وهم غدروا وهم خانوا الذِّماما = وليس القولُ ياهذا اتِّـهامـا
هـم السفهاءُ كم عاثوا ولجُّوا = بحقدِ سدَّدوا منه السِّهامـا
وكم في سابق الأيامِ تبًّـا = على ضرَّائنا اجتمعوا لئامًـا
وماذا قد نعدِّدُ من فسادٍ = بدا في فجرنا الأبهى ركاما
مجوسٌ أو يهودٌ أو جناةٌ = برسمِ البغي قد فتكوا انتقاما
وكم من مفترٍ باغٍ زنيمٍ = وراءِ ذيولهم شــدَّ الحزامــا
يحاربُنا أذاهم ماتوانوا = وما عرفوا مدى الحقبِ السَّلامــا
وجوهٌ بائساتٌ رغمَ فسقٍ = وأهـواءٍ فقد أمست قتامـا
ألا لُعنَ الذي طعنَ المفدَّى = أبا الشهداءِ ما خافَ الحِماما
هو العملاقُ في وجه ائتلافٍ = من السفهاءِ إذ وافى حسامـا
فلسطين الحبيبةُ ليس تهدا = ويلقى المعتدي فيهـا العظاما
تراهم قد أعادوا الـعزَّ بــدرًا = تراءى في مخابئِهم تمــامــا
وإسماعيلُ ضيغمُهم مشاها = وقد ألفوا بغارته اعتزامــا
وقد قاد الفيالق في جهادٍ = فلم يجعل لهم فيها مقاما
فلسطين الجريحةُ ما استنامتْ = ولا وهنتْ ولم ترضَ المنامــا
وقادتُها الأباةُ رجالُ عــزِّ = وما عاشوا لأقصاهـم كراما
فما وهنوا ولا خانوا ولانوا = ولا باعوا القضيَّةَ والذِّماما
ولا كانوا لصهيون عبيدًا = وما النتنِ الـزنيمِ رأى سلامـا
ولم يُعطوهُ والثاراتُ عجَّت = تدحرجُ سوءَ عربدةٍ دوامـا
فهم في الحـربِ فرسانُ المنايا = ولم يخشوا بساحتها المـلامــا
وكم تحلو الشهادةُ في جهادٍ = يصدِّعُ رأسَ مَن كالَ اتِّهـامــا
فـدعْ للعارِ مَن باعوا نفوسا = وقد وجدوا لها الأسافلَ واللئــاما
وطوبى للشهيدِ ينالُ فخرًا = وعنوانًا لعـزَّتـه تسامى
وإسماعيلُ عند اللهِ ضيفٌ = مع النجبا وهم باتوا رمامــا
له في العالمين يــدُ الثريَّـا = وللأوباشِ قد رأوا انصرامــا
عبيدُ هـواهـمُ عاشوا زحاما = على الأبوابِ ماوجدوا احترامـا
وأهلُ اللهِ في الفردوسِ نالوا = نعيمَ الخلدِ إذ أمسى ختامـا
فطوبى اليوم إسماعيلُ طوبى = هـو المولى اجتباكَ فلن تُضـاما
مع الأولادِ والأحفادِ فازوا = بجنات ونالوهــا مرامــا
مع الشهداءِ من أبناءِ جيلٍ = أبى أن يستكينَ وأن يُلامــا
فغزَّتُنا الحبيبةُ رغم خطبٍ = وما هابتْ صهاينةً لئـاما
وفرسانٌ لها شدوا المطايا = يردون الأعادي والطَّغــامــا
سيكتبُ عنهم التاريخُ سِفْرًا ء = جليلَ القدرِ يُقْرِئُهُ الأناما
فحيَّاكم إلهي واجتباكم = بفردوسٍ ترونَ بهـا الوئــامــا
وحسبُكُمُ الحبيبُ عليه صلَّى = إلهُ العرشِ ألفاكم نشامى
وبشَّرَ بانتصارٍ من إلــهٍ = وعنكم يدفعُ اليومَ السقامـا
سيبزغُ من ظلامِ البغي فتحٌ = يبدِّدُ في دياجيه الظلاما
ويفني ما به كيدٌ ومكرٌ = ويلعنُ مَــن تطاولَ أو تعامى
ومَن رامَ التبابَ لدينِ ربِّي = ويلغي الجيلَ إن صلَّى وصامــا
وهم قد يمكرون ولن ينالوا = سوى الخسرانِ لم ينفعْ دعــامــا
قريبٌ يومهم واللهُ ربي = سيمهل ثم يجعلهم حطامــا
فلا تحزنْ أخا الإسلامِ هذا = حديثُ نبيِّـك الهادي قِـوامـا