عقيدتي هيَ عنوانُ المسرَّاتِ

لها الشعورُ الذي يشدو بجنَّتها = وليس ترضى سوى أفيائها ذاتي
ففي الحنايا التي فيها مناهجُه = كانت فرائدها أحلى رواياتي

كفتْ حياتي هناءً لستُ أدركُه = إلا بها ، وبها أسمى مناجاتي
كم أسعدتني بشاراتٌ وقد حملتْ = أنباءَ عمَّا لها يوم الحساباتِ

طابت بها النفسُ فاليومُ الأغرُّ لها = أمنٌ وجُودٌ لدى مولى البريَّاتِ
فَلْيَسْجدِ القلبُ للرحمنِ يسألُه = حُسْنَ الختامِ لأيام ابتلاءاتِ

نعيشُها اليوم في دنيا زخارفُها = أعمتْ أناسًا كأنعامِ البداواتِ(1)
مَن صدَّ عن دينِ ربِّ العرشِ أشغلَه = هذا الضلالُ على دربِ الغواياتِ

سيفضحُ الزَّمنُ الأسرارَ يكتُمُها = عنَّا لخسَّتِهم أهلُ الخياناتِ
ويومها يخذلُ الأخيارُ نصرتَهم = وليس تنفعُ آهاتُ النَّداماتِ
مَن حاربوا عزَّةَ الإسلامِ أبعدَهم = عن المآثرِ ديوانُ العقوباتِ
أطلَّ في الجمعِ حادينا يؤنِّبُهم = عمَّا قد اقترفَتْ كفُّ الجناياتِ
عقيدةُ النقلة الكبرى لأمتنا = من جاهليتها رغمَ الرعوناتِ
أعزَّتِ الأمةَ اهتزَّتْ بداوتُها = وأبدلَتْها بأنسامٍ رخيَّاتِ
وأشرقتْ شمسُها في ليلِ كبوتِها = فهبَّ فيها النَّشامى بالنَّجيباتِ
يوم اشرأبَّتْ لها الأعناقُ شوَّقها = تكبيرُ زحفٍ أتاهم بالرِّعاياتِ

هم خيرةُ اللهِ في عصرٍ به اتُّبِعَتْ = عدوى حضارةِ مَنْ في حكمِ أمواتِ!
فليس من قيمةٍ للناسِ إن جحدوا = فضلَ الإلهِ وعاشوا في المتاهاتِ
فربما أيقظتْهم حالُهم ورأوا = من صدقِ مافي هُدانا من رواياتِ
فأسلمتْ أممٌ كانت بلا قيمٍ = فليس ترعى حقوقا للشكاياتِ
وبعضُها عميتْ من سوءِ ما ارتكبتْ = من الفجور وأفعالٍ قبيحاتِ
واليوم عادتْ إلى بغيٍ تُجنِّدُه = أحقادُهم والتَّعالي في العباراتِ
هي القوى استأسدَتْ لمَّا قد امتلكتْ = أداةَ فتكٍ وتدميرٍ بآلاتِ
تغزو بهنَّ فيأتي الحقدُ ذا ضرمٍ = والفتكُ ذا حممٍ يأتي بطعناتِ
بنودُها السُّودُ صهيونيَّةٌ عصفتْ = بالمسلمين بلأواءٍ ونكباتِ
وحرَّضوا كلَّ ذي حقدٍ وذي عبثٍ = من الأعادي وأصحاب القراباتِ!
فجيَّشوهم بأعدادٍ على عُدَدٍ =واستصْرَخُوهم لإضعافِ البطولاتِ(3)
فخابَ ظنُّ طغاةِ الأرضِ فالتهبتْ = صدورُهم بلظى وَقْدِ الحماقاتِ
إيمانُ طائفةٍ منصورةٍ محقتْ = زهوَ الغزاةِ وقد جاؤوا بحملاتِ
فأرعبَتْهم بما للقومِ من شَمَمٍ = ومن إباءٍ تجلَّى في الرجولاتِ (4)
ومن مقارعةٍ فلَّتْ ضراوتَهم = بنُصرةٍ من لَدُنْ ربِّ البريَّاتِ
وأفزعتْهم أعاصيرٌ مدمِّرةٌ = فشتَّتَتْ شملَهم نارُ التهاباتِ
فأيقظتْ من بنيهم أمَّةً وجمتْ = فآمنَتْ أنَّ هذا صدقُ آياتِ


وأنَّ بارئنا في الذكرِ بشَّرنا = بالبيِّناتِ مثانيها الجليَّاتِ
واللهُ يمهلُ للطاغين مدَّتَهم = ويبطشُ البطشةَ الكبرى بأوقاتِ
فليس يُخزى جنودُ الله في زمنٍ = سادَ الطغاةُ بأفعالٍ قبيحاتِ
وحاربوا السُّنَّةَ الغرَّاءَ واقتحموا = ما للمثاني لدينا من قداساتِ
فاُمَّتي ويحها من ذا الهوانِ صحتْ = وأقسمتْ : لاتبالي بالعقوباتِ
فالدِّينُ في صدرِها مازالَ يبعثُها = يثيرُ أحناءَها البيضَ النَّقيَّاتِ
فلن تنامَ عيونٌ بعدما بَصُرَتْ = لكي تغيثَ نداءً للنَّجيباتِ (5)
وكيف تغفو وأطفالٌ مقطعةً = أجسادُهم بِمُدَى جندِ الفجيعاتِ
تلك المذابحُ قد حلَّتْ بأُمَّتِنا = لبعدِها اليومَ عن ربِّ السماواتِ
وإنَّها رقدتْ فاستأسدتْ أممٌ = كانت تدورُ بأوهامِ الجهالاتِ
وللملمَّاتِ هبَّتْ أمَّتي فلها = رغم التآمرِ فتحٌ في الملمَّاتِ
هي ابتلاءٌ من الرحمنِ يدركُه = مَن لم يزل يجتني طيبَ الدلالاتِ
فإن أتَتْهُ تلقَّاها بلا سخطٍ = وفضَّ فيها مغاليقَ العقوباتِ !
وعاد شهمًا أبيًّا راضيا قَدَرًا = أتاهُ يحضنُه حِصْنُ الشَّفاعاتِ
ورحمةٌ من كريمٍ ليس يحجبُها = عن القلوب وكانت بالسَّليماتِ
وموعدُ الفتحِ للدنيا بجملتها = أضحى قريبا بميثاقِ النُّبُوَّاتِ
ستشرقُ الشَّمسُ والدنيا سيغمرُها = نورُ الحنيفِ بأيامٍ فريداتِ
وتنتهي حقبٌ كانتْ بلا قيمٍ = ولا أمانٍ وليست بالجميلاتِ
هلَّتْ بطائفةِ الأبرارِ عزَّتُهم = من ظلِّ طيبِ مثانيها الكريماتِ
جاءتْ لردعِ طواغيتِ الضَّلالِ بما = تملي عقيدتُنا من نهجِ سوراتِ
جاءتْ بصرختها غوثا لَمَنْ ظُلِمُوا = تردُّ عنهم أعاصيرَ المراراتِ
واستيقظتْ أمَّةٌ من طولِ رقدتها = فلن تذلَّ لطغيانِ العصاباتِ
ستحملُ الخيرَ للدنيا وقد شهدتْ = لها العطايا بأيامٍ هنيَّاتِ
وليس يعرفُ تاريخُ الزمانِ يَدًا = أغنتْ مآثرُها نهجَ المروءاتِ
سوى يدِ الأُمَّةِ امتدَّتْ برحمتها = للعالمين من الباري بآياتِ
وشرعةٍ لم تزل تُرجَى لنهضتهم = بلا فسادٍ ولا هذي العذاباتِ

عقيدتي هي للإنقاذِ لو علموا = عقيدتي هي عنوانُ المسرَّاتِ

هوامش :

وسوم: العدد 1118