أني لأنتظر الصباحَ .. وربَّما= بَعدَ الظلامِ يضمُّنا هذا الصباحْ
يومًا سنهتفُ والوجودُ وراءَنا = إن ليلَ القهر مكسورُ الجناحْ
كم كلما ضَنْكُ الحياةِ يَصُكُّنا= مِن جوفهِ يومًا يوافينا ارتياحْ
إني أرى خلفَ الغياهبِ بَدرَنا= يزهو ويُشعِلُ نورَهُ فينا الكِفاحْ
إني أرى .. بإباءِ غَزةَ .. عِزَّةً= وأريجُها المِعطارُ في الآفاقِ فاحْ
لا تيأسنَّ وإن طغى هذا الدُّجى = وأبانَ عن وجه الدناءةِ والسفاحْ
رغم الأسى والدهرُ يشهدُ جُرحَنا= من بعد جرحٍ نازفٍ هاجتْ جراحْ
رغم العِدا طالت أياديهم وما= للحق مِن خِزيٍ إذا ركِبَ المُتاحْ
يصطكُّ بالباغينَ جادعَ أنفهِمْ= وله خيولٌ قد أبتْ كبتَ الجِماحْ
ريحُ البسالةِ ما خبتْ نيرانها = كم كلما بَعدَ الرياحِ لها رياحْ
هذا صهيلُ المَجْدِ ليسَ بمُنكَرٍ=والخيلُ تعشقُ عزفَها لحنَ الضُّبَاحْ
لا ذلَّ يضربُ أمةً تهوى الفِدا= والدهرُ يشهدُ عِزَّها في كلِّ ساحْ
ومسيلمُ الكذابُ يُطوَىَ عمرُهُ= وحشيُّ لوَّحَ بالحرابِ وبالرماحْ
يا طاردَ الأوهامِ عن ألبابنا= قمْ رتّلِ الأنفالَ .. إن الفجرَ لاحْ
تاللهِ لا عُسْرٌ ، وربُّكَ غالبٌ= والصبرُ عند الحُرِّ كالماءُ القُراحُ
والغايةُ الشمَّاءُ هِمَّةُ ماجدٍ= للخُلْدِ والجنَّاتِ والحُورِ المِلاحْ