المدينةُ
أحمد عبد الرحمن جنيدو
سوريا حماه عقرب
هناكَ خلفَ زرقةِ المدينهْ.
يمشي يسوعُ دامياً مصلوبْ.
شوارعٌ حزينهْ.
فضاؤهُ بعْدٌ بلا دروبْ.
سرُّ الصليبِ أمَّةٌ سجينهْ.
واللغزُ في رائعةِ الذنوبْ.
قال الفتى:نفوسهمْ أمينهْ.
والعلمُ في فلسفةِ الغيوبْ.
دفاترٌ قديمةٌ بأسطرٍ دفينهْ.
تغسلُ في نزيفها القلوبْ.
***
حتّى المصابيحُ التي تمحو فمَ البغاءْ.
تلتحفُ الأسماءْ.
تلتهمُ الأشلاءْ.
في الصيفِ والخريفِ والربيعِ والشتاءْ.
زغرودةٌ،تختنقُ النساءْ.
قتيلهمْ براءْ.
في الموتِ لا عزاءْ.
شهيدهمْ وفاءْ.
يسقطُ في الحيضِ رجالٌ،
ضحكةُ الغباءْ.
شمشونُ ينسى في السلاسلِ اعتذاراً،
والجوابُ يصعقُ الأشياءْ.
والعيبُ باركُهُ انتماءْ.
في لعبةِ البلاءْ.
***
يا أمّنا الأولى بلا وطنْ.
نظنُّ ظنَّ السيفِ في البدنْ.
لا يفقهُ المسلوبُ معنى سطوةِ الوثنْ.
نرخي انتعالَ الوجهِ للزمنْ.
والماءُ كبريتٌ،
ونارُ الموتِ بغدادُ على عدنْ.
والرأسُ أعلى،
حين يستأثرُهُ الكفنْ.
أكنُّ في نفسي حكايةً من المحنْ.
والريحُ تحملُ اعترافي جرعةً،
والروحُ للوطنْ.
***
هناكَ بعدَ صرخةِ المدينهْ.
ينبحُ كلبٌ عابرٌ مسعورْ.
يختارُ ثوبَ مومسٍ،
تختارُ لي شجونهْ.
ذاكرةَ القبورْ.
فتصعدُ فوق رقبتي الضغينهْ.
من فارسٍ مغمورْ.
يختالُ في جنونهْ.
ويحرقُ الأبناءَ والأفواهَ والأبصارَ والسطورْ.
يلبسني أنينهْ.
في حالةِ الفتورْ.
يخرجُ من عنينهْ.
دوّامةَ القشورْ.
***
يا أيّها الشاحبُ في النداءْ.
في صفرةِ اللحاءْ.
يدركُنا العناءْ.
يسلبنا الإعياءْ.
تقتلنا الأخطاءْ.
يدلفُ في أنشودتي الإناءْ.
يبولُ في خاصرتي ابتلاءْ.
هل يسقطَ الرجاءْ.
نحفظُ في مدافنِ الموتى دعاءً،
كيفَ جاءتْ غفلةُ السماءْ.
للحلمِ في العراءْ.
أكذوبةُ الولاءْ.
خاليةُ الضياءْ.
عاهرةُ البقاءْ.
تختتمُ الأشياءْ.
من حرمةِ الدماءْ.
بموتها شهباءْ.
بذبحها فيحاءْ.