رويدَك ما فلَّت عزائمَنا السُّمرُ = ولا ردَّنا عن نهجِ دعوتِنا المـرُّ
وما راعنا كيدُ المجمَّشِ أو لوتْ = سواعدَنا كفَّاهُ قوَّاهما الكِبرُ
فعزَّتُنا باللهِ فخرٌ ومَنْعةٌ = وليس يَني مَن مالعزَّتِه كسرُ
فكم عابثٍ منهم ومنا توافقا = يسوقُهما حقدٌ على الدِّينِ مجترُّ
فذاك لئيمٌ مجرمٌ لاتردُّه = حقوقٌ ولا يرعاهُ خُلْقٌ ولا بِـرُ
وهذا سفيهٌ ضلَّ في السَّعيِ مالَه = من اللهِ خوفٌ ، إذْ لجولتِه دورُ!
وحسبُهما في الأرضِ أنهما على = شفا جُرُفٍ هارٍ أضرَّ به الدَّهرُ
فكم حِقبةٍ مرَّتْ وفيها تنكَّرا = لِما أنزلَ الرحمنُ دأبهُما النُّكرُ
وجالا وصالا ... حاقدًا ومعاندًا = ورُدَّا بحولِ اللهِ يغشاهما الخُسرُ
فلا تخشَ ياهذا الحريص على الهدى = فإنَّ هُدى الإسلامِ في الأرضِ مخضرُّ
ولا تأسَ إنْ أبصرْتَ ذا سَفَهٍ وقد = تطاولَ بالإزراءِ مزمارُه الوزرُ
فإنَّ خسيسَ النَّفسِ أضحكه الهوى = فلم يبقَ قلبٌ للسفيهِ ولا فكْرُ
يدغدغُه الشيطانُ يؤتيه لهوَه = ويفقدُه الرأيَ السَّديدَ به الزَّجرُ
فأسلَمَ لا للهِ قلبًـا ، وإنَّما = لكلِّ زنيمٍ مالإجرامِه عُذرُ
فدعهم أخا الإسلامِ إنَّهُمُ الأذى = سيلقون ما لاقى الذي أغرقَ البحرُ
ولا يَفْتِننَّ الشَّرُّ قلبَك إذْ علا = وسادَ بنوه الأرذلون ، وهم كُثْرُ
تساندُ دعواهُ البغيضةَ عصبةٌ = وليس لها ـ واللهِ ـ في غيِّها حُـرُّ
وتحمي مساويها معاقلُ طغمةٍ = أتاحتْ لها الأيامُ ماصنعَ الضُّرُّ
وفي قبضةِ الدَّيَّانِ هذا وهذه = ومَنْ عاشَ في دنياهُ رايتُه الكفرُ
وفرقٌ بعيدٌ بينَ جُندِ مُحَمَّـــدٍ = وبينَ جنودِ البغيِ ساقَهُمُ الشَّرُّ
تعقَّبَهم من ربِّهم غضبٌ فما = نجا ظالمٌ منهم ، فمقدارُه صِفرُ
أبتْ أنفُسُ الأبرارِ أن تقبلَ العدا = يلوكون مجدًا مالرايتِه قهرُ
جميلُ محيَّاهُ : المثاني تلألأتْ = فآياتُها حقٌّ ، وترتيلُها فخرُ
وليس يدانيها بريقُ حضارةٍ = مثالبُها شؤمٌ ، وأرجاسُها نُكْرُ
تكسِّرُ ما أعلتْ من المجدِ زائفًا = ومكسورُ هذا المجدِ ليس له جبرُ
مشى بأسُهم في العالمين مدجَّجًـا =إلينا ، وفي أحنائِهم أُضرمَ الجمرُ
تداعوا ذئابًا في جلودِ ثعالبٍ = فأقوالُهم بيضٌ ، وأفعالُهم حُمرُ
لهم في عبابِ البحرِ إرعادُ صولةٍ = وفوقَ رحيبِ الأرضِ جيشُهُمُ المَجْرُ
ففي البحرِ إذْ هاجوا فقرشٌ معربدٌ = وفي البَرِّ أذْ ماجوا فحالُهُمُ الثَّورُ
أتلكَ حضاراتُ التَّقدمِ والعلى = أم البغيُ والإجرامُ والظُّلمُ والجوْرُ !
وما قيمةُ الإنسانِ في عالِمٍ غلى = بحقدٍ دفينٍ لايفارقُه المكرُ !
يخيطُ به الأوباشُ ثوبًا لخسَّةٍ = وآخرَ لم يبرحْ : دناءَتُه الغدرُ
مؤامرةٌ كبرى على مجدِ أُمَّةٍ = تُحا كُ وفي أنيابِها اشتعلَ الغِمرُ
إذا ما تراءتْ للعيانِ فصولُها = وشاهدَ أهلُ العصرِ ما خبَّأ العصرُ
دروا أنَّ للإرهابِ أصلا وأهلُه = صهاينةٌ عاشوا تملَّكهم ذعرُ
هم الجبناءُ الأنذلون تلفُّهم = من اللهِ لعْناتٌ يجدِّدها الدَّهرُ
عليهم مدى الأيامِ غضبةُ قادرٍ = وطاغوتُهم مهما اشمخرَّ له العقرُ
نبيتُ على الأوجاعِ والنَّاسُ نُوَّمٌ = وأعداؤُنا كُثْرٌ ، وأجنادُنا الصُّبرُ
ولكنَّنا لسنا نطأطئُ رأسَنا = فعزَّتُنا باللهِ لم يُبلِها الشَّرُّ
لنا في صدى التكبير عهدٌ على الفدا = وعندَ الوفا ـ إذْ حانَ ـ فتكتُنا البِكرُ
فياقدسُ مهلا ماعدمتِ مآثرًا = وما عاقَنا خطبٌ ، ولا رابَنا عذرُ
ولا راعنا الذَّبحُ المبرمجُ عنوةً = ولا موجُ طغيانٍ به المدُّ والجزرُ
سكنتِ قلوبَ المسلمين فأُدميتْ = وطولُ الأذى الأعمى عليكِ له بترُ
فصبرًا سنى الأقصى سيرحلُ ليلُهم = ويُشرقُ بالفتحِ المبينِ لنا الفجرُ
وراياتُنا ياقدسُ رفَّتْ خضيبةً = وفرسانُها الأبرارُ ما أنبتَ الثأرُ
وحسبُك أنَّ اللهَ مولىً لركبِنا = وليس لهم مولى يُرجَّى به النَّصرُ