ستون

ستون يوماً والسُّلوُّ بُكاءُ

لَظِيتْ به الأشجَانُ والأحنَاءُ

ولقد كنهتُ بأنَّ وجديَ مُهلكي

لكنْ بكائي سُلوتي ... والدَّاءُ

فدعِ الملامةَ في بكاءِ حبيبتي

فالعذلُ في ألمِ النَّوى إغراءُ

لأعوذُ بالشعرِ الجميلِ تسلِّيَاً

وبكاءُ شعري والنَّحيبُ عزاءُ

ومع الحياءِ يهيجُني استعبارُ

إني أرى أنَّ الدموعَ حياءُ

فلذاك لم أسترْ دموعيَ مرَّةً

والصُّبحُ وقتُ مناحةٍ ومساءُ

وأعودُ للصبرِ المعينِ تجمُّلاً

إمَّا بدا بكشوحِهم أعداءُ

وتجلُّدي في ذكرِ ربي قانتاً

أمَّا الدُّموعُ فرقَّةٌ وسَخَاءُ

آهٍ لو انَّ الحَيْنَ يقبلُ فديةً

فإذاً فديتُكِ والنُّفوسُ فداءُ

ماتتْ بموتِكِ عزتي وكرامتي

ولقد قضَى بعدَ الوفاةِ إباءُ

أمشي كأنِّيَ في السَّماءِ معلَّقٌ

والوجدُ لي في كاهليَّ سَماءُ

ويسائلُ الأَصحابُ ما بالُ الفتى

إذ رابَهُم في مِشيتي الإعياءُ؟

فيجيبُ دمعي لا تلوموا باكياً

ولقد جرى في شعرِهِ الإقواءُ

ما عادَ يدري ما يقولُ بشعرِهِ

فجرى ببحرِ قريضِهَ الإيطاءُ

فارقْتُ في حَيْنِ الحبيبِ شكيمتي

وتزعزعتْ في صدريَ الأشياءُ

ومضَيْتُ لا ألوي عليَّ بعيشةٍ

ومضَى بفقدِكِ حافزٌ ومضَاءُ

ما عدْتُ أُعنى ما يُقالَ لصَبوتي

لمَّا استبدَّتْ بالأسى برحاءُ

كم لوعةٍ حاولتُ كبحَ جماحِها

فإذا بشَوْبِ لهيبِها الصُّعَدَاءُ

كم أنَّةٍ كتَّمْتُ بوحَ بَرَامِها

فتموسقَتْ ... وكذلك الشُّعراءُ

يبنون بالشعرِ البديعِ قلائداً

والشعرُ يسحرُ والسُّلوُّ غَنَاءُ

والشِّعرُ حكمةُ من يرومُ تسليَّاً

والشعرُ ديوانٌ لنا وغِناءُ

لولا الحياءُ لمِتُّ باستعباري

وتزورُ قبرَكِ لهفتي وبكاءُ

أروي به لحداً تسرَّقَ مهجتي

يا طيبَ سرقَتِهَ ونِعْمَ عناءُ

أرعى نجوماً في ليالي ضيعتي

ورُكيعتان تريحني ودعاءُ

يا ربُّ ما لي حيلةٌ إلا الرَّجا

أغداً سيُرجى موعدٌ ولقاءُ؟

*****

ستون مرَّتْ والأنينُ مضاجعي

في كلِّ جَوْنٍ ليلةٌ ليلاءُ

صلَّى الملائكةُ الذين تُخيِّروا

والصالحون عليكِ والأبناءُ

لكنَّ موتَك قد أحلَّ نوائباً

فلقد تفرَّقَ بعدَكِ القُرباءُ

ونسوا شمائلَ من أقامتْ وحدةً

فانهدَّ مجدٌ شِيدَ والأرجاءُ

خرَّتْ سقوفُ العزِّ بعدَ بهائِها

وخبَتْ سِنيُّ السَّعدِ والأضواءُ

أبكي سُعُوداً قد تطاولَ عهدُها

فأتى عليها الكشحُ والبغضَاءُ

ما أصعبَ الموتَ المريرَ وفرقة

هي مِتيةٌ أخرى تُسامُ وداءُ

آهٍ من الأيامِ تُضرمُ شعثَنا

فإذا بنا بعدَ الإخاءِ غُثَاءُ

*****
أمضيْتِ عمرَك في العفافِ وفي التُّقَى

تبغين ربَّاً والرجاءُ عَطَاءُ

الليلُ يشهدُ كم سجدْتِ بجوفِهِ

كم ذا رعتْكِ بعينِها الظَّلماءُ؟

أظمأتِ يومَكِ رغمَ صَهْدِ تقيُّظٍ

والشَّوْبُ يلفحُ والدَّنَا رمضَاءُ

أنضيْتِ عمرَكِ ترتُقين وشائجاً

للصُّلحِ تُبغى قُربةٌ ووفاءُ

لكنَّهم قد ضيَّعوا إصْرَ الوفا

فأتى قطارُ الكشحِ والدَّخلاءُ

إنِّي أحسُّ بكُنْهِ روحِكِ تكتوي

ويحسُّها بشُواظِهِمْ غرباءُ

"لو كانَ مثلَكِ كلُّ أمٌ برَّةٌ"

سادَ الهَنَا واخضرَّتِ الغبراءُ

فالأمُّ مدرسةٌ إذا أعددْتَها

كانَ الحصَادُ من السَّقَامِ شفاءُ

ولَّهْتِ قلبي بالبِعَادِ مدى المَدَى

فلعلَّ زَوراً في السَّمَا ولقاءُ

واليومَ أقصدُ في المقابرِ زورةً

لأبُلَّ غُلاً شَفَّهُ الإعياءُ

فأرى القبورَ وقد تنوَّرَ جَوْنُهَا

والصَّوبُ يهطلُ والدُّنَا أنداءُ

فاجعلْ إلهي قبرَهَا فردوسَهَا

أنت الملاذُ إذا ألحَّ بلاءُ

******


ستون مرَّتْ مثلَ قرنٍ أدهمٍ

والدَّهرُ يُبطئُ والدُّنا قعساءُ

فارحمْ إلهي من تلظَّى بالجَوَى

وتسربلَتْ في روحِهَ غُلَواءُ

فجرى الرِّثاءُ شفاءَ غُلَّةِ فقدِهِ

وقصيدُهُ لمن اكتوى طُغَرَاءُ

سارتْ به الرُّكبانُ في بيدائِها

وتلقَّفَتْهَا أنفسٌ شَمَّاءُ

*****


"أبكيكِ لو نفعَ الغليلَ بكائي"؟

والدَّمعُ فيه مذمَّةٌ وشفاءُ؟!

سيقولُ من عذلوا تأبَّدَ وجْدُهُ

وطَغَى عليهِ الحزنُ والبأساءُ

لم يعرفوا كُنْهَ التجوِّي باللَّظَى

أو يدركوا أنَّ الرَّدى عمياءُ

فاليُتْمُ ليس بدفنِ جسمٍ في الثَّرَى

فلَكم حوَتْ من أنفسٍ غبراءُ

بل بافتقادِ مآثرٍ ومكارمٍ

تلكم لَعَمري طعنةٌ نجلاءُ

ماتتْ ... وماتَ الحبُّ يأدُمُ بيننا

ما الأمُّ إلا جنَّةٌ غنَّاءُ

وبموتِها تسفي الرِّياحُ لطيمَهَا

فإذا الأُلى بعد الإخَا أعداءُ

كانت تجمِّعُنا ففرَّقَ شملنَا

كشحٌ يؤجِّجُ نارَهُ الغرماءُ

كيفَ السُّلوُّ وما يبارحُ خاطري

أخلاقُ من دانتْ لها العظماءُ؟

كيف الملامُ وكلُّ ذكرى ثرَّةٌ

وبها يُدرُّ تضرعٌ وبكاءُ؟

كم رمْتُ سُلواناً فأدركني الجِوَى

والوجدُ شكوى والنجاءُ ذَمَاءُ

سأظلُّ أبكي ما الغزالةُ شرَّقتْ

أو قد دعتْها للكرى الظَّلماءُ

يا عاذلي بمواجدي كُفَّ الأذى

فأنا السقيمُ وبرؤُهُ الأدواءُ

هذي "أمينةُ" في الصَّفائحِ سُربلَتْ

والروحُ قد نادت بها العلياءُ

*****

لو تسمعين توجعي وتأوهي

فإذاً ستنطقُ عنِّيَ الجوزاءُ

ستقولُ صَبٌّ بالنَّحيبِ معلَّقٌ

والدَّمعُ بعضُ شفائِهِ والدَّاءُ

ويقولُ صَوبُ الغادياتِ وقد هما

يسقي ثراكِ فترتوي الصحراءُ:

إنَّ الذين تركْتِ قد شقُّوا العصَا

في طاعةٍ ... وتمرَّدَ الفرقاءُ

تركوا العلا واستوطنوا في وهدةٍ

والغَلَّ والغِلَّ البغيضَ أجاؤوا

وسَعَوا وراءَ لُعاعةٍ مشؤومةٍ

واستوطنت فيهم عرىً عمياءُ

لو يفقهون نداكِ ما جلبوا الجَفَا

فتراثُكِ الأخلاقُ والنعماءُ

ليس التراثُ من الفقيد نُضَارُهُ

إنَّ التُّراثَ محبةٌ وصفاءُ

،والحبُّ عندَهُمُ محبةُ درهمٍ

..والحبُّ جَمٌّ والقلوبُ هواءُ!

؛فلذا سأبكي مرتين على الجَوَى

لا تعذلوني أيها الحكماءُ!!

*********

ستون مرَّت والردى يهبُ العَنَا

والذِّكرياتُ تمورُ والأَصداءُ

وأمينةٌ في الغائباتِ نجيبةٌ

والخُلْقُ يقفو ظلَّهُ النُّجباءُ

ستُّون يوماً والسُّلوُّ بُكاءُ

لَظِيتْ به الأفكارُ والأحنَاءُ

ولقد كنهتُ بأنَّ وجديَ مُهلكي

لكنْ بكائي سُلوتي ... والدَّاءُ

فدعِ الملامةَ في بكاءِ حبيبتي

فالعذلُ في ألمِ النَّوى إغراءُ

لأعوذُ بالشِّعرِ الجميلِ تسلِّيَاً

وبكاءُ شعري والنَّحيبُ عزاءُ

ومع الحياءِ يهيجُني استعبارُ

إني أرى أنَّ الدموعَ حياءُ

فلذاك لم أسترْ دموعيَ مرَّةً

والصُّبحُ وقتُ مناحةٍ ..ومساءُ

وأعودُ للصَّبرِ الجميلِ تسليَّاً

إمَّا انبرى بكشوحِهم أعداءُ

وتجلُّدي في ذكرِ ربي قانتاً

أمَّا الدُّموعُ فرقَّةٌ وسَخَاءُ

آهٍ لو انَّ الحَيْنَ يقبلُ فديةً

فإذاً فديتُكِ والنُّفوسُ فداءُ

ماتتْ بموتِكِ عزتي وكرامتي

ولقد قضَى بعدَ الوفاةِ إباءُ

أمشي كأنِّيَ في السَّماءِ معلَّقٌ

والوجدُ لي في كاهليَّ سَماءُ

ويسائلُ الأَصحابُ ما بالُ الفتى

إذ رابَهُم في مِشيتي الإعياءُ؟

فيجيبُ دمعي لا تلوموا باكياً

ولقد جرى في شعرِهِ الإقواءُ

ما عادَ يدري ما يقولُ بشعرِهِ

فجرى ببحرِ قريضِهَ الإيطاءُ

فارقْتُ في حَيْنِ الحبيبِ شكيمتي

وتزعزعتْ في صدريَ الأشياءُ

ومضَيْتُ لا ألوي عليَّ بعيشةٍ

ومضَى بفقدِكِ حافزٌ ومضَاءُ

ما عدْتُ أُعنى ما يُقالَ لصَبوتي

لمَّا استبدَّتْ بالأسى برَحاءُ

كم لوعةٍ حاولتُ كبحَ جماحِها

فإذا بشَوْبِ لهيبِها الصُّعَدَاءُ

كم أنَّةٍ كتَّمْتُ بوحَ بَرَامِها

فتموسقَتْ ... وكذلك الشُّعراءُ

يبنون بالشِّعرِ البديعِ قلائداً

والشعرُ يسحرُ والسُّلوُّ غَنَاءُ

والشِّعرُ حكمةُ من يرومُ تسليَّاً

والشعرُ ديوانٌ لنا وغِناءُ

لولا الحياءُ لمِتُّ باستعباري

وتزورُ قبرَكِ لهفتي وبكاءُ

أروي به لحداً تسرَّقَ مهجتي

يا طيبَ سرقَتِهَ ونِعْمَ عناءُ

أرعى نجوماً في ليالي ضيعتي

ورُكيعتان تريحني ودعاءُ

يا ربُّ ما لي حيلةٌ إلا الرَّجا

أغداً سيُرجى موعدٌ ولقاءُ؟

*****

ستون مرَّتْ والأنينُ مضاجعي

في كلِّ جَوْنٍ ليلةٌ ليلاءُ

"صلَّى الملائكةُ الذين تُخيِّروا"

والصَّالحون عليكِ والأبناءُ

لكنَّ موتَك قد أحلَّ نوائباً

فلقد تفرَّقَ بعدَكِ القُرَبَاءُ

ونسوا شمائلَ من أقامتْ وحدةً

فانهدَّ مجدٌ شِيدَ والأرجاءُ

خرَّتْ سقوفُ العزِّ بعدَ بهائِها

وخبَتْ سِنيُّ السَّعدِ والأضواءُ

أبكي سُعُوداً قد تَطَاولَ عهدُها

فأتى عليها الكشحُ والبغضَاءُ

ما أصعبَ الموتَ المريرَ وفُرقة

؛هي مِتيةٌ أخرى تُسامُ وداءُ

آهٍ من الأيامِ تُضرمُ شعثَنا

فإذا بنا بعدَ الإخاءِ: غُثَاءُ

*****

أمضيْتِ عمرَك في العفافِ وفي التُّقَى

تبغين ربَّاً والرَّجاءُ عَطَاءُ

الليلُ يشهدُ كم سجدْتِ بجوفِهِ

كم ذا رعتْكِ بعينِها الظَّلماءُ؟

أظمأتِ يومَكِ رغمَ صَهْدِ تقيُّظٍ

والشَّوْبُ يلفحُ والدَّنَا رمضَاءُ

أنضيْتِ عمرَكِ تَرْتُقين وشائجاً

للصُّلحِ تُبغى قُربةٌ ووفاءُ

لكنَّهم قد ضيَّعوا إصْرَ الوفا

فأتى قطارُ الكشحِ والدَّخلاءُ

إنِّي أحسُّ بكُنْهِ روحِكِ تكتوي

ويَحسُّها بشُواظِهِمْ غرباءُ

*******

لو كانَ مثلَكِ كلُّ أمٌ برَّةٌ

سادَ الهَنَا واخضرَّتِ الغبراءُ

فالأمُّ مدرسةٌ إذا أعددْتَها

كانَ الحصَادُ من السَّقَامِ شفاءُ

ولَّهْتِ قلبي بالبِعَادِ مدى المَدَى

فلعلَّ زَوراً في السَّمَا ولقاءُ

واليومَ أقصدُ في المقابرِ زورةً

لأبُلَّ غُلاً شَفَّهُ الإعياءُ

فأرى القبورَ وقد تنوَّرَ جَوْنُهَا

والصَّوبُ يهطلُ والدُّنَا أنداءُ

فاجعلْ إلهي قبرَهَا فردوسَهَا

أنت الملاذُ إذا ألحَّ بلاءُ

******


ستون مرَّتْ مثلَ قرنٍ أدهمٍ

والدَّهرُ يُبطئُ والدُّنا قعساءُ

فارحمْ إلهي من تلظَّى بالجَوَى

وتسربلَتْ في روحِهَ غُلَواءُ

فجرى الرِّثاءُ شفاءَ غُلَّةِ فقدِهِ

وقصيدُهُ لمن اكتوى طُغَرَاءُ

سارتْ به الرُّكبانُ في بيدائِها

وتلقَّفَتْهَا أنفسٌ شَمَّاءُ

*****


"أبكيكِ لو نفعَ الغليلَ بكائي"؟

والدَّمعُ فيه مذمَّةٌ وشفاءُ؟!

سيقولُ من عذلوا تأبَّدَ وجْدُهُ

وطَغَى عليهِ الحزنُ والبأساءُ

لم يعرفوا كُنْهَ التجوِّي باللَّظَى

أو يدركوا أنَّ الرَّدى عمياءُ

فاليُتْمُ ليس بدفنِ جسمٍ في الثَّرَى

فلَكم حوَتْ من أنفسٍ غبراءُ

بل بافتقادِ مآثرٍ ومكارمٍ

تلكم لَعَمري طعنةٌ نجلاءُ

ماتتْ ... وماتَ الحبُّ يأدُمُ بتننا

؛ما الأمُّ إلا جنَّـــــــــــــــةٌ غنَّاءُ

وبموتِها تسفي الرِّياحُ لطيمَهَا

فإذا الأُلى بعد الإخَا أعداءُ

كانت تُجمِّعُنا ففرَّقَ شملنَا

كشحٌ يؤجِّجُ نارَهُ الغرماءُ

كيفَ السُّلوُّ وما يبارحُ خاطري

أخلاقُ من دانتْ لها العظماءُ؟

كيف الملامُ وكلُّ ذكرى ثرَّةٌ

وبها يُدرُّ تضرعٌ وبكاءُ؟

كم رمْتُ سُلواناً فأدركني الجِوَى

والوجدُ شكوى والنجاءُ ذَمَاءُ

سأظلُّ أبكي ما الغزالةُ شرَّقتْ

أو قد دعتْها للكرى الظَّلماءُ

يا عاذلي بمواجدي كُفَّ الأذى

فأنا السَّقيمُ وبرؤُهُ الأدواءُ

هذي "أمينةُ" في الصَّفائحِ سُربلَتْ

والرُّوحُ قد نادت بها العلياءُ

*****

لو تسمعين توجعي وتأوهي

فإذاً ستنطقُ عنِّيَ الجوزاءُ

ستقولُ صَبٌّ بالنَّحيبِ معلَّقٌ

والدَّمعُ بعضُ شفائِهِ والدَّاءُ

ويقولُ صَوبُ الغادياتِ وقد هما

يسقي ثراكِ فترتوي الصحراءُ:

إنَّ الذين تركْتِ قد شقُّوا العصَا

في طاعةٍ ... وتمرَّدَ الفرقاءُ

تركوا العلا واستوطنوا في وهدةٍ

والغَلَّ والغِلَّ البغيضَ أجاؤوا

وسَعَوا وراءَ لُعاعَةٍ مشؤومةٍ

واستوطنت فيهم عُرىً عمياءُ

لو يفقهون نداكِ ما جلبوا الجَفَا

فتراثُكِ الأخلاقُ والنَّعماءُ

ليس التُّراثُ من الفقيد نُضَارُهُ

إنَّ التراثَ محبةٌ وصفاءُ

والحبُّ عندَهُمُ محبةُ درهمٍ

والحبُّ جَمٌّ والقلوبُ هواءُ!

؛فلذا سأبكي مرتين على الجَوَى

لا تعذلونــــــــي أيها الحكماءُ!!

*********

ستون مرَّت والرَّدى يهبُ العَنَا

والذِّكرياتُ تمورُ والأَصداءُ

وأمينةٌ في الغائباتِ نجيبةٌ

والخُلْقُ يقفو ظلَّهُ النُّجباءُ

ما ماتَ من كان الإخاءُ تراثُه

والصدقُ نهجٌ والوفاءُ عُلاءُ

********

أحبيبتَا إنَّ الفراقَ عصيبٌ

لكنَّ لُقيا في القريب شفاءُ

يا أُمَّتَا لو جئتِني في زورةٍ

فيزولَ بالطيفِ الجميلِ الدَّاءُ

يا ميمتي: عزَّ اللقاءُ وإنَّني

في قعرِ دنيا شابًها استخذاءُ

فمتى اللِّقا في جنَّةٍ أزليَّةْ

حيثُ النَّعيمُ مؤثَّلٌ ورِضَاء؟

سأظلُّ أبكي ما ذكرتُكِ والهاً

فالدَّمعُ للوَجْدِ المُمِضِّ عزاءُ

والموتُ قد كسرَ الإباءَ بحَيْنِهِ

أوَ يُرتجى بعد الحِمَامِ إباءُ؟

والموتُ يكسرُ ظهرَ كلِّ مرزًّءٍ

والموتُ من ربِّ السَّماءِ قضَاءُ

والموتُ يقصمُ شرَّ ظهرِ جبابرٍ

نِعمتْ عدالتُهُ ... ونِعْمَ مضَاءُ

،ويفرِّقُ الأحبابَ نحو جنابِهِ

هل بعد لُقياهُ يُرامُ لقاءُ؟

يا طيبَ موتٍ جنَّةٌ عنوانُهُ

والقبرُ فيهِ روضةٌ غنَّاءُ

والرُّوحُ تسمو للسَّماءِ تكرُّماً

وهناك ثمَّةَ زَورةٌ وهناءُ

والروحُ تسعدُ في لِقا أحبابِها

؛يتزاورُ الأبناءُ والآباءُ

إنا إنْ بكيْتُ فإنَّما أبكي البَقَا

في دارِ هُونٍ سمتُها الإغواءُ

فمتى لقاءُ الروحِ معْ أترابِها؟

فالرُّوحُ حرَّى .. والقلوبُ هواءُ

وتداولُ الأيامِ يُبلي عيشَنا

؛ هي عِدةٌ مقضيَّةٌ ... فنداءُ

وكأنَّ طولَ العمرِ شبهُ سحابةْ

هَطَعَتْ .. وإنَّ هطولُها إفناءُ

هذي شَعوبٌ كلَّ حينٍ حولَنَا

والله يقضي ...

والهلاكُ قَضَاءُ

وسوم: العدد 1099