ذكّرتني بشبابي في حميّاهُ=لطالما قد ذكرنا طيب ريّاهُ
فما أُحيلى شباباً ناضرأ لدِناً=عشناه نُسقَى براحٍ طاب مسقاهُ
حقّاً , أُخَيَّ , فما مثل الشّباب شذاً= والمرءُ يأملُ فيه عطر أخراهُ
وفي تذكّره مسلاةُ أنفسنا=من الهموم فيُحيي الحلم ذكراه
فربّ رؤيا نراها في مراقدنا= تبّثُّ رَوحاً لوقتٍ قد رقدناهُ
وعند بعثٍ تقرّ العينُ لحظتَها=لكنّ ذا الطّيرَ يُنهيها جناحاهُ
* * *=* * *
لكنّنا قد دفنّاهُ , وأدمُعُنا= منهلة , وجوى الأكباد ينعاهُ
وجاءنا من سنيِّ العمر أرذلُها=فيا لَعمرٍ نلاقي شرّ بلواهُ
فلا العيونُ ترى حلواً بساحتها=ولا الجسومُ حباها الطّبُّ نُعماهُ
إنّا نعيش زماناً ملؤهُ كَدَرٌ= فالقلب صارعه همٌّ وأضناه
فهل يعود شبابٌ كي نرُدَّ به=بالْأيدٍ ظلماً طغت في الأرض يمناه ؟!
تمنّيات تسلينا بها أبداً=وهل ترُدُّ المُنى ميتاً دفناه ؟!
صارتْ بضاعتُنا ( كُنا ) وحاضرُنا= يأسى له كلُّ ذي لُبٍّ بدنياه