هوامش :
- افتراءات : الافتراء كلمة يقصد بها الكذب في حق أمر ما بسوء، وعُدت صفةً مذمومةً عند الإنسان على مر الزمان. ويرى المسلمون أنَّ هذه الصفة شكلٌ من أشكال الظلم، وقد ذُكرت بعض أنواعها في (القرآن الكريم) على وجه التحذير، وكان أشده الافتراء على الله. كما نهى عنها النبي محمد ﷺ في مواضع مختلفة.
- يعمهون : بمعنى يعمون ، يتحيرون يقال: رجل عمه وعامه ، أي: متحير . وقال ابن قتيبة: يعمهون: يركبون رؤوسهم فلا يبصرون .
أبعِدوا المفترين أهلَ افتتانِ= وأسارى للإفكِ و العصيانِ
فافْتراءاتُهم سرابُ حكايا=لم تُتَوَّجْ بحكمةٍ واتِّزانِ(1)
وفصولُ الأحزابِ ضلَّتْ خطاها=في دياجيرِ فتنةٍ و هوانِ
والأقليَّاتُ بيننا إن تآخوا=في صفاءٍ معْ قاطني الأوطانِ
لايُراعوا فهم بحاجةِ رُشْدٍ=وتناءٍ عن جمرةِ الأضغانِ
فأفيقوا يامسلمون وعيشوا=بينَ وعيٍ ويقظةٍ وأمانِ
فنفوسٌ مقيلُها في تبابٍ=ونفوسٌ تُقادُ للخسرانِ
ونفوسٌ لأهلِها كبرياءٌ=فَهُمُ يعمهون في الأرسانِ(2)
والأعادي وقد أشاحوا بوجهٍ=مكفهرٍّ للغدرِ والإمعانِ
فهو اللؤمُ باتَ وكرَ جناةٍ=وهوى للعدوِّ كلَّ أوانِ
قبَّحَ اللهُ سعيَهم في حياةٍ=نذروها لحمأةِ البهتانِ
حينما أشرفتْ كتائبُنا اليومَ .=. على الفتحِ عزَّةً والتَّفاني
غمزوا للعميلِ أن أشعلوها=فتنًا إذْ تشتاقُ أهلَ اللسانِ
ما لوى مجدَ عزِّنا غير خِبٍّ=يتلوَّى في الدَّار كالأُفعوانِ
فوجوهُ المطبِّعين وقد شاهتْ .=. بسوءِ اقترافِهم للهوانِ
وامتثالٍ للمعتدين علينا=في عُتُوٍّ بالقتلِ والعنفوانِ
ما أفاقوا ولن يفيقوا لحبٍّ=لمكانِ الإغراءِ في السلطانِ
أيُّها المسلمون حانَ أوانٌ=لسُمُوِّ النفوسِ بالقرآنِ
والتَجَافي في العيشِ عن مغرياتٍ=هي زادُ المغرور والخَزيانِ
وأنيبوا للهِ تلقوا فلاحا=رغمَ إصرارِ صاحبِ الصَّولجانِ
بشَّرتْكم تلك الأحاديثُ جاءت=عن نَبِيِّ الهدى بهذا الزمانِ
واتقوا اللهَ فالأحاديثُ تترى= بانفراجٍ يشدو بكلِّ لسانِ
وسواها ياقومنا منتناتٌ= عاصفاتٌ بأوجهِ الركبانِ
اتَّقوا اللهَ ويحكم إذْ علمتم= أنكم أهلُ دعوةِ الفرقانِ
اتَّقوا اللهَ واعملوا مااستطعْتُم= لصفاءِ النفوسِ والوجدانِ
اتَّقوا اللهَ في دماءِ ذويكم= في فلسطين اليومَ أو بغدانِ
لم تجف الدماءُ بعدُ وأنتم= في خصام وفرقة وامتهانِ
قد أُصبْتُم ، فبين قتلٍ وأسرٍ= في بنيكم ، وبينَ عيشٍ مُهانِ
وكأنَّ الآذانَ صمٌّ فلم تسمعْ .= . نداءَ الإخاءِ والإيمانِ
وأنينَ المعذَّباتِ الثكالى= وأسى الأمهاتِ والولدانِ
رُبَّ نَوْحٍ طواهُ ليلٌ ثقيلٌ= بين شِدقَيْ ضراوةِ الطغيانِ
سمعتْهُ النجومُ في هدأةِ الليلِ .= . وألقتْ صداهُ في الآذانِ
والأسارى ، وكيف حالُ الأسارى= من أذيَّاتِ سطوةِ السَّجَّانِ
يأكلون الأوجاعَ حقدًا وسَوطًا= ويعانون قسوةَ الحرمانِ
أَوَضَيَّعْتُمُ الوفاءَ ، فضاعتْ= خلفَ أهوائِكم بقايا الأماني !
أنسيتُم أيَّامَنا نيِّراتٍ= بالمودَّاتِ وجهُها والمثاني !
مادهاكم ياقومَنا ! أنْكفأتُم ؟= أَتَخَلَّتْ عن العهودِ يدانِ !
وليالي احتفائِنا بسنا المجدِ .= . وإنشادِنا رقيقَ المعاني !
يالعهدٍ والمسلمون قيامٌ= بين عزٍّ وبين سيفٍ يماني
اتَّقوا اللهَ فالشريعةُ تدعو= مَن تناسى مآثرَ الفرسانِ
يومَ كنَّا مع الهداية نسمو= لانبالي بالأصفرِ الرَّنَّانِ
يومَ كانت أسمى الأماني لدينا= ساعةَ الموتِ في رضا الرحمنِ
كيف قد صوَّحتْ خمائلُنا اليومَ .= . وأخوى التغريدُ في البستانِ
اتَّقوا اللهَ في أنينِ اليتامى= وبدمعِ الأراملِ الهتَّانِ
وشحوبٍ في وجهِ كلِّ أبيٍّ= وانتظارٍ يذوبُ في الأجفانِ
وجموعِ المهجَّرين علتْهم= حسراتٌ من وطأةِ الأشجانِ
ما أمرَّ الخصامَ أفنى إخاءً= ورمانا في وهدةِ الأضغانِ !
مانبذناهُ والليالي توالت= بتباريح فرقةٍ وهوانِ !
مالكم تستقون في كلِّ آنٍ= ليس من نبعِ شرعِنا الفينانِ !
تتبارون لا إلى الله ركضًا= بالتُّقى والوئامِ والتحنانِ !
إنَّما السَّعيُ للزعامةِ تَبًّا= للزعاماتِ والهوى الشيطاني
وعلامَ القتالُ بين يديها= والتَّمادي باللَّفِّ والدورانِ !
وعلامَ الضَّجيجُ حول رخيصٍ= من حطامٍ والزَّهوِ بالصَّولجانِ !
عشْ زعيما لمَن تشاءُ ولكنْ= أينامُ الزعيمُ ذو النيشانِ !
وحيارى أجنادِه في ذهولٍ= واهتماماتُه حديثُ امتهانِ !
والذين ارتأوْهُ قد ذهلوا عنه .= . وهاموا كالضائعِ الحيرانِ
وهُمُ الآخرون في ابتسامةِ هزءٍ= من عدوٍّ أو من صديقٍ وانِ
تحملون الآمالَ قيدَ تبابٍ= غيَّبتْها سفاهةُ الصِّبيانِ
فاتَّقوا اللهَ واخلعوا الحبَّ للجاهِ .= . الموشَّى بالزيفِ في الألوانِ
وتآخوا على الوفاءِ كما يُرجَى .= . لأهلِ الإسلامِ في الأزمانِ
كي تعودَ الأيامُ تُزجي ربيعًا= ينفحُ الرَّكبَ من شذى الأفنانِ
ليظلَّ الميثاقُ يملي علينا= مانسيناهُ قبلَ هذا التَّواني
يوم جئنا إلى مشارف فتحٍ= نتملاَّهُ من كُوى الطغيانِ
ووجدنا على مداه انعتاقًا= من مهاوي الهوى وخبثِ الجبانِ
يالطيبِ السنين والعمرُ فيها= طاهرُ الثَّوبِ عاطرُ الأردانِ !
أين حُلوُ الشراعِ يمخرُ بالعزِّ .= . وبالوُدِّ والهدى والبيانِ !
أرضيتُم بمركبٍ ليس يقوى= في خضمِّ الإعصارِ والطوفانِ !
فتراميتُم كالغثاءِ على الأرضِ .= . قطيعًا عانى من الحرمانِ !
مادهاكم ؟ وأكرمُ النَّاسِ أنتم= في صحيحِ الحديثِ والقرآنِ !
ليس يُغني بعدَ الهدى غيرُ حبٍّ= أخويٍّ يفيضُ بالتحنانِ
خانع النفسِ : فاهجروه وردُّوا= مَن أتاكم بدائِه النَّفساني
يبتغي المجدَ لعبةً لارتفاعٍ= يتوخَّاه فوقَ أيِّ حِصانِ
***= ***
أيُّها المسلمون : هبُّوا أُبأةً= واستعينوا بالواحدِ الدَّيَّانِ
وتخلَّوا عن المغانم هانتْ= ليس في وجهِها سوى الخسرانِ
لايسوقَنَّكم جمودُ قلوبٍ=وانحسارُ الأشواقِ في الشريانِ
أوقدوا جذوةَ اليقينِ وثوبوا= بعدَ هذا الجنوحِ للرحمنِ
قد نأيتُم عن الرشادِ وزغتُم= فوجدتُم ماليس بالحسبانِ
ماتقولون إن وقفتُم أمامَ اللهِ .= . يومًا إن جيءَ بالميزانِ !
ماتقولون إن أتاكم سؤالٌ= عن معاني انتسابكم للمثاني !
وعن الوُدِّ ماتركتُم نشيدًا= لمحيَّاهُ بأيِّ لسانِ !
تشرحُ الصَّدرَ لفتةٌ من وفاءٍ= يتثنَّى شذاهُ عبرَ الجَنانِ
فعلى بِرِّه تهادتْ قلوبٌ= عَمَرَتْها مآثرُ الإحسانِ
فأنيبوا لربِّكم ، واستردُّوا= ما أضعتُم عراهُ بالشنآنِ
أتلفُّ الأحداثُ أُمَّتَنا اليومَ .= . ونجثو على رصيفِ التواني !
فاتَّقوا اللهَ إنَّما نحن قومٌ= جَمَعَتْنا شريعةُ العدناني
وبغيرِ الإسلامِ نسقطُ صرعى= وكتاباتُنا بلا عنوانِ
أرأيتُم كم مجرمٍ باع في سوقِ .= . علوجِ العدا بليغَ المعاني !!!
ومضى في تبارِ أيامِه مُثقلَ .= . خطوٍ يهيمُ في الوديانِ
وبنانٍ ينبوعُها كان فيضًا= جفَّفتْهُ حداثةُ الخذلانِ
وشبابٍ تهافتوا بعدَ عزٍّ= في كآباتِ عثرةٍ وافتتانِ
فازدراهم زمانُهم لخُلُوِّ الساحِ .= . واهٍ من موكبِ الفرسانِ
فاتَّقوا اللهَ ، والعواقبَ فيهم= وأفيقوا من هجعةِ الإذعانِ
قد تحزَّبتُم لستُ أدري لمَن ويحَ .= . نفوسٍ تُقادُ للبطلانِ
ليس للمؤمنين من صفةِ استكبارِ .= . نفسٍ تجرُّ للخسرانِ
فدعوا الأمرَ كلَّه لإلهٍ= قد حباكم بالعفوِ والغفرانِ
واتَّقوا اللهَ كي تنالوا فلاحًا= من عطايا الوهَّابِ ذي السلطانِ
فالنَّبيُّ الحبيبُ يهتفُ فيكم= أن تعالوا لخمسةِ الأركانِ
والزموا الشارعَ الأمين تنالوا= ماعلا من مآثرِ الإيمانِ
أنتُمُ الخيرةُ اصطفاكم إلهي= إذ تميَّزتُمُ على الأقرانِ
ونشأتُم على مدارجِ طُهرٍ= في صفاءِ الأرواحِ والأبدانِ
وتسابقتُم نحوَ كلِّ فخارٍ= وتجاذبْتُم عذْبَ أغلى المعاني
ورفعتُم في العصرِ رايةَ عزٍّ= عافها البعضُ من ذوي السلطانِ
وعليكم تكالبَ الشرقُ والغربُ .= . وغيُّ النقيقِ في الغِربانِ
وطِّنوا اليومَ أنفُسًا لزمانٍ= يتلظَّى بالحقدِ كالبركانِ
وعليه طغاتُه قد أعدُّوا= لقتالِ الإسلامِ حدَّ السِّنانِ
يا إلهي وأنتَ بَرٌّ رحيمٌ= لاتمكِّنْ لِغارةِ الشيطانِ
وانصُرَنْ جندَك الأُباةَ بعصرٍ=فالأعادي جاؤوا لحربٍ عوانِ
وأتونا بحقدِهم لدمارٍ= لبلادِ الإسلامِ كالطوفانِ
ورأينا طغيانَهم ماتوخَّى=حرمةً للنساءِ والولدانِ
ليس إلاَّكَ ربَّنا من نصيرٍ=فأغثْنا بفتحِك الرَّبَّاني