هوامش :
- *هو الأستاذ الشاعر : توفيق قنبر أبو لواء يرحمه الله .
- *الفراتي : هو الفلكي الشاعر : محمد الفراتي يرحمه الله .
*الخالدي : هو فضيلة الشيخ العلَّامة : حسين رمضان الخالدي يرحمه الله .
- *أبوالفضل : هو الأستاذ الشاعر عبدالجبار جعفر الرحبي يرحمه الله
*الهويدي : هو فضيلة الداعية الدكتور حسن هويدي يرحمه الله .
*الشيخ : هو السيد الشيخ المربي أحمد الراوي الكبير يرحمه الله .
ما أجلَّ الإخاءَ في الرحمنِ = ونجاوى الفؤادِ أو باللسانِ
وحديثُ الوفاءِ ينسجُهُ الوُدُّ = رفيفًا في ساحةِ الوجدانِ
فيه مافي القلوبِ من أرجِ الصِّدقِ =تثنَّى بفائح الريحانِ
في زمانٍ عليه صوَّحتِ الأفنانُ = إلا في روضةِ القرآنِ
فسلامٌ إلى قلوبٍ رعتْها = في الليالي عنايةُ الرحمنِ
عرفَتْها منابتُ الطُّهرِ أزكى = من شميمٍ الأزهارِ في البستانِ
فلكَ الوُدُّ ( يالواءُ ) من القلبِ = رهيفًا في رقَّةِ التحنانِ
مانسينا ( أباكَ ) رغم التنائي = عن فراتِ المحبةِ المزدانِ
تلك أيامُ الوصلِ مزدهرات = بالتآخي بتلكم الشُّطآنِ
عاشَ فذًّا قرينَ مجدٍ تجلَّى = في حنايا بلاغةِ الألحانِ
وبسِفرٍ من المؤلفاتِ غنيٍّ = بجميلِ الأشعارِ في الديوانِ
وبصبرٍ على المكارهِ مرَّتْ = من عدوٍ للشَّعبِ في طغيانِ
فتحدَّاهُ مؤمِنًا ليس يخشى = من فرنسا عدوَّةِ الإنسانِ
وهي (الدَّيرُ ) أنجبتْ من أباةٍ = وهُداةٍ في المنهج الرباني
ماتخلوا عن المآثرِ يوما = وتنادوا إلى الفعالِ الحِسانِ
أكرمتْهم عنايةُ اللهِ فالخيرُ = لديهم سجيَّةٌ والتَّفاني
من أصولٍ لمَّا تزل شامخاتٍ = بكريمِ النِّجارِ لا الخذلانِ
ودعاءٌ يُزجى لشخصِك فيه = ماتمنّى المشتاقُ للإخوانِ
فيه مافي أضالعي من وفاءٍ = واعتزازٍ بصحبةِ الفرسانِ
ورجاء باللهِ أن لايُولِّي = طيبُ أبهى اللقا إلى النسيانِ
وَعَدَ اللهُ والنَّبِيُّ قلوبا = قد تصافتْ على سُمُوِّ الأماني
وببشْرِ الرضا على رفرفِ النُّورِ = فطوبى للحبِّ في الرحمنِ
ودعائي هفا إلى اللهِ يرجو = لكُمُ الخيرَ مورق الأفنانِ
في دياجيرِ غربةٍ فرَّقتْنا = في شتاتِ الأقطار والبلدانِ
ورمَتْنا في كلِّ وادٍ سحيقٍ = يتلظَّى بجمرةِ الأحزانِ
كم رأينا ممَّن تمادوا ولكنْ = صدمتْهم وصيَّةُ العدناني
و وقفنا فيها أباةً بدينٍ = وبأخلاقِ مؤمنٍ لا جبانِ
تلك آثارُنا بأيِّ مكانٍ = قد ولجناه فالهدى في المكانِ
نحن أهلُ الفراتِ صَفْوًا وجُوْدًا = واعتزازا باللهِ في الركبانِ
خلَّفَتْ قبلَنا العشيرةُ جاها = وابتهاجا بالباسقاتِ الدَّواني
ولقد أوردَ المآثرَ ( توفيقٌ ) = بشعرٍ كأنَّه من جُمانِ(1)
والفراتي والخالديُّ وجمعٌ = من كرامِ الأفذاذِ والشجعانِ(2)
وأبو الفضلِ والهويدي وشيخٌ = أحمديُّ التبيانِ والبرهانِ(3)
ومئات من الجهابذة الأخيار = عاشوا بالعزِّ والإيمانِ
مانسينا إحسانَهم في بلادٍ = عمروها بالرُّشدِ والتحنانِ
في مزايا ( أيا لواءُ ) تسامتْ = فلهم منَّا حفظُها في الجَنانِ
لستَ تنسى ولستُ أنسى زمانا = لم تكن فيه وطأةُ الحدثانِ
قد شهدنا نوائبَ الدَّهرِ لكنْ = أدركَتْنا رعايةُ الدَّيَّانِ
فلربِّي جزيلُ حمدٍ وثيقٍ = من مساحاتِ شآمنا وامتنانِ
يحفظ اللهُ (ديرَنا ) ماتناءت = عن ظلال الهدى وفيْءِ الأمانِ
وبلاد الشآمِ يرعى حِماها = بارئُ الكونِ من طغاةِ الزمانِ
ولشعبي يحميه ربي إذا ما = نازلتْه الفلولُ بالعنفوانِ
حرس اللهُ أمنَه وحباهُ = بربيع الآلاءِ والإحسانِ
وأقرَّ العيونَ بالأملِ العَذْبِ = تراءى على جبين المغاني
فسلامٌ يُزجَى إليك نديٌّ = وبحالٍ في (ديرنا) جذلانِ