كم لاحَ بَعدَ الليلِ فَجْرٌ ساحِرُ= وأمامَ عيني شَفَّ حُسْنٌ باهرُ
كم للسجودِ حلاوةٌ في قُدسِنا = وترابُها الذهبيُّ .. مِسْكٌ عاطرُ
يا قُدسُ إنَّا في هواكِ تضُمُّنا= مُهَجٌ بها طالَ الحنينُ الصابرُ
يا قدسُ كم بثراكِ ذابَ مُتَيَّمٌ= في عِشْقِهِ ولَكَمْ تحِنُّ مَشاعِرُ
يا قدسُ مَهْرُكِ نخوةٌ وكرامةٌ= أحرارُها .. هُمْ أهلُها وحرائرُ
كم كلما ازدادتْ مسافةُ بُعدِنا = كم ذا يتوقُ إليكِ قلبٌ شاعرُ
ما طالَ ليلُكُ والظلامُ وشوقُنا = إلا ودَمْعُ عيونِنِا يتحدَّرُ
والمَهْرُ مِن دمِنا فِدَاكِ ، وكلما= تُهدَى دِماءٌ ، والنفوسُ تُحرَّرُ
والمسجدُ الأقصى الأغرُّ بنورِهِ= يزهو ، وفيه علا النداءُ الأكبرُ
فاللهُ أكبرُ .. زلزلتْ أعدَاءَنا = تعلو بها فوق السَّحابِ حناجرُ
هذا نداءُ الحقِّ يروي غُلَّةً= للظامئين ، هو النداءُ الكوثرُ
يا قدسُ يا ساحَ البطولةِ والفِدا= لا تحزني وحِماكِ خطٌّ أحمرُ
يا بهجةَ الأيامِ عاطرةَ الشذا = طِيبي ، فما وَعْدُ السَّما يتأخرُ