وقالت مصرُ ذو قدرٍ كبير=كرام الشعب و الجيش الخطير
وصرخةُ أهل غزَّةَ تستغيث=ألا يا إخوتي هل من مُجير ؟
و شلّال الدماء بها يسيل=كمجرى السيل في اليوم المطير
و جوعٌ بين رعبٍ دون مأوى=فهل من نجدةٍ ؟ هل من نصير ؟
لماذا يُمنع الماعونُ عنّا=بمعبركم و يُحظر من مرور ؟
لماذا يَعبثُ الأعداء لهواً=بخط ِّ حدودِكم دون النكير ؟
ألستم خيرَ من عبر القنال=و أبليتم بملحمة العبور ؟
ألستم من يُغيث الجار دوما=بغير تلكُّؤٍ عبر العصور ؟
و قالت إن غزةَ لو علمتم=لكم خط الدفاع عن الثغور
و ماذا بعد غزة دون مصر=سوى بعض النجوع أو الكفور ؟
فإن لم تدفعوا عنَّا فعنكم=فنحن الصَّدر للجسد الكبير ؟
و لستُم عندهم بأعزَّ منّا=سوى الترتيب في طمع المكير
* * *=* * *
فقلتُ لها فيا أختاه يكفي= فكم في القلب من ألمٍ مرير
فحكام البلاد هنا نيامٌ=فلا من نخوة لا من ضمير
و كم في جيش مصر من الجنود=تَحِنُّ إلى الجهاد إلى النفير
وكم في جيش مصر من الأسود=و لكن ليس يُسمح بالزئير
وكم في مصر من حُرٍّ كريم=رثي للحال بالدمع الغزير
و كم في الأسر من أسدٍ هصورٍ=ينادي نحن للأقصى الأسير
و كم في الجيش من أُسْدٍ غضابٍ=مُكَبلةٍ بأمرٍ من صغير
أتى بالزور منقلبا بغدر=فبدل نحو سوء في الأمور
فيُبعد عنه أحرارا كراما=و يُدني كلَّ مجترئ حقير
و يغدق بالنياشين الكبار=بأعداد النجوم أو النسور
يقرب أهل حاشية النفاق= بتوزيع المزايا و القصور
يخاصم كل مجتهد غيور=و يبعد كلَّ مقدام جسور
و يرسل عند معبركم ذيولا= بطبلٍ أو بزمرٍ في فجور
* * *=* * *
فقالت إن مصر لنا أمانٌ=هي الحصن كما الأخ الكبير
فإن خُطفت لبعض الوقت إنّا=سننتظر انفراجا في الأمور
و عهد الظلم عند الشام ولَّى=و أقبل عهد عدلٍ في سرور
عسى المولى سيؤذن بانفراج=لمصر تعود للخير الكثير
تعود كعهد مرسي إذ يقول=أتُتركُ غزةُ دون النصير ؟!
و تنكسر الحواجز عن حدودٍ=ليعبر عندنا أُسدُ النفير
* * *=* * *
و قالت إن كففتم أيَّ عوْنٍ=و إحسانٍ فكفُّوا عن شرور
و كفُّوا عن فتاوى مِن دَعِيٍّ=و إعلام كذوبٍ في فجور
و إن لم تستطع خيرا فأمسك=عن الشرِّ .. أذلك بالعسير ؟
و كم في مصر من شهمٍ أَبِيٍّ=و يفهم مقصدي بين السطور
أُسائِلُه و أسأل كلَّ حُرٍّ=أقول فهل فتىً كأبي بصير ؟
و أرفع شكوتي لله ربِّي=هو المولى لنا خير النصير