بأيّة حالٍ عُدْتَ يا عيدُ؟!
" عيدُ، بأيّة حالٍ عُدْتَ يا عِيدُ؟!
بما مضى أم بأمرٍ فيهِ تجديدُ
يا عيدُ، يا عيدُ، ها قد عُدْتَ مضطرباً
فقد حَللْتَ، وما في الرّوضِ تغريدُ
لقد حللْتَ، وما في القلبِ مُنْتَجَعٌ
لفَرحةٍ، فَفؤادي، اليومَ، معمودُ
فَقلْ لدَهْرِكَ: هل أبْقى لنا جَلَداً
على النَّوائِبِ: كي يحلو لنا العِيدُ؟!
كيفَ السُّرورُ، ونارٌ حرّقتْ كبدي؟!
كيفَ السُّرورُ، وفي الأجفانِ تَسْهيدُ؟!
كيفَ السُّرورُ، وهذا الرّوضُ محترق
بنارِ حقدِ العِدا، والأَمْنُ مفقودُ؟!
*****
فأينَ، أينَ طيورٌ كنتَ تشهدها؟!
وأينَ منها أهازيجٌ وتَغْريدُ؟!
عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا فَتَغْمُرُنا
ببهجة النّصرِ، إذْ يُبْلي الصّناديدُ
عساكَ، يا عيدُ، تأتينا فتجمعنا
بَعدَ الشّتاتِ، وما للشّملِ تبديدُ
عساكَ، يا عيدُ تأتي بالأسير غداً
محرّراً، وعدوُّ اللهِ مَطرودُ
عساكَ، يا عيدُ، بالأحبابِ تَجمعُنا
في ظلّ رَوضَتنا، والأَمْنُ َممْدودُ
تشفي الجراح بإسلامٍ وعودتِهِ
فتصدحُ الطيرُ والأنغامُ تحميد
أنتم، بَنيَّ، ربيعُ العمرِ مُزدهراً
لكنّني بقضاءِ اللهِ محدودُ
عساكَ، يا عِيدُ، تأتي والشتاتُ غدا
في كلّ بيتٍ، جميعاً، وازدهى العُودُ
أنّى حَللْتَ تجد همّاً يُزلزلنا
كلٌّ مُصَابٌ فهل مِن بَعدُ تَجديدُ؟!
عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا، وقد كُشِفَتْ
هذي الكروبُ، وفي الأقصى لنا عِيدُ
ولن يُفرّجَ عنّا كربَنا أبداً
إلاّ إلهٌ عظيمُ الشّأنِ معبودُ
وسوم: العدد 1121