرُ
وكم من شقيٍّ ساقه الغيُّ والهوى =وأودى به الإثمُ المحفِّزُ والكفرُ
هو الدِّينُ للدنيا رخاءٌ ورفعةٌ = وأمنٌ وللأُخرى مآثرُه كُثرُ
ألَم تَرَ أنَّ المسلمين تقلدوا = وسامَ تهاني النَّاسِ أنكره العصرُ !
فعاقبَه اللهُ العزيزُ فلم تجد = شعوب به إلا الذي ساقه الشَّرُ
فأمستْ شعوبُ الأرضِ في عمهٍ طغى = فليلهُمُ رغم الغنى ماله بِشْرُ
وأمَّتُنا بدين الله مازالَ وجهها = يفيضُ بخيرِ الدِّين ماضرَّها العسرُ
فبالدِّين أحيتْها المثاني فأيقظتْ = مكانتَها العليا وواكبَها النَّصرُ
وما ضرَّها مَن عقَّها أو رمى بها = لحالٍ قلاها الناسُ إذ كبَّرَ الفجرُ
وأدركتِ القومَ الأفاضلَ سُنَّةٌ = متونُ محيَّاها تعهَدها الوفرُ
فكم داهمتْهم في الحياةِ نوائبٌ = يشيبُ لها الولدانُ والطفلةُ البكرُ
ولكنَّه الإسلامُ أبقى جذورَها = فمحتدها باقٍ وأرجاؤُها خضرُ
وأُمَّتُنا عزَّتْ بدينِ مُحَمَّدٍ = منضَّرةَ الآفاقِ طاب بها الذِّكرُ
وفي نيلِ آمالِ الشعوبِ لغايةٌ = يهونُ إلى إدراكها التَّعبُ المرُّ
إليها دنا الظامي وأنبتَ دوحةً = أظلَّت صحارى ما لطائرِها وَكْرُ
فهشَّتْ وبشَّتْ واستنارتْ ربوعُها = وشقشقتِ الأطيارُ وابتسم الفجرُ
وهلَّتْ رؤى قومٍ تألَّقَ مجدُهم = فللدِّين في أيامهم وجهُه النَّضرُ
وذلكمُ الدِّينُ الذي جاءَ نعمةً = و وجهةُ دينِ اللهِ آفاقُها زهرُ
وأنَّ اعتناقَ الدِّينِ منهجُ أُمَّةٍ = مآثرُها الغرَّاءُ لم يُبْلِها الدَّهرُ
أتاها الهُدى فانجابَ ليلُ ضلالها = فأشرقَ نورُ الحقِّ وانبلجَ السِّرُّ
هو الدِّينُ يحيي في القلوبِ صفاءَها = فيُطمسُ مافي الغيِّ عنوانُه الشَّرُّ
وقد خاب مَن ينأى عن الدِّينِ واهمًا = فأيَّامُه ثكلى وليس لها جِسْرُ
وأمَّا الذين استرشدوا بكتابهم = وبالسُّنَّةِ الغرَّاءِ مافاتهم سطرُ
لقد عكفوا ليلا وعاشوا نهارَهم = وبينَ أيادي البحثِ حثَّهُمُ الذِّكرُ
كتابٌ مبينٌ فيه خيرٌ لأُمَّةٍ = وعاقبةٌ للقومِ لألاؤُها ثرُّ
هم العلماءُ الأكرمين وهم لدى = مثاني كتابِ اللهِ في ظلِّها سُرُّوا
أولئك خيرُ الناسِ عاشوا بصدقهم = وحول أياديهم هفا وازدهى الفكرُ
وفازتْ ولم تخش العواقبَ أمَّةٌ = لها جهدُهم ثَرٌ وآثارُه كُثرُ
ومَن يزدريها أمَّةً قد تبوَّأتْ =مكانتَها الفضلى فأنصفَها القَدْرُ
فيا خيرَ مَن سادتْ وخيرَ مَن ارتأى = لخيريَّةٍ الإنسانِ إسلامُها البَرُّ
حبا الخلقَ بالآلاءِ والفضلِ والحِجى = ورحمتُه من ربِّنا وبها الأزْرُ
فلله كلُّ الفضلِ والحمدِ والثَّنا = على نعمِ الباري يفيضُ بها الذِّكرُ
بها أُمَّةُ الهادي تنالُ وسامَها = فأوسمةُ التكريمِ ضاق بها الصَّدرُ
لأُمَّتنا البشرى وإنْ عجَّ خطبُها = فطوبى لها واللهِ مانالها الخُسرُ
وهيهات ما أفنى مكانتَها العِدا = ولا هزَّها المرتدُّ جنَّدَّه الكفرُ
ولا عابَها ما حلَّ من فتنٍ طغتْ = ففي أُذُنِ الأبرارِ من غيِّهم وَقرُ
ويعثرُ غدَّاءٌ وللدربِ عثرةٌ = فيرفعُه الإيمانُ والصَّبرُ والذُّخرُ
لديه بإرثِ المحتِدِ الروحُ لم تزل = تُجَدِّدُ ما أوهى وما أتلفَ الهجرُ
وبالهِمَّةِ القعساءِ أمرعت الربا = وهلَّ على سُمَّارِ دعوتها البدرُ
وأبناؤُها جاؤوا محاريبَ عزِّهم = وجلاَّه ذكرُ اللهِ فاهَ به الثَّغْرُ
ودنياه عادتْ والسَّجايا ركابُها = يزجِّي خُطاها البيضُ عند اللقا الضُّمرُ
فلا تيأسَنْ يابنَ الجهادِ لحقبةٍ = تمرُّ بمأساةٍ يحارُ بها الفكرُ *
تداعتْ على إسلامِنا الدول التي = يشدُّ أياديها التَّعنُّتُ والكِبرُ
تدوسُ على ماقيلَ زيف حضارةٍ = يسوِّقها الإعلامُ والحقدُ والمكرُ
لتعلمَ يابنَ المجدِ أنَّ حضارةً = بغيرِ هٌدَى الإسلامِ جنَّدها الوزرُ
فجاءتْ كما يهوى الطغاةُ بعالَمٍ = فَسُكانُه آذاهُمُ الكيدُ والضُّرُّ
وأمَّتُنا هبَّتْ بعصرٍ تفاقمتْ = به النكباتُ السُّودُ واللؤمُ والقهرُ
أعادَ لها الدِّينُ الحنيفُ مكانها = ومن أجله للنَّصرِ قد نُصِبَ الجسرُ
حباها ببذل الأوفياءِ دماءَهم = وقد شمخوا بالعزِّ إرثُهُمُ الذُّخرُ
وللأتقياءِ اليوم حولٌ وقوَّةٌ =من اللهِ والقومُ الأُباةُ لهم ظَهْرُ
تراءى محيَّاها بروضِ عقيدةٍ =وهل تسمقُ الأفنانُ لو لم يكُ الصَّبرُ !
تعيدُ يدُ الإسلامِ للحقلِ زهوَه = وللناسِ في أقطارِه لَهُمُ الخيرُ
ويسقي سحابُ الوَدْقِ قفرًا فينتشي = ولو انبجاسُ الماءِ ما أمرعَ القفرُ
وللدِّينِ أفذاذٌ أناروا دروبَنا = وبالقيمِ المثلى بأرجائنا مَرُّوا
بتقوى لربِّي ليس يَخْشَون ظالمًا = فهاهم على الميدانِ خيلُهُمُ الضُّمرُ
بوعيٍ تثنَّى نيِّرًا وبساعدٍ = دؤوبٍ على المجدافِ يعرفُه البحرُ
ألا أيُّها الدينُ الحنيفُ سقيتَها = قراحًا فرفَّتْ عند منبعه الطيرُ
فأُمَّتنا في حالِ يقظتِها وَعَتْ = وفي حينها أحيا وثائقَها السِّفرُ
فمن سُورٍ تتلى فتجري مدامعٌ = لنفسٍ تغشَّاها الأسى والأذى النُّكرُ
فقامت إلى نهجِ العقيدةِ ترتوي = بشَهدِ قراحِ الفضلِ منبعُه نَضْرُ
وتهفو إلى دنياهُ في مربعِ الهدى = فيغمرُها الإيمانُ بالشَّوقِ والطُّهرُ
وتلك مزايا مَن رَعوا دينَ ربِّهم = محامدُهم في العيش ليس لها حصْرُ
ومقدَمُهم للناسِ عنوانُ بِرِّهم = تجلَّى به الإيثارُ مانابه الشَّزْرُ
ومُدَّتْ أيادي الجودِ فيها بيادرٌ = تحاكي الحصادَ العذْبَ أنملُها العَشْرُ
تفيضُ على الدنيا ينابيعُ خيرِها = فيرحلُ عن أفياءِ جنَّتِها الفقرُ
ففي سننِ الإسلامِ للناسِ رحمةٌ = تفوحُ بما يغري فرائدَه النَّوْرُ
ألم تَرَ في التاريخِ وجهًا لمجدِها = تثنَّتْ به الأمصارُ فالربعُ مخضرُّ
رعتْه يدُ الباري بتحقيقِ رحمةٍ = وقد وسعتْ دنيا الورى عمَّها اليُسْرُ
ويؤمنُ أصحابُ الحِجَى بإلههم = ويكفرُ أعماهم وليس له عذْرُ
لقد أُوتي الإنسانُ قلبًا فإن أتى = إليه العمى لم تنفعِ المُبْتَلَى النُّذْرُ
وحسبُ التُّقاة الصَّالحين ولاؤُهم = لبارئهم والمرجفون لهم خُسْرُ
وحسبُ الكرام الصِّيد ذكرُهُمُ لدى = إله الورى يحدوهُمُ القُربُ والشُّكرُ
وأمَّا الذين استكبروا وتنعَّموا = بما وهبَ الباري فليس لهم ذكرُ
فدونك ماتهوى ألا فاخترِ الهدى = بدنياك تنعمْ فالشَّقيُّ له الضُّرُّ
فيا أمَّتي عودي لربِّك تسلمي = فلم ينفعِ المرتابَ زيدٌ ولا عَمْرُو
على قدميك النِّيرُ نيرُ مآثمٍ = فكلَّتْ خُطاك اليومَ واسْتُضْعِفَ الظَّهرُ
وأوردكِ النأيُ البعيدُ عن الهدى = مهالكَ في مضمارها الذُّلُّ والنَّخرُ
ويلقاكِ وجهُ المجدِ مجدِك شاحبًا = ويروي عن الأفذاذ من هاهنا مرُّوا
ويجثو هنا يرنو بقارعة المدى = عسى أن تعودَ اليوم خيلُهُمُ الضُّمْرُ
ويلقاهُمُ بعدَ الغيابِ أعزَّةً = فَيُثلجُ من بعد استكانتِه الصَّدرُ
فهبِّي بدين اللهِ للمجدِ أُمَّةً = فقد زادَ في إيذاءِ مهجتك الجمرُ
وآهاتُك الحرَّى أذابتْ سعادةً = وجاءَ بها الأعداءُ يحملُها الذُّعرُ
وأنتِ التي كانت مسيرةَ شهرِهم = خطاك يُثيرُ الرعبَ فارسُها الحرُّ
تجولين في الساحاتِ بالخيرِ والإخا = وفي كفِّك الأخرى لعدوانهم بَترُ
ولستِ كما هم أغرقوا الأرضَ بالدِّما = فحربُهُمُ بغيٌ وآراؤُهم هذْرُ
لهم عربداتٌ ما رأوا غيرَ شرِّها = فجافاهُمُ القلبُ المطهَّمُ والطُّهرُ
فهيهات ما جاء الزمانُ كأُمَّتي = فأيَّامُها الغرَّاءُ ما لاكها الكِبرُ
فما ظلمتْ يوما يداها ولا اعتدت = وليس لها يوما على أحدٍ حَجْرُ
هي الأُمَّةُ اختار الإلهُ رجالَها = لحملِ نداءِ الوحيِ في آيهِ النَّصرُ
ويكفي بأنَّ اللهَ لم ينسَ شوقَها = إليه ، ولم تُطوَ المآثرُ والصَّبرُ