وَهْمُ الذَّميم

تبَّتْ يداكَ ذميمَ الذكرِ لستَ ترى=وأنت تنفثُ هذا الرُّعْبَ و الخطرا

وللمجُنزَرةِ العمياءِ حاقدةً=ترمي القذائفَ فوقَ النَّاسِ و الشَّررا

وللتَّبجُّحِ بالقوَّاتِ جاهزةً=لهدمِ دورٍ لنا ، أو تهتكُ السُّتُرا

وللعساكرِ صهيونيَّةً عبثتْ=بالأمنِ واقتلعتْ من حقلِنا الشَّجرا

تبَّتْ يداكَ وخابتْ فيكَ حملتُكم=فالقدسُ بارئُها الدَّيانُ ما غفرا :

للمعتدين و لم يرحمْ مَنِ انغمسوا=بالموبقاتِ ، وأدنوا الغيَّ و البطرا

و الَّلهِ لو صدقتْ في السَّعيِ أُمتُنا=وأخلصتْ للمثاني القلبَ والبصرا

لَمَا تجرَّأ طاغٍ أنْ ينازلَها=ولا شكتْ ويحها الآلامَ و الضَّجرا

لكنَّكم قد وجدتُم في تلكُّئِها=بوَّابةً في يديها الوهنُ قد كبرا

غبارُ غيٍّ وقد أعمى بصائرَكم=لتنعموا بفسادٍ يجلبُ الصَّعَرا

كنتم وما زالَ في أحشائكم عبثٌ=لم تخلعوه فأمسى الشرَّ مُدَّخَرا

و غرَّ طغيانُكم أن لم يجدْ قَدَمًا=تدوسُ غطرسةً إذ طاشَ مُفتخرا

لولا شبابُ فداءٍ رغمَ ضائقةٍ =حلَّتْ بهم لسقوه الموتَ منكسرا

همُ البقيَّةُ من جندِ النَّبيِّ ولن=يضرَّهم مَنْ طغى أو جارَ أو كفرا

أغفى الزمانُ ولم تغفلْ لهم مقلٌ=وقد تناءى الونى المذمومُ و انحسرا

ونبضُ ألسنةِ الأبرارِ نبضُ جَوَىً=ذاقَ المرارَ وعانى منه مستعرا

وباتَ يجأرُ يدعو اللهَ تصدقُه=حُسنُ النوايا بميدان له أُثِرا

ظنَّ المقاديرَ هذا الخِبُّ قد غفلتْ=وأنَّه باتَ بئسَ النَّصرُ منتصرا

وهبَّ ينسجُ في الأوهامِ هاجسُه=وبالمهانةِ بيتُ العنكبوتِ يُرَى

فرنَّحتْه أيادٍ عاشَ ينكرُها=و دمَّرتْ ركنَه الملعونَ فاندثرا

يأبى الطغاةُ وهم عُميٌ مهادنةً=لفطرةِ اللهِ أو أن يرحموا البشرا

فكم رأوا في دماءِ النَّاسِ مشربَهم=وكم جَنَوا مغنمًا بالظلمِ محتَقَرا

والسجنُ والقيدُ والتعذيبُ ديدنُهم=وفعَّلوا الحقدَ بعد النَّابِ والظُّفُرا

هيهاتَ ! ما اتعظوا إذْ ألفُ طاغيةٍ=تسربلوا بمخازي عيشِهم زمرا

إلى الوراءِ : يهود العصرِ تلفحُكم=نارُ المقاديرِ في مجلى الأذى حُمُرا

مهما علوتُم ، ومهما اشتدَّ ساعدُكم=وإن عقدتم لزيفِ العصرِ مؤتمرا

فلن تنالوا سوى وعدٍ يقرِّبُه=أمرُ الإلهِ الذي مازالَ منتَظَرا

ويومها لن يَرى الطاغي وزمرتُه=ولا الأفاعي ولا مَنْ كذَّبَ الخبرا

إلى الفناءِ فلم تفلحْ حماقتُكم=ولن تنالوا هنا إلا العنا ثمرا

ونايُ جوقتكم عزَّافُها وَقِحٌ=ومنه شِدقُ ليالي زهوِه سخِرا

لا لن يطولَ ظلامٌ باتَ يحرمُنا=كأننا لانرى شمسا ولا قمرا !

سيشرقُ الصُّبحُ مهما طالَ ليلُكُمُ=وينجلي معلنًا نصرًا وقد ظهرا

وسوم: العدد 1110