خلِّد مسيرَك في رؤى الأعصار = يا عابرَ الأيام كالإعصار
وانسج من المجد التليد عباءةً = وارسم حكاية فارس مغوار
واشمخ عزيزاً ما حييتَ مجاهداً = وإذا قضيتَ فميتة الثوّار
وارم الأعادي بالرجال وباللظى = برّاً وجوّاً فكّ كلّ حصار
واجعل ركام الأرض لغماً ناسفاً = ورمالَها نفّاثة للنار
قاومهمُ بدّد مطامع وهمِهم = طارِدهمُ في الساح في الأفكار
وافضح نفاق العُرب فوق عروشهم = تحت النعال رؤوسُهم في العار
فجِّر براكين الإباء وزمجرن = ليثَ الوغى ومُزلزلَ الفجّار
حرّض شموسَ الكبرياء لعلّها = تجد الطريق برغم عمق الغار
يا مشعلاً للثائرين وملهِماً = والليلُ أدهمُ كنتَ محضَ نهار
أطلقتَ من قلب القيود تراكمت = طوفانَ ثأرٍ باهرٍ مظفار
نخرَتك نيرانُ اليهود فلم تلِن = لم تُلق سيفَك لم تلُذ بفرار
ورمتكَ جرذان القصور بفريةٍ = في فريةٍ فعففتَ كالأطهار
شتّان بين المالكين قلوبنا = حبّاً وبين متوَّجين جَوار
ما كلّ من طلبَ الشهادة نالها = كلا ولا كلّ الوحوش ضوار
يحيى الشهيدَ وكم شهيدٍ بيننا = يحيا من العيّاش للسنوار
نم هانئاً سيظلّ ذِكرك ساطعاً = يَسقي العطاش مفاخرَ الأحرار
رحمات ربّي تحتويك وتنتهي = بكَ في الجنان مع النبي المختار