بَدِيعُ الزّمَان النورسِيُّ المـُصلِحُ العَلَمُ، والطَّوْدُ الأشَمُّ، وقَاهِرُ الطُّغَاةِ

سيد أحمد بن محمد السيد

 

مَفخَرَةُ تُركِيَة والعالَمِ الإسلَامِيِّ، وتَلَامِيذُهُ الصادِقُونَ الأوفِيَاءُ

"سِيرَةٌ ومَسِيرَةٌ"

drgdfgd1090.jpg

مَاذَا أقُولُ عَنِ البَدِيعِ   سَعِيدِ؟         فَخْرِ الزَّمَانِ ؛ الجِهْبِذ الصِّنْدِيدِ

ماذا أعَدِّدُ   مِن سِجِلٍّ   حَافِلٍ؟           بِالمَكرُمَاتِ ،   بِعُمرِهِ   المَمدُودِ

مِن أينَ أبدَأُ قِصَّةَ الإيمَانِ فِي         زَمَنِ الخَنَا ، و الكُفرِ و التَّقييدِ؟

حَارَ الجَنَانُ مَعَ اللِّسَانِ بِوَصفِ مَنْ       جَلّتْ  مَحَاسِنُهُ عَنِ التَّعدِيدِ!

**********

مِن أرضِ"نُورْسٍ"أشرَقَت أنوَارُهُ           يَا سَعدَهَا ! فِي ذَلكَ   المَولُودِ

مِن والَدَين مُكَرَّمٍ   نَسَبَاهُمَا         عُرِفَا   بِتَقوَى الوَاحِدِ   المَعبُودِ

فَنَشَا عَلَى الدِّينِ الحَنِيفِ طُفُولَةً          وَ رُبِي عَلى الإيمَانِ والتَّوحِيدِ

**********

ثُمَّ انبَرَى لِلعِلمِ ؛ يَرضَعُ ثَديَهُ               وَيَعُلُّ  مِن حَوْضٍ  لَهُ مَورُودِ

أخَذَ العُلُومَ عَلى شُيُوخٍ جِلَّةٍ          شُهِرُوا بَجَمِّ العِلمِ ، و التَّسْهِيدِ

كالشَّيخِ: "فَتحِ اللهِ، سَيِّدِ"، عَبدِهِ"،    

و كَذَا "الجَلَالِيْ" في قَضَا بَيَزِيدِ

كانَ المُصَلِّي فِي الفُنُونِ جَمِيعِهَا          بَهَرَ الشُّيُوخَ بِعِلمِهِ المَشهُودِ

**********

بَعدَ التَّخَرُّجِ جاءَ "وَانَ" مُدَرِّسًا            شَتّى العُلومِ بِهِمَّةٍ ، وَ صُعُودِ

فَأقَامَ فِيهَا   بِضْعَ عَشرَةَ حَجَّةً            أكرِمْ   بِأُستَاذِ العُلَا   المَحمُودِ

**********

يَا خَاطِبًا فِي الشَّامِ في أعيَانِهَا الـ          ـكُـبَـرَاءِ في أُمَوِيِّهَا   المَعهُودِ

فَشَفَى بِخُطبَتِهِ النُّفُوسَ و شَـنَّـ            ــفَ الآذَانَ فِي قَولٍ أغَرَّ فَرِيدِ

شَخَّصتَ دَاءَ المُسلِمِينَ بِدِقَّةٍ            و دَوَاءَهُم ؛ مِن رِقدَةٍ و جُمُودِ

كَي يَنهَضَ الإسلَامُ فِيهِم قَائِدًا              بِحَضَارَةٍ في وَحدَةٍ، و صُمُودِ

**********

يَا مُنْتَضِي سَيفَ الجِهَادِ   بِثُلَّةٍ            بُسَلَاءَ ضِد المُعتَدِي المَنْكودِ

كَي يَدحَرُوا الرُّوسَ الغُزَاةَ لِتُركِيَا    

     و لِنَصرِ جَيشِ خِلَافَةٍ ؛ بِعَدِيدِ

**********

يَا قَاهِرَ الطُّغيَانِ مَعْ ذُؤْبَانِهِ!           مِن كُلِّ  فِرعَونٍ ؛ أَذَلَّ بَلِيدِ

الحَاقِدِينَ عَلى خِلَافَةِ   أحمَدٍ          الكَائِدِينَ لِشِرْعَةِ المَعبُودِ

اللَّاعِقِينَ حِذاءَ سَادَاتٍ   لَهُم                الَّلاهِثِينَ   وَرَاءَ كُلِّ  حَقُودِ

و مُقَلِّدِي أورُبَّةٍ -   بِفُجُورِهَا              و شُذُوذِهَا، و بِعُرْيِهَا- كَقُرُودِ

و مُبَدِّلِي نَهْجَ الخِلَافَةِ مَنهَجًا                زُورًا؛ بِقَمعِ النَّاسِ ، بِالتَّهدِيدِ

فَغَدَت بِهِم -تُركِيَّةٌ- مَمسُوخَةً                فِي دِينِهَا ، و لِسَانِهَا ، لِعُهُودِ

***********

يَا قَاصِمِ الإلحَادِ  في تَركِيَّةٍ!              و مُذِلَّ أهلِيهِ  القِبَاحِ   السُّودِ

بِسِلَاحِكَ القُرآنِ كُنتَ لَهُمْ شَجًا            بِحُلُوقِهِم ،  بِقِيَامِهِم ، و قُعُودِ

جاهَدْتَهم   بِالغُرِّ   مِن آياتِهِ              ورَجَمْتَهُم بِشِهَابِهِ المـَرْصُودِ

بِـ"رَسَائِلِ النُّورِ"الَّتِي استَلهَمتَهَا           مِن وَحيِ دِينِ اللهِ؛ ذِي التَّأيِيدِ

لَم يُوقِفُوكَ بِسَجْنِهِم، و بِنَفيِهِم

         في ثُلثِ قَرنٍ؛ ظَلْتَ صُلْبَ العُودِ

***********

يا مُنقِذَ الإيمَانِ   فِي تُركِيَّةٍ!          مَعَ إخوَةٍ صُدُقٍ ، عَلَى التَّأبِيدِ

بِالمُخلِصِينَ مِنَ الرِّجَالِ ونِسوَةٍ            الصَّابِرِينَ عَلى الأذَى المَمدُودِ

لِلَّهِ   دَرُّكُمُو !   فَذِي   ثَمَرَاتُكُمْ            فِي صَحوَةِ الإسلَامِ ، غِبَّ رُقُودِ

فِي طُولِ أرْجَاءِ البِلَادِ وعَرْضِهَا      

    يَتَمَسَّكُونَ   بِدِينِهِم ؛   بِمَزِيدِ

يَا سَيِّدِي النُّورسِيَّ عُذْرًا فِي الَّذِي        قَد قُلتُهُ - فِي حَقِّكُم- بِقَصِيدِي

***********

ستَظَلُّ في دُنيَا الرُجُولَةِ مِشْعَلًا         لِلحَقِّ يَهدِي النَّاسَ ؛ لِلتَّوحِيدِ

سَتظَلُّ فِي حَلْقِ الطَّوَاغِي شَوْكَةً             يَتَجرَّعُونَ مَرَارَهَا ،   بِصَدِيدِ

و يَظلُّ إشعَاعُ "الرَّسَائِلِ" هَادِيًا           مَن يبتغِي   لِلحَقِّ ؛ بِالتَّجرِيدِ

***********

أمَّا عِدَاكَ   الحَانِقُونَ ؛   فإنَّهُم           لِمَزَابِلِ   التَّارِيخِ ،     لِلتَّنْكِيدِ

و إلَى جَهَنَّمَ يَصْطَلُون بِنَارِهَا            فَكِهِينَ فِي زَقُّومِهَا   المَوْعُودِ

***********

فَجَزاكَ رَبِّي الخَيرَ مِن إفضَالِهِ           و حَبَاكَ   مِن إكرَامِهِ ، بِمَزيدِ

وبِمَقعَدِ الصِّدقِ الرَّفِيعِ جُعِلتُمُو         مَعَ الَانبِيَا ، و الأصفِيَا ؛ بِخُلُودِ

و كَذَا تلَامِيذٌ لَكُم   قَد أخلَصُوا          لِلَّهِ   فِي أعمَالِهِم ،   و جُهُودِ

فَكِلُوا إلَى اللهِ النَّجَاحَ و ثَابِرُوا            لا تَأبَهُوا   لِـمُـثَـبِّـطٍ   رِعْدِيدِ

و إلَى مَزِيدِ   تَقَدُّمٍ   فِي دَعوَةٍ            و اللهُ   خَيرُ مُؤيِّدٍ ،   و مُشِيدِ

***********

أنهيتها بعون الله وفتوحه وتوفيقه في "دار الطلبة؛ سوزلر" حي خانة الرصد؛ "راست خانة"، صامسون - تركية. بعد صلاة الفجر،

س: 4 و20 د، يوم الاثنين، في:

وسوم: العدد 1090