يا شباب الإسلام

ياشبابًا يعيشُ للرحمنِ = خيرَ جندٍ لمنهجِ القرآنِ 

يا ربيعًا يكسو البلادَ فخارا = واعتزازًا ويقظةً كلَّ آنِ

أنتمُ الخيرُ فاضَ والأملُ العَذبُ .= .وبستانُ هفهفاتِ الأماني

لم نزل نرقُبُ الصباحَ نديًّا = من مغاني شبابِنا الشجعانِ 

فإذا ماطمى الضَّلالُ وألقى = بالصروفِ الثِّقالِ و الأشجانِ

ومشى الكفرُ مشمخرًّا بزيفٍ = يبتغي المكرَ بالهدى الرباني 

واشرأبَّت أعناقُنا لرجاءٍ = نتفيَّا برحبه المزدانِ 

هبَّ فتيانُنا الشبابُ حبتهم = بسماتُ اليقينِ والإيمانِ

 يتبارون في دروبِ جهادٍ = حيثُ عذبُ الفدا وحُلوُ الطِعانِ

 لا يبالون بالصعابِ إذا ما = دلهمَ الخطبُ في دجى طغيانِ

  إنهم فتيةُ الشريعةِ هبٌّوا = لملاقاةِ عصبةِ الشيطانِ

 جلَّ ربِّي إذِ اصطفاهم لعصرٍ, = هاجَ فيه الأشرارُ كالذؤبانِ

 من يهودٍ ومن بغاةٍ جناةٍ = وجيوشِ الهندوسِ والصلبانِ

ومن الشرِّ في مناهجِ كفرٍ = سوَّقتها مكائدُ العبدانِ 

فتلقاهُمُ الشبابُ صدورا = ظامئاتٍ, للثأرِ في الميدانِ 

يبذرون الخيراتِ في كلِّ أرضٍ = فهُمُ النَّفحُ في اخضرارِ الأمانِ 

تعسَ العيشُ إن نأى بقلوبٍ = عن رفيفِ التٌّقى ونورِ المثاني 

فلكم أيها الشبابُ انعتاقٌ = فوقَ ما في الحياةِ من أدرانِ

وبكم ترفلُ البشائرُ تروي = لأوليِ الصَّبرِ دونما ترجمانِ 

وترفٌّ الآمالُ تحملُها الأشواقُ.= .نشوى نديَّةَ الأردانِ 

أنتمُ اليوم جندُ صحوتنا الكيرى . = .وعنوانُ فجرنا الفينانِ 

أملُ المسلمين أنتم وأنتم = في عيونٍ ترنو لقاصٍ و دانِ 

من ضمير الصحراءِ قد بزغَ الفتحُ . =. فأوفى بالبِرِّ و العرفانِ

 ومضى الركبُ مسلما يتخطَّى = عنفوان الطغيانِ و الأوثانِ

 ينشرُ الدعوةَ الكريمةَ بالحسنى . =. جهادا بصادقاتِ البيانِ

فإذا الشركُ صرحُه يتهاوى = والطواغيتُ مُرِّغوا بالهوانِ

وعلت رايةُ النَّبيِّ وتعلو = بجناحي بطولةٍ و تفانِ

 ماتلاشت ففي الدروبِ صداها = و دويٌّ التكبيرِ للفرسانِ

 يومها أطفأت هدايةُ ربي = لبني الفرسِ جذوةَ النيرانِ

 عبدوها جهالةً وتنادوا = لمتاهاتِ لعبةِ البهتانِ

 وأخو الروم واجمٌ يتملَّى = فالهداةُ الأبرارُ في الميدانِ

 يومَ أنهى الإسلامُ أُسطورةَ الظٌّلمِ . =. فأخوت دنيا أنو شروانِ

 وتهادى الرخاءُ في الأرضِ وانسابَ.= . ربيعيَّ الأفياءِ و الأفنانِ

 أخضرَ الرِّدنِ عاطرًا ذا ثمارٍ, = تتدلَّى بالجودِ للإنسانِ

 وإذِ الناسُ لم يرُعهم عليها = يومُ جوعٍ, ولا مُدى طغيانِ

 وتكرٌّ الأيامُ لكن قعدنا = و زحوفُ الإفسادِ كالطوفانِ

والصليبيَّةُ اللعينةُ عادت = بجيوشِ الإلحادِ والأضغانِ

واليهودُ الأوغادُ نسجُ اعتداءٍ = من قديم الآبادِ و الأزمانِ

والشيوعيةُ الخبيثةُ جاءت = باشتراكيةٍ على حرمانِ

وطغى البغيُ في يدي كلِّ نذلٍ = أنتجته صناعةُ الكفرانِ

وجنودُ الشيطانِ إنسٌ وجنُّ = وأحابيلُهم فنونُ زمانِ !

وترى المسلمين فيها شتاتا= مزَّقتهم أهواؤُهم و التَّواني

فهمُ اليومَ في المدى شيعٌ ضلَّت .= . وأحزابُ فرقةٍ و هوانِ

كيدُهم بينهم شديدٌ ولكن = ليس يقوى على العدوِّ الجاني

لستُ أدري عمَّن تخطٌّ يميني = وبقلبي الفيوضُ من أشجاني

غيرَ أني أرى الشبابَ نقاءً = رغمَ مافي الجموعِ من أدرانِ

وبنورِ الإسلامِ ألقاه يحيا = عامرَ القلبِ طاهرَ الوجدانِ

واقفا بالخشوعِ في صلواتٍ = حَسَنَ الخُلقِ طاهرَ الوجدانِ 

مؤمنَ القلبِ مطمئنا بفتحٍ = ليس تُغريه زينةُ الشيطانِ

وبهم هاهمُ الشبابُ سنمضي = ونعيدُ المنى بوجهِ الزمانِ

 نردٌّ الأمجادَ يكلؤُها اللهُ . =. فوعدٌ من منزلِ القرآنِ 

وهمُ السائرون بالتورِ نورا = ويناجي الصباحَ صوتُ الأذانِ 

يا شبابَ الإسلامِ أنتم جناحٌ = لسُمُوِّ الأهدافِ بين الأماني

أنتم الفخرُ للمسيرةِ إن جدَّت . =. بيومٍ جحافلُ الركبانِ 

أنتمُ الصفوةُ الأثيرةُ من جيلٍ . =. تردَّى بالريبِ والخذلانِ

فسواكم في غفلةٍ وضياعٍ = ونكوصٍ في العالمِ الحيرانِ

كبَّلتهم يا ويلهم شهواتٌ = فاستُرقٌّوا للوهنِ والحرمانِ

أين منهم مَن بايعوا اللهَ شوقا = لاغتنامِ الجنَّاتِ والرضوانِ ؟

أين أين البطولةُ اليومَ! نامت = أين ذكرى الجحاجحِ الفتيانِ؟

لهفَ نفسي: نهارُهم في جهادٍ = بين سيف و رميةٍ وسِنانِ

ولياليهمُ النجاوى حبتها = بالتسابيحِ عَذْبَةً والمثاني

يا شبابَ الإسلامِ أنتم رجانا = في زمانٍ يفورُ بالطغيانِ

فاحملوا المصحفَ العظيمَ وسيروا = فهو النورُ في ظلامِ الزمانِ

 

*نشرت في مجلة ( المنهل) التي تصدر في جدة العدد 438 تاريخ : شهر ذي الحجة عام 1405 ه .السنة (51) المجلد ( 46 ) .

وسوم: العدد 1121