*خربان ، خَرِبَان : كلمة أصلها خربٌ . وخرِبان في صورة مثنى ، وجذرها خرب ، وجذعها خرب ، وتحليلها : ( خرب + ان ) . فخربان : لاخير فيه . والله أعلم .
*الفظاظة (وتسمى أيضًا الوقاحة) هي عرض من عدم الاحترام بعدم الامتثال للمعايير الاجتماعية أو آداب جماعة أو ثقافة. وقد وضعت هذه المعايير باعتبارها الحدود الأساسية للسلوك المقبول عادة.
من واردِ الغربةِ العمياءِ دنيانا = أثارةٌ أبهجتْ بالفتحِ ركبانا
قـد فوَّحتْ عندنا قدسيَّةً نزلتْ = من المهيمنِ بالقرآنِ أحيـانـا
رسالةُ الحقِّ لـم يطمسْ نضارتَها= دخانُ حقدٍ لدين اللهِ آذانـا
فأقبلتْ من لَدُنْ ربــِّي تبشرُنا = تبثُّ فينا الهدى عـزًّا وإيـمانـا
فطالَعَتْنا مآتيهـا كما وردتْ = من قبلُ مجدا هفـا زهـوًا وتبيانا
في عصرنا ذا الذي نشكو مرارته = لـم يطفئِ الجذوةَ المُثـلَى بممشانا
جار الطغاةُ ولم تُكسرْ لنا هـممٌ = يزيدُها الدِّيـنُ إقداما وإيقانـا
فصولُ غربتنا لم تَطْـوِ عزَّتَنا = باللهِ فالبيِّناتُ اليومَ ترعانا
يتلو الفؤادُ مثانيها فَيُبْهجُـه = ضياؤُها في ظلامِ العصرِ وافانا
جئنا بعصرٍ وديجورُ الأسى عصفتْ = بـه نوازلُـه في الدربِ نيـرانـا
خمسون عاما وفي أرزائها صبرتْ = شآمُنـا وأيادي الحقدِ ترمينـا
بيض القلوب تعاني من مرارتها = ولـم تزل تسألُ الدَّيَّـانا غفرانـا
لأُّمَّــةٍ رقدتْ من قبلُ في وَهَنٍ = أذاقهـا الويلَ واللأواءَ ألـوانـا
صدورُ أبنائها من هولها زفرتْ = يزيدها الظلمُ إيذاءً ونـكــرانا
فمهجةٌ لم تـزل في الخطبِ غارقةً = وأضلُعٌ لم تجدْ في الأرضِ تحنانا
ولـم يُطـقْ حاملُ الأنباءِ وطأتها = ومن لظى حَسَرَاتٍ شعبُنـا عانـى
وأقبلتْ فتنٌ في بَهْوِ غفلتنا = تلامسُ القومَ أخطارا وإذعـانـا
ينمِّقُ المرجفُ الخـوَّانُ أرذلَها = يعيدُ للناسِ أوزارا وأوثـانـا
ليعبدَ الناسُ شرًّا بات يحضنُهم = مهيِّئًـــا لمـآلِ الناسِ أكفانـا
ويدرك اللهُ جلَّ اللهُ بارئُنـا = مصيرَ أبنائهم من غــدرِ أعدانــا
فقد أذاقوا الشامَ اليوم علقمَهم = وقد سقوهـا الردى بالكأسِ ريَّـانـا
فكم قتيلٍ تلَّوَّى قبل مقتلِه = وكم جريحٍ ينالُ الصَّفعَ أضغانا
هي المكائدُ من أوباشِ مَن فجروا = ومَـنْ رأوا عيشَهم بغيا وعدوانا
لنا بهذا المـدى والظلمُ حاصرنا = ثأرٌ تُعيدُ بـه الدنيا محيَّانـا
ما أجملَ العـزَّ في أفياءِ شرعتنا = تضمُّ في اللهِ أحبابا وإخوانـا
حيَّاهمُ اللهُ في لُقيـا منازلةٍ = يرى العدو بها ذلا وخسرانـا
في ثورة بدأتْ ترسي دعائمَهـا = مع الجهـادِ تجلَّى اليومَ ريَّـانا
هـو الجهادُ سنامُ الـدِّين أوجبه = ربُّ العبادِ لدحرِ الكفـرِ إمعانا
بركبِ موكبنا قد هلَّ ذا قيمٍ = جذلانَ يغمرُ فوحُ الظلِّ بلدانا
هيهات تُكرمُ هذا الشعبَ طائفةٌ = مِن الرعاع ومَن قد عاشَ خزيانا
فلللأقليَّةِ الحمقاءِ إن رغبتْ = بالأمنِ أن تزدري في العيش خوَّانا
وأن ترى خيرها في ظلِّ نعمتها = ولا تبدِّل صفوَ الناسِ أضغانـا
وعيشُها هاهنا مذ كان في بلدٍ = أهدى لها الأمنَ والإيثارَ تحنانا
ربوعه الخضرُ والأفنانُ مورقةٌ = وماؤُه العذبُ يروي الماءُ ظمآنا
ونفحةٌ من وصايا الدِّينِ تحملُها = أطيافُ تاريخها المشهودِ تبيانا
ياحبذا قيم الإسلام مابرحتْ = تجدِّدُ الصفحاتِ البيضَ إحسانا
وحبذا الرَّبوات الـزُّهر غافيةً = وحبَّذا عدوات الفخر تلقانا
وحبذا القِممُ الشَّماء شامخةً = لن ينكرَ المجدُ والتاريخُ ذكرانا
وهذه الأرضُ بالإسلامِ أكرمها = ربُّ البريَّـةِ أقطارا وأعنانا
من العقيدةِ فاضَ النُّورُ مؤتلقا = فــلم يدعْ لظلامِ الزيغِ مـا كانــا
واليوم عادت برغم الظلمِ نجدتُنا = وتسأل اللهَ تأييدًا وسلطانا
واليوم ولَّت عهودُ الوهـن مدبرةً = وهيَّـأ اللهُ للإسلامِ فرسانا
فأمرعتْ بالهدى آفاقُ رفعتِنا = وأصبحتْ في رحابِ الأرضِ بستانا
سبحان ربِّـي إذا أعطى فلا عوز = ولم يـزل بكريم الفضلِ مـعـوانـا
والحمدُ لله لاتُحصَـى له نعمٌ = فاللهُ بارئُنا واللهُ مـولانـا
ياإخوةَ الدربِ والأيام مفعمةٌ = إنَّــا عليه رأينا السَّعيَ مزدانـا
نحيا ويمنحُنا ربي فضائله = ولم يَطِبْ قبلُ في ذا العيشِ مأوانا !
فللجهادِ شبابٌ مـؤمنٌ فَـطِـنٌ = نلقى به للغدِ الــلمَّـاحِ برهانــا
فلتكتحِلْ بضياءِ الحقِ أعيُنُنا = وَلْتُبْصِرِ الساحَ بالشُّجعانِ ركبانا
يإإخوةَ الحالِ حالُ الناسِ أيقظها = صوتُ التآمرِ أدمى القلبَ أزمانـا
ألم تروا مَن تمادى في تجبُّرِه = ومن تعالى وكان الخِبُّ (خربانا*)!
فلا تَلُمْ مفلسا في سوقِ مضيعةٍ = لما تعاطى فعاشَ الإثمَ سكرانا
وظنَّ أنَّ سواه اليوم ماصنعتْ = يدُ القذارةِ بين الناسِ ربَّانـا!
لكنه دورانُ الدّهر طـوَّقه = غدا يفيقُ ليلقى شأنَـه شانا
أخي أخا القيمِ العليا فقم بطلا = يُستَرْجعِ المجدُ إقداما وعنونا
يكفيك فخرا بأن المصطفى يدُه = مذ مـدَّها وهبتْ عزًّا وفرقانا
تفنى القرونُ ويبقى سِفرُ دعوته = للعالمين يراهُ الناسُ تحنانا
أكرمْ به العصرَ فالأحزابُ قد خسرت = وصوَّحت فلسفاتُ الزيف بهتانا
تسري به في صدور الخَلْقِ رفعتُه = فتنجلي الفطرةُ البيضاءُ إيمانا
عقيدةٌ من لدُنْ ربِّـي مآثرُهـا = ضمَّتْ بأُمَّتِــنا شيبا وفتيانا
قد آثرتْها نفوسٌ حثَّها خُلُقٌ = ما اثَّاقلَتْ بل شَدَتْ حبًّا وشكرانا
فالدينُ أكرمها والحقُّ جنَّبَها = طيشَ الضلالِ الذي في العصر وافانا
وأقـمرتْ بالهدى دنيا يكدرُها = ظلمٌ وغــيٌّ وأضحى الشَّرُّ طوفانا
آن الأوانُ لـدين اللهِ يحملُه = للعالمين جنودُ اللهِ فرسانا
إنَّ الأحاديثَ مازالتْ تعلمُنا = قد أنبأتنا بأنَّ اللهَ مـولانا
فلن نهابَ عدوا قد يهدِّدُنا = ولن نهون إذا الميدانُ نادانا
نحن الذين صبرنا في منازلةٍ = وروَّضَ المعتدي في القوم رُعيانا!
ولو لَهُمْ جمعُوا أعدادَ أُمَّتِهم = وعُـدَّةً لأصابَ الرُّعبُ عـدوانا
ياقومُ ثوبوا إلى الرحمن تنتصروا = على العدوِّ لئيما قد تحدَّانـا
ستذهلُ الدولُ الأخرى إذا انتفضتْ = للهِ أُمَّتُنا في الأرضِ ركبانا
ويذعنُ المتعالي في فظاظته = ويُزدَرَى وَقِحَا ذلاًّ وخذلانا