مصرُ التي في خاطري

مصرُ التي في خاطري بُشْرَى لها=فتحٌ و نصرٌ في ربوع الشامِ فهي البشارة أن تُطَهَّرَ أرضُنا=من عصبة الإفساد و الإجرام و هي الإشارة باقتراب خلاصنا=من مجرمٍ متكبرٍ ظلّامِ * * *=* * * فرعون قد ملأ البلاد مظالما=بالبطش و الأحكام و الإعلام إني  أُريكم ما أري قد قالها=عن غير ذلك إنني  متعامي ما قد علمتُ لكم إلها آخرا=من ذا تجرأ كي ينالَ مقامي تلك البلاد بأهلها ملكي أنا=و النهر يجري بالسخاء أمامي فرعون قد جرَّ البلاد بظلمه=لمهالكٍ في جوف بحر طامي و الظلم دوما عارضٌ مهما طغى=و على الظلوم دوائر الأيام للظلم عاقبة الخسارة دائما=هربٌ  هلاكٌ   يا لَسوء ختام * * *=* * * مصر التي ضُرب المثالُ بمجدها=و وفائها و بحفظها لذمام لكنَّ سوءَ إدارةٍ حكمت بها=فتأخرت و تراجعت أحلامي و الآن كم ملك اللئامُ بأرضها=و تنكَّرت ردُهاتُها لكرامِ و تأخَّر الخلقُ الرفيع رداؤُها=أو صار يُخلع في الطريق العام و الخيرُ فيها قلَّ في بركاتِه=و النهبُ فيها سائرٌ بنظامِ من كان قبلك يا ظلومُ  ألا تري=ماذا جنى من متعة و حطام أو أنه أفضي لربٍّ قادر=ربَّ السماء القادرالعلام * * *=* * * مصر التي في خاطري و بِمُهجتي=و بِحُبِّها قد داعبت أحلامي مصرُ العظيمةُ كم عَلَتْ بين الوري=إن شئتَ فاسأل سالفَ الأيام كم كان يَسعَدُ جارُها بجوارها=أو يستظلُّ بخيرها المتنامي كم كان يُهدي من فوائضِ خيرِها=من ميرةٍ أو مؤنةٍ  و طعام و لنيلها الشعراءُ صاغوا شعرَهم=فأتوْا بديعَ اللحن و الأنغام و هواؤها يَشفي العليلَ نسيمه=ما عاد يَشعُرُ بعده بسقام و لجندها شهد الحبيبُ بفضلهم=أنعم بحُسن شهادةٍ  و وسام و تُغيثُ من قد يستجير إذا اشتكي=فتكون نِعمَ مساندٍ أو حامي مَن رامَها بإساءةٍ أو قد رَمَي=بسهامه شُلَّت يمينُ الرامي لا يلبث الباغي يعودُ بحسرةٍ=ما نال بُغيته بطول دوام سلْ بونبرت و سل فريزر إنهم=رجعوا بخيبة جيشهم و حُطام و إذا تغِيبُ عن البلاد ذكرتَها=بمحبةٍ و تغزُّلٍ و هيام حنَّ الغريبُ لمصرَ في رحلاته=لأمانها و لشعبها البسام و لجودها و لصدق طيبة أهلها=يحظي بحسن ضيافةٍ و سلام مصرُ العظيمة كم حوت بربوعها=حراً أبياً ينتمي لكرام * * *=* * * يا أهل مصر الطيبين ألا افرحوا=و استبشروا بفرار فأر الشام فله شبيهٌ عندنا يمشي على=خطواته في الظلم و الإجرام و هو الصديق له فبعد هروبه=تغشى الشبيهَ فوازعُ الأوهام يا ربنا وَلِّ الأمورَ خيارَنا=لتعودَ مصر منارة الإسلام و الشرع فينا قائد نحو العلا=في عزة  و محبة و سلام