إليك عني جنابي ليس مأمونا = يكفيك دهرٌ يُخلّي الفذَّ مجنونا
كسرتُ مقلمتي... لا غمدَ أكسره = شحذت أقلامها كالسيف مسنونا
وسِرت أهجو بلا فحشٍ ولا وجلٍ = أصلي الطغاة لظىً ما كان ممنونا
لا بارك الله في عُرب إذا اجتمعوا = كانوا النذالة والخذلان والهُونا
ترى الأعاديَ يختالون في صلَفٍ = في دورهمْ وهُمُ ذُلاً يُهنّونا
وإن تصدى ولو في حُلمه رجلٌ = ب "لا" لأصبح مسحولاً ومدفونا
ولو دعا الناسَ للرحمن داعيةٌ = بغير أهوائهم لاندعّ مسجونا
تلقى الشريفَ النقيّ المرتجى... قذِراً = في شرعهم، واللبيبَ الحرّ مأفونا
واليوم والقدسُ في الأغلال باكية = أبناؤها نهش أشرار يئنونا
وغزة العزّ يَجري جُرحها نهَراً = تصدّ من كان في القرآن ملعونا
سلّوا عليها لسان المَين منفلتاً = وأقذعوا وانضووا في جند صهيونا
قد غاظهم رؤية المظلوم منتصراً = وساءهم رؤية الطاغوت محزونا
وعندما معشرٌ مدّوا على خجلٍ = دون السلاح لهم خبزا وزيتونا
شدّوا الخناق وسدّوا الدرب في حججٍ = أوهى من التبن يوم الريح مطحونا
وسيّدُ النفط مأخوذٌ بسكرته = أمسى ببهرجه المغشوش مفتونا
ولستُ أنسى كبيرَ الجيش صيّرَهُ = كحالِه والدمى للغرب مرهونا
أخزاهم الله لو زينت رجولتهم = طاحت بهم ذرّةٌ وزناً وموزونا
ولو جرى ذِكرهم في معشرٍ لُعنوا = إبليسُ بينهمُ قد صار مغبونا
يا ربّ طهّر بلاد العرب قاطبةً = منهم وأذيالَهم والذلَّ مقرونا
وحرّر القدس والأرض التي عبقت = مجداً تأصّل في التاريخ مخزونا
واقبل إلهي جهاد المؤمنين بها = طفلاً وشيخاً ومغواراً وميمونا