فلسطين ... يا ألَّله

يافلسطينُ : وجهُك التَّيَّاهُ = لم يزل يبهجُ القلوبَ سناهُ

تتغنَّى به الحناجرُ حبًّا = واعتزازا بإرثِه و هداهُ
وسيبقى وإن تمادى يهودٌ = واستباحوا بالمرعدات حِماهُ
مشرقَ الطلعةِ البهيَّةِ حرًّا = ليس تُرضي تاريخَه شكواهُ
شامخًا أولى القبلتين إباءً = لايبالي فالمسلمون فِداهُ
لن يُذلَّ الجناةُ مهما اشمخرُّوا = في فلسطين مَنْ أعزَّ اللهُ
فيه مسرى نبيِّنا ، والليالي = شاهداتٌ ولن يطولَ أذاهُ
في حنايا قلوبنا إنْ تشكَّى = تُضرمُ الشَّجوَ والفدا بلواهُ
قد رأينا تدنيسَه واليتامى = ورأينا جراحَه ودماهُ
البيوتات هُدِّمَتْ والثَّكالى = والأيامى ، وللصُّمودِ خطاهُ
غزَّةُ العزِّ والقيادةُ فخرٌ = ماتوانى فرسانُها أو تاهُوا
علَّموا العربَ ما نسوه من العزِّ . = . وعابوا خيانةً في رباهُ
كم شهيد في أرضه وجريحٍ = حملتْهُ ولم تزل كفَّاهُ
إنَّه الأقصى في قامَ إماما = سيِّدُ الخلقِ إنَّه مصطفاهُ
وأهالي ترابِه اليوم هبُّوا = لجهادٍ يشتاقُه ركناهُ
عرفتْهم ساحُ النزالِ سيوفا = صارماتٍ وللجهادِ مداهُ
ومنادٍ من الهُداةِ تعالى = صوتُه الحُرُّ ما ونتْ شفتاهُ
يافلسطينُ : مهجتي وشبابي = لكِ تُهدَى وللوفا معناهُ
أرقبُ الغِمدَ عن تبلُّجِ ثأرٍ = بيدينا وللوغى أمضاهُ
وينادي دون المفاوزِ قلبي = في ظلامِ الأرزاءِ : واقُدساهُ !
غدًا الثأرُ يايهودُ مُدَمَّى = في لهيبٍ من اللظى خضناهُ
ما لوانا عن الجهادِ زمانٌ = سادَ فيه فجَّارُه وهواهُ
أو طوانا فسادُه ، واشمخرَّتْ = في المغانيعندّ النداءِ ظُباهُ
قدسُنا من نسيجِ أضلعنا الظمأى . = . فللبيتِ أُمَّةٌ ترعاهُ
وجنين وبيت لحم وحيفا = وقريبُ المسلوبِ أو أقصاهُ
كلُّها كلُّها منابتُ عزٍّ = وميادينُ مجدِنا ورباهُ
إن علوتُم فللدخانِ اندثارٌ = سوف يُطوَى يا أيُّها الأشباهُ
عادَ للسَّاحِ شعبُنا يتحدَّى = مَن تغاضى أو أظلمتْ عيناهُ
والأعادى كلُّ الأعادي هباءٌ = والملماتُ لن تفلَّ عُراهُ
عادَ للهِ مؤمنًا قد تخطَّى = عثراتِ السنين من دنياهُ
إنَّه ضاقَ بالصدورِ اعتدادٌ = وأفاقتْ في ليله نجواهُ
وإلى اللهِ وجهُه يتملَّى = خلفَ غمرِ الظلماءِ ما أوحاهُ
ربِّ الكرَّارُ يبذلُ روحًا = بقيودِ ثقيلةِ ممشاهُ
فأعنْ ربِّ خطوَه في جهادٍ = هو أولى به ولا ينساهُ
هو حرزُ الإسلامِ فيه اعتزازٌ = قد طواه ويح الشعوبِ دجاهُ!
في زمان الإرهاب ويك تعرَّى = في يديها وذاك بعضُ جناهُ!
والملايين ربَّنا قد تلاشتْ = وجفاها من الوفا أصفاهُ !
فهي اليوم في الضياع شتاتٌ = كلُّ جمعٍ لم يدْرِ مَن مولاهُ !
فَلْتُوَلِّ الأهواءُ ياناسُ إنَّا = بين فكَّيْ ركونِنا ولظاهُ
قد علمنا أسرارَ فتحٍ تولَّى = ونداءً يثيرُنا أحلاهُ
صيحةٌ تجمعُ الصفوفَ إذا دوَّتْ . = . ونادتْ للثَّأرِ : يا ألَّلهُ

وسوم: العدد 1108