من مهاد الذكرى
من مهاد الذكرى
أ. د . عبد العزيز الحاج مصطفى
كان يوم خروجي من منغ الخميس 15/1/ 1981م. وكان انتهائي من بناء هذه القصيدة في ذمار اليمن في السبت 15 /1 /2011م. وعدد أبياتها مئة وثلاثة وثلاثون بيتا، وهي إطلالة على ثلاثين عاما مرت، إنها (الملحمة الوطنية الكبرى في سورية المعاصرة) وهي تحكي حال الإخوان بعامة؛ رؤيتهم ومواقفهم وما آل إليه أمرهم بعد خروجهم من الوطن وانسياحهم في أرجاء المعمورة وتعرضهم للملاحقة تعرضا أدى إلى ما هم فيه من ابتلاء عريض وإيذاء كبير.
ثم جد جديدها واشتعلت الثورة ضد النظام الطاغية فأتبعناها بسبعين بيتا تتحدث جميعها عن الثورة وترصد أحداثها بصدق وموضوعية فاكتمل بناؤها من وجهة نظرنا المتواضعة وقد بلغت مئتين وخمسة أبيات. وهذه التتمة بعضها كتبناها في المملكة العربية السعودية، وبعضها في ليبية وبعضها الآخر في اليمن؛ في المحويت، أو في المحروسة صنعاء، وقد انتهيت من كتابتها في الحادي عشر من شوال لسنة ألف وأربع مئة وثلاثة وثلاثين خلت من الهجرة، الموافق التاسع والعشرين من آب \ أغسطس لسنة ألفين واثنتي عشرة خلت من الميلاد.
(الملحمة الوطنية الكبرى في سورية المعاصرة) أو (من مهاد الذكرى)، مهداة إلى السوريين بعامة، وإلى الإخوان منهم بخاصة. إلى أخ منهم؛ شاطرني الهمّ ردحاً من الزمن، ثم شعثت الأيام فتباعدنا. فإلى روحه الطيبة أهدي هذه الأبيات، لعلها تكون الشفيع، بعد انقطاع طويل.
ذكرتُكَ في سِري ذكرتٌكَ في جَهري ذكرتُ أمانيِّ ذكرتُ مَواقفي ذكرتُ زمانا والهوى بعدُ لاعِجٌ غداةً كأنَّ الدمعَ يحجُزُ بيننا وقد أزِمَتْ فيها اللياليُّ وانبرتْ ذَكَرْتُ إخائي والإخاءُ عقيدةٌ ذَكًرْتُ (مَسِيري) و(اغْترابي) و(مَوقفي) زمانا وقد كُناَ كمحتلب رجا يقولُ صِحابُ الدربِ حَلحِلْ صِعابَها فقلتُ صِحابَ الدربِ إنّ صِعابَها مواقيتُها تقديرُ ربٍّ بأمرِهِ مواقيتُها عُرْسُ الشهيدِ وعودةُ ال ذَكَرْتُ الحِمى حيثُ الحبالُ تَقَطَّعَتْ وحيثُ الصَّباحاتُ المُرَجّى شُروقُها وقد مازجَتْنا والرِّياحُ عَواصفٌ فقلتُ سَلامُ اللهِ أهلا وإخوةً رِضاءً وتسليماً بما كانَ أو جَرى ذكرتُ ومَهْدُ الشَّمسِ ساحاً وَملْعَباً رِجالٌ تَدَاعَوْ من هُمامٍ وماجِد صَحائِفُهُمْ بيضٌ وفي قَسماتِهِمْ قضَوْا دونَ بابِ المجدِ أسدا بواسلا هُمُ آذنوا الطُّغيانَ مِنْ قَبْلُ ثورةً مَشَاهيرُ صاروا كالنُّجومِ أهِلَّةً أميرُهُمُ لا يعرفُ الحَيْفَ سَيّدٌ وإنسانُهم أُترُجّةُ الدهرِ نَفْحُهُ بَهَاليلُ فُرسانٌ حكى الدَّهْرُ صِدْقُهُمْ وقد عَلِمَتْ عليا الشآم بِأَنهّمُ شَبابٌ رِزانٌ في الأمورِ أولو نُهى صِحابٌ مَيامينٌ لَهُمْ سُدَرُ العُلى هُمُ كَرُمُوا في العالمينَ مناقباً لَهًمْ بَيْنَ قَلبي والشّغافِ مَنَازلٌ عَلِقْتُ بهِمْ أهلاً كراماً وإخوةً سلوا تدمُرَ الحمراء عنهم فإنهم سَلوُا حلبَ الشهباءَ عنهم فإنهم سَلُوا حاضِرَ الأحرارِ عنهم فإنهم سَلوُا إدْلِباً عنهم فهم جَحْفَلُ الفِدا سَلوُا الديَرْ َعنهم والميادينُ سُوحُهم سَلوا مِنْغِي عنهم فهُم نَفْحَةُ الُهدى هُمُ الشَّعبُ ثَاروا قَصْدَ فَكِّ وَثَاقِهم وَهُمْ عَرَّفوا الدنيا بأقْدارِ أمّة سَلُوا الشامَ كُلَّ الشامِ إنَّ شبابَها بِعُهدَتِهِم أرضُ الشآمِ وشعْبِها بِمُقْلتِهم هذي البلادُ بِأسْرِها بلادٌ بها العُمَّارُ أَكْثَرُهُم تُقَى سَلوُني أنا عنهم فهم عَزْمَةُ الإبَا هُمُ لَقَّنُوا الأجيالَ درسا مِنَ الفِدا وهُمْ فَتَحُوا الأبْوابَ للثورةِ التي كَأَني بِهم والشرُّ كَشَّرَ نابَهُ همُ القومُ وُرّاثُ الشجاعةِ والنَّدى إذا ما مضى جيلٌ وآفلَ نجمُهُ كذاكَ صَباحاتُ الحيا ةِ ونَشْرُها إذا ذكّرَ تنْيهِمْ لياليُّ غُربَتي بَنُو العملِ المسَتحَسَنُ اليومَ رسمُهُ وقد نَضَّرَ اللهُ الوجوهَ بموقِفٍ وقد ضربوا الأمثالَ في العُسْرِ للوَرى ذكرتُ وأنتَ اليومَ سِرٌّ لِمَنْ رَأى ذكرتُكَ تَروي للأنامِ حقيقةً ذكرتُكَ إنساناً ذكرتُكَ صاحباً تبُشّرُ بالحُسنى بمستقبلٍ لهُ تقولُ وبعضُ القولِ آيٌ مُرَجَّعٌ ألا إنّما الإسلامُ في الأرضِ دعوةٌ ذكرتُ الأمانيَّ العذابَ وقد بَدَتْ حقائقُ كانت كالشقائقِ لوُنها عنِ الواقِعِ الملتاثِ عن شعبٍنا الذي حشاشاتُ رُوحٍ يا أميرُ لِذَوْبِها معالِمُ أينَ اليومَ حَطَّتْ رِحالَها؟ وكيفَ غَدَتْ جَبَّاءَ يُفْزِعُ حالُها؟ ذَكَرْتُ أُصَيْحابي الجميعَ ومَنْ لهم فقلتُ سلامُ اللهِ مِنْ مَعْشَرِ ابْتِلا لياليَّ شَطَّ الحِلمُ فيها وشَطَّتِ على الضِفَّةِ اليُسْرى ونحن جماعةٌ وقد صابَها لَغَبُ الحياةِ فَأَعْجَمَتْ تأذَّنَها بالشَّرّ والشَّرُّ مَلْمَحٌ وَحَاوَطَها كالوحشِ يبغي اغتيالَها وما وَفَّرَتْ أَحْشَاهُ كيدا لِمُسْلِمٍ وحالُ الرَّعِيلِ الفَذِّ حالٌ مُنَهنَهٌ بأقْصى ثَنِيّاتِ الضياعِ مُضيّع ولا هُوَ مأخوذٌ ولا هُوَ آخِذٌ وقد دَهدهَتهُ الريحُ نحو وقيعةٍ وقد طَوَتِ الأيام ُمنهُ بيارقاً وباتَ أخوهُ في المهامِهِ دابُهُ أسير اغتراب بينَ نابٍ وَمِخْلَبٍ فَتَى الموقفِ الرِّبّيّ سُبْحانَ ربِّهِ صبورا حليما لا يضارِعُهُ النَّدى إذا سَاوَرَتْهُ النائباتُ رأيتَهُ كَأنِّي وقد أمضى الثلاثينَ غُدْوَةً يُصَاوِلُ في زنزانةِ الرُعبِ سِيدَها ويَعْلُو على السِّفْلِ اللئيمِ بحكمةٍ وقد لَقِنَتْ منه الحياةُ سَجِيَّةً تَراهُ بِسُوحِ الموتِ يَغْرزُ نَصْلَهُ (مُنَاضِلُ)في أثوابِهِ العزُّ صاحبٌ (مُكَافِحُ) ما بالى بقوةِ جَارِمٍ (مُقَاوِمُ) للطغيانِ ِابْنُ كريهةٍ (مُجَاهِدُ) صلَّى اللهُ من عَلَمِ الفِدا هُمُ القومُ حُرَّاسُ الحياةِ عزيزةً تَآخَوْا مع الجُلَى وعاشُوا لِمِثْلِها بِهِمْ يستظِلُّ الركبُ مِنْ وَهْجِ حَرِّها وَيْقَوى على رَيْبِ الزمانِ وكيدِهِ بموقفِ صدقٍ لا يرامُ جنَابُهُ مِثَالاً ِلَمْن رامَ الحياةَ كريمةً وقد عَرَفُوا أنَّ الحياةَ كريمةً فَزادوا وما بالَوا بحجمِ جراحِهم تَمَثَّلَهُمْ قلبي ورُوحي لأَنَّهم عَلَيهم صلاةُ اللهِ ثم سلامُهُ ذكرتُ وأنتَ اليومَ سِرُّ موشحٌّ على أي دربٍ قد تَخِذتَ مسارهاً فأنتَ شبيهُ النَّسرِ عزاً ورفعةً وأنت إذا ما الدهرُ آذن أَهلَهُ إذا قيلَ عبدُاللهِ أو لاحت الرؤى ذكرتُكَ والأيّامُ يَخضَلُّ دَمعُهاُ سنينَ خَلَتْ والدهرُ عَرَّسَ سيدُهُ بوادي الغَضَا والليلُ يرخي سُدُولَهُ ونحن بأبوابِ المُنى نَرْقُبُ المنى بباديةِ الضجرانِ حيثُ الذرائعُ تحوطُ الرؤى مِنّا ادكاراً نجلُّهُ من القومِ مِمَّنْ جَمَّعتْهُمْ مَكارهٌ فنغدو كَمَنْ قد آذنتْهُ بصرفِها يذوقُ مِنَ الوَيلاتِ ما ذاقَ يوسُفٌ وقد شاءَ رَبّي أنْ يكونَ عزيزَها أفاويقُ كم طابتْ وكم طاب شُرْبُها وما عكّرَ الأطيابَ إلا أخو هوى ألاعيبُ باتتْ ناشِطاتٍ وفِعْلُها إذا أَرْسَلَ الرأيَ الحكيمُ بصَرْفِها فباتَ على الأعْقَابِ يندُبُ حَظَهُ أشَلَّ الرُؤى في التِيهِ يَحْرُكُ قاعِداً وقد نازَعُوهُ حَقهُ فتبدَّدتْ فإنْ شِئْتَ أنْ تبَكي رُؤَاهُ وَحَقَّهُ وإنْ شئتَ خُذْ بالأزْرِ إنّكَ صاحبي وإلا فَإنَّ اللهَ أمرُهُ نافِذٌ بُكائي على آلي وإخْوانِ مَوْقِفي وَدَمْعِي وقد أمْسَى كَسَيْلٍ وعَبَرِتي تُحَدّثُ عني للأنامِ حَدَيثها عليكَ سلامُ اللهِ عَدْلاً ومُنْصِفاً ذَكَرْتُكَ والأيامُ جَدَّ جَديدُها وقد لاحَ منها في الحياةِ بَيَارِقٌ وشَبَّ شبابٌ مُنْتًمُونَ وفُتِّقَت فكان أذانا للفلاحِ وموعِدا وقد خُطَّ دربٌ للخلاصِ بثورةٍ وطَارَ شُعاعٌ في الشآمِ جَميعِها وكان لدرعا أن تكونَ طليعةً وأنْ توقِظَ الأمواتَ في رُمَمِ البِلى وقد خرجَ الأبناءُ للسوحِ وانتهتْ ولم يَعُدِ الحَابوسُ يحجزُ بينَهم لبيضِ وُجُوه منْ صحابٍ وإخوةٍ فكانوا بِدرعا مَدّها ونفيرَها وكانوا وقد صاروا بإدلبَ مَعْلْما بِمَوقفِ عزّ لا يُحَطِّمُهُ البِلى لعَمْرُكَ إنَّ الخالديةَ مَوقِفٌ كَذاكَ وبابا عمرو صِنْوُ نِضالِها وما هَمَّهُم أنْ يَهْدِمَ البغيُ بيتَهُم وقد عَرَفُوا أنَّ الحياةَ مصونةً كأنَّ الشبابَ في الميادينِ غُدوةً ومِنْ وَثْبَةِ الإخوانِ في سُوحِ عِزِّهِم فكانوا صَريخَ المؤمنين وصَيحَةً وقد خرجتْ تَبْغي الحياةَ كَريمةً هُمُ اليومَ في سُوحِ المعرَّةِ مَعْلَمٌ وقد وقَفُوا في اللاذقيةِ موقفاً وقد صَدَمُوا طُغيانَ بَشَّارَ صَدْمةً وقد بانَ منه في الميادينِ مَعْلَمٌ لَعَمْرُكَ إنْ ألْوى بِشَهْباءَ أَدْهَمٌ لقد وقفتْ أَرْيافُها الخُضْرِ مَوْقِفا وقد عَلِمَتْ عُليا الشآمِ بِأَنَّها هِيَ الفَيْصَلُ المخبوءُ للموقِفِ الذي وقد عَلِمَ الباغونَ أنَّ مصيرَهُم بأنْ يثأروا مِنْ ظالميهم ومَنْ بَغَوْا فكانتْ مَلاحِمُ حيث كانتْ وصَيْحةٌ فكانَ جَديدٌ يا أخيّ وموقِفٌ ولاحَ بِأُفْقِ الشامِ فَجْرٌ مُبَشِّرٌ فكانَ لزاما أنْ نُقَدَّمَ صَفَّهُ وقد أَزِفَ الميقاتُ مِنْ بَعْدِ فترةٍ وما عادَ يُجْدي حَذْفُ رَقْمٍ لغايةٍ ولا أنْ نُرى في الدربِ نمشي بلا هُدى وإخوانُنا عادَ الصَّريخُ يَزُفُّهُم فللهِ شعبٌ يُبْتَلى بِمَكارِهٍ وللهِ أَرْضٌ قد تَأَبَّدَ غُولُها وللهِ مِنْ دارٍ بِمِنَّغَ قفرةٍ وقد هَدَّمَ الباغون جُلَّ بنائِها فصارتْ صَرِيخا للرجالِ ودعوةً وللهِ مِنْ قَبْرٍ بِمِنَّغَ شاخصٍ وعَنْ آل ناصيفٍ وقد أَنْصَفوا المُنى وعن آل دك والدكادك عصبة رجال تداعوا للجهاد فأبدعوا ودرِّالرجالِ الْمُصطَفَيْنَ ومنْ لهم وقد أَشْعَلوا فيها قناديلَ مِنْ هُدى فكانوا مِثَالا لِلشَّجَاعَةِ والنَّدى وللهِ مِنْ أُمٍّ تَفَطَّرَ كِبْدُها تَدُبُ بِمِنْساةٍ وتَلْعَنُ حَافظا وللهِ دَرِّي حِيْنَ أَتْرُكُ طَائعا ودَرِّ السنينَ وقد ترامَتْ بِظِلِّها ودرّ بغاة الظالمين ومن عتوا ودَرُّ غُزاةٍ مُفْسِدينَ أُولي هَوى ودَرِّ مَنْ ساموا بِهَضْمٍ رجالَهُمْ صَغيرٌ مِنَ الأبناءِ يَقْدُمُ صَفَّهُم وقد صارَ هَضْمٌ القومِ طَبْعاً مُبَرْمَجاً وصارت حُظوظُ النفْسُ هَمَّاً لِصاحِبٍ فَصُرنا وصارتْ دارُنا-وهي حُرَّة وقد صار ربُّ الدارِ نَفَّاخَ كِيرِها فصُرْنا وأقْدارُ الحياةِ كما ترى غنائمُ للطاغينَ طَوْرا وتارةً وللهِ دَرِّي حينَ ألتَحِفُ المُنى وقد أَزِمَتْ دَهْياءُ واشتدَّ كربُها ألفّتُ يبكيني حنيني وموقف وقد لاحَ في الأُفْقِ البعيدِ نذيرُها فقلتُ وبعضُ القولِ آهٌ مُبَرِّحٌ عليكَ سلامُ اللهِ شعبا مُجاهدا | ذَكَرْتُكَ والأيامُ منْ خلفنا ذكرتُ رَفِيفَ الوجدِ يخفُقُ في صدري بأفئدةٍ حَرّى تكابِدُ من حَرِّ وقد قَذَفَتْ بالآلِ في مَهْمَهٍ وَعْرِ تكيلُ لنا بالصاعِ عَشْرا إلى عَشْرِ وآصِرَةٌ تَقْوَى على الكيدِ والإصْرِ وما أنا فيه مِنْ يَسَارٍ ومِنْ عُسْرِ بماعونِهِ والدَّرُّ يَشْرَقُ بالدَّرِّ وقد أزِمَتْ والقلبُ يُشْوَى على الجَمْرِ مقاديرُ لا تَنْزاحُ بالرَأْيِ والفِكْرِ تعِزُّ حياةً أو تَؤولَ إلى خُسْرِ شَّرِيدِ وإيذانٌ بِمُنْبلَجِ الفَجْرِ وحيثُ حشاشاتُ القلوبِ على إثري وحيثَ المواعيدُ المحلاةُ بالنَّصْرِ مشاعِرُ شَتى مِنْ بَدِيٍّ ومِنْ سرّي ومَعْشَرَ صِدْقٍ مِنْ مُقِيمٍ ومِنْ سَفرِ بما أنْزَلَ الرحمنُ في سورةِ العَصْر لإخْوَانَ سَبَّاقينَ في عالمٍ نَضْرِ كريمٍ ومقدامٍ ومن فارسٍ حُرّ شمائلُ كَمْ حَدَّثْنَ عنْ حَاليَ الذّكْرِ رجالا فكانوا في الورى غُرّةَ الدَّهْر وصَالوا عليهِم صَوْلةَ الليثِ والصَّقْرِ وكالكوكبِ الدُرّيّ أو رائقِ الدُّرِ وسيَّدُهم شيخٌ له حِنْكَةُ الَحَبْرِ تما زَجَ مِنْ طيبٍ يَدُلّ ومن طُهْرِ وقد أَزَمَتْ والدهرُ شاهدُها العَصْري همُ الثلَّةُ العرباءُ في الموقفِ الوَعْرِ عليهم وَقَارٌ لا يُنَهْنَهُ بالزَجْر هُمُ خَطَبُوها بالمثقفةِ السُّمْرِ وهُمْ نَبَهُوا والقومُ صَرْعى مِنَ الَخَدْرِ فَخَفْقَةُ قلبي مِنْ حِراكِهِمُ الثوري وأرغَبُ منهم أن أكون َعلى إثْرِ صَريخٌ تَأَبّى أنْ ينامَ على وِتْرِ شموسٌ أضاءتْ أو عناوينُ من فَخْرِ أحاديثُ تُرْوى للأنامِ مدى الدهر إذا ما انْتَخوَا بينَ المَعرَّةِ والجسْر فهُم ثُلّةُ الإقدامِ طلاعَةُ الثَّغر وهُمْ بَارِقُ الآمالِ والليلَ إذْ يَسْرِ وهُمْ أقدموا إقدامَ رِئبالِها الُحرِّ لها سَجَدَ التاريخُ في سالفِ الدَّهْرِ حماةُ دِيارٍ بل عرانينُ من كِبر فهم يمنعون الشامَ طُرَّا مِنَ الغَدْر من الشرقِ من أقصى التُّخُومِ إلى البَحْرِ وأكثرُهُمْ عنْدَ المواقيتِ في النَّشْرِ وهم صيحةُ الإقدامِ في وجْهِ مُسْتَشْرِ وزادوا على الأمجادِ سِفْراً إلى سِفْرِ يُطَاحُ بٍرَأسِ الشَّرّ فيها وبالَجذْرِ لَهَازِمُ شقّتْ بالفِدا مُهْجَةَ الشَّرِ قوافِلُهُمْ تَتْرى وتَتْرى إلى الحَشْرِ أجَدّ بها جِيلٌ يُؤَذّنُ بالنَّشرِ على قّدَرٍ تأتي وتمضي على قَدْرِ تَهَلْلَ مني الوجْدُ بالطيّبِ العطري وقد رسموا الدربَ المؤدي إلى النَّصر لبوسهُمُ فيهِ سرابيلُ مِنْ طْهْرِ كما ضَربوا الأمثالَ في موَقِفِ اليُسْرِ تُغَادي الرُّؤى ما بين (يَدري ولا يَدري) وتَعلُو عُلُوَّ الشمسِ والأنجُمِ الزُّهْرِ ذكرتكَ فَهّاماً تحاوِرُ عن خُبر ملامِحُ تُزْهَى بالأطاييبِ والبُشْرِ وسُبْحانَ ربي آيُهُ ليس بالحَصْر خَلاصٌ بها تَشْفى النفوسُ من الَهزْر مآذنَ خُضْرٍ في بساتينها الُخضْر تبوحُ بمكْنونٍ عنِ الموقفِ النَّضْر بَدا اليومَ توّاقاً إلى مَطْلِعِ الفَجْرِ صَرِيخٌ وقد تاهَتْ بِعالمَهِا القَفْر وكيفَ تخَلَّتْ عن ثوابِتِها الغُرِّ؟ مروّعةً مِنْ فِعْلِ زيدٍ ومِنْ عَمْرو؟ مُشَاركةٌ في الهمِّ والهاجِسِ الثَّوري تأذَّنَهُ العُدْوانُ بالخُبْثِ والغَدْرِ فباتَ خَلِيُّ النَّفسِ مُنْقَبِضَ الصَّدْر تناءتْ عن الأوطانِ في بلدِ الغَيْرِ وناءت بعدوان تسلح بالمكر لذي تِرَةٍ لازالَ يَلْهَجُ بالشَّرِّ وإيذاءَها بالنابِ طَورا وبِالظِفْرِ ولا سَلِمَتْ منه الحشاشاتُ في القَبْرِ من القَهْرِ لا يَدْري المساءَ مِنَ الظُّهْر فلا هُوَ مَطْويٌّ ولا هو في نَشرِ ولا هُوَمن ينجو بأسمالِهِ الغُبرِ لِيَلعَقَ فيها المُرَّ مِن واقع مُرِ وجفت ينَاَبِيعٌ وأُعسِرَ في العُسر لُقيماتُ قد (تُمري عليهِ ولا تُمرِي) تَخَبَّطَ لا يَدري الخلاصَ من الأسْر إذا ما ادْلَهَمَّ الأمرُ أو زِيدَ في الأَمْرِ يحَلْحِلُها بالحِلْمِ حينا وبالصَّبْرِ تبَسَمَ يَلْقَاها بِمُتَّسَعِ الصًّدْر يُهَلّي بها لا يَعْبأُ الدَّهْرَ بالسَيْرِ وَيَصْمُدُ لا يَخْشى الثعابينَ في الجُحْرِ ويَشْمَخُ في دُنيا الكرامة ِ والفخرِ تَباهى بها والكوْنُ يَلْهَجُ بالطُهْرِ ويُعْلِنُ أنَّ الموتَ محبوبُهُ العُذْري إذا ما انتْخَى يوما بساحاتِها الحُمْرِ ولا هانَ في خَصْمِ الجريمةِ والعُهْرِ وفارسُها إنْ جَدَّ جَدٌّ من الأمْرِ عليه وحَيّا من رَفيقٍ ومن ظِئْرِ وطُلاُبها من مُقْلةِ الصَّقرْ والنسَّرِ وكانوا وإيّاها كَقَرْنَيْنِ في القَدْرِ وَيَأمَنُ مِنْ دَهْمِ المَكَارِهِ والغَدْرِ بجَمْعٍ ولمٍّ أوبِشَدٍّ مِنَ الأزْرِ وإن سُلِّحَتْ (رَعْناءُ) باللؤمِ والغَدْرِ بهم يَهْتَدي التيّاهُ في التِيْهِ والحيرْ مُمَنّعْةَ ليستْ كَمَهْتُوكَةِ السِّتْرِ وإن كانْ حَجْمُ الُجرحِ في الدفقِ كالنَّهْرِ مِنَ القلبِ بل والروحِ.بَعْضٌ من الفِكْر وأكرِمْ بِهِمْ أكرمْ بأجْوازِها الغُبْرِ بأخيلةٍ خضراءَ تَعبَقُ بالطٌهرِ وفي ايِّ حينٍ قد تعودُ إلى الوكرِ وأنتَ وريثُ النسرِ في وُكَنِ النَّسرِ بِجَائِحَةٍ خَضَّدتَ جائحةَ الدهرِ تَغَشّى الرُّؤى مني جَهَامٌ مِنَ الفِكْر وقد حَشْرَجَتْ والآهُ جَمْرٌ على جَمرِ بِمُنعَطَفٍ خالٍ من العَطْفِ واليُسْرِ وذئبُ الغضَا في الليلِ أشرسُ من ِنْمرِ نفيقُ على أمرٍ ونغفو على أمرِ وحيثُ الهوى المعسولُ يمزجُ بالصَّبْرِ ودون ادِّكارِ الأمسِ (ضارٍ ومُسْتَضْر) وصاغت حُمَيّاهُمْ أفانينُ مِنْ قهرِ سليَمْى وألقته بمنعرجٍ قَفْرِ ويلقى الذي لاقى السِنِمّارُ من ضُرِّ وأن تخلُصَ الأحوالُ فيها إلى خيْرِ وكمْ طَفَحَتْ منها الأساريرُ بالبِشْرِ وإلا هَوى لازال يَخْلُجُ في السِرِّ حكومٌ وعُقْباها (أمرُّ مِن المُرّ) تَراءى له فيها جَهَامٌ من الذُّعْرِ ويأسفُ ممّا كانَ من حالهِ المُزريِ يكفكفُ دمعاً سَحَّ من مُقْلَةِ العُمْرِ رؤاهُ ووافَتْهُ ريُوبٌ مِنَ الدَّهْرِ وإن شئت فادعُ الله مندوحة تُبْري لمنتصرٌ إن كنتَ تأخُذُ بالأَزْرِ وعُقْبَى الأنامِ المُفْرِطِينَ إلى خُسْرِ وآهي مِنَ الُجلّى وقاصمةِ الظَّهْرِ وقد لازمَتْني في الشَّهيقِ وفي الزَّفْرِ أنا الصاحبُ المصحوبِ بالهَضْمِ والقَهْر ويَحْفَظُكَ الرحمنُ فيهاْ من الجَوْرِ وعادتْ رِياحُ الوجْدِ تَخْفُقُ في إثْري وآذنها الرحمنُ ضَربا مِنَ النَّشْرِ بَراعِمُ كانَتْ قَبْلُ في عالَمِ الذَّرِ لِفَجْرٍ يُهَلّي بِالصَّباحاتِ والبِشْرِ بِحَنْجَرَةِ القَاشُوشِ تَصْدَحُ بالنَّصْرِ يبَشِّرُ بالدربِ المُؤدّي إلى الفَجْرِ وأنْ تزحمَ الدنيا بموقِفها الثوري وتَجبهَ طاغوتَ البلادِ بما يَجْري إليهم مقاليدُ الرياسةِ في الأَمرِ وقد أصبحَ الحابوسُ مُزْدَلفاً قَسْري خُروجُهُمُ الميقاتُ في عالم النَشْرِ وكانوا بِحِمْصَ الزرعَ يَنْبُتُ في الصَّخْرِ تَصَدّرَهُ الهَرْمُوش بالقلبِ والصَّدْرِ ولا يَنْتهي ما طالَ طَوْلٌ مِنَ الدَّهْر له شَهِدتْ دُنيا الأحبةِ بالقَدْرِ وقد ضَرَبوا الأمثالَ للناسِ بالصَّبْرِ ولا أنْ يُطالوا بالجريمَةِ والغَدْرِ أجَلُ وأسمى من مُهتّكةِ الستر يُعيدُوَن للأذهانِ ما كانَ مِنْ أمرِ غَداةَ تَحَدَّوا سُلطةَ العَسْفِ والقَهْر أفاقتْ لها سُوريةُ النبْلِ والطُّهْر بأبنائها الأَبْرارِ والمَعْشَرِ الغُرِّ وفي إدلبَ الأحْرارِ أُهْزُوجَةُ النَّصْر على وَقْعِهِ ثارتْ دِمَشْقٌ على الجَوْرِ صَداها تبَدَّى بينَ إدْلبَ والدَّيْر كما بانَ في البيضاءِ قبلا وفي الجِسْر وكانَ الذي ما كانَ منها من القَصْر أعادتْ به ما كانَ مِنْ سالِفٍ نَضْر هِيَ الفَيْصَلُ المخبوءُ للْحَسْمِ والبَتْر به اجتِثَاثُ الشرِّ طُرا مِنَ الجَذْرِ بأيدي رجالٍ عاهدوا اللهَ في السِرّ عليهم ومَنْ كانوا أسَاطِينَ مِنْ عُهْر أصابتْ حَشَا الباغينَ بالخوفِ والذُّعْر له شَخَصَتْ منّا المشاعِرُ بالشِّعْر بِمَقْدِمِهِ الميمونِ يَطْفَحُ بالبِشْرّ وأنْ نَعْضُدَ الثوارَ بالموقِفِ الثَّوْري وآنَ أوانُ الردِّ والأخْذِ بالأزْر ولا أنْ يكونَ الرَّقْمُ في مَهْمَهٍ قَفْر بِمُغْتَرَبِ الأيام نَظْلَعُ في الأمرِ قتيلا قتيلا أو مُجَدَّلَ في الأَسْرِ وللهِ شَعْبٌ يَرْسُفُ اليومَ بالقَهْرِ وصارتْ ظَلاماتُ الرجالِ بلا حَصْر بِمُنْعَطَفِ الأحداثِ تَشْخَصُ في وِتْرِ ومُزِّقَ منها الِّسْتُر واغتِيلَ ذو حِجْرِ لردِّ طَغَامِ الحقدِ عَنْ دارةِ الخَيْرِ يُحَدِّثُ عَنْ آل الحجازيّ والبَكري وعن آل إسماعيل ذي الأوجه الزهر وآل حميدو حيث يكرم في النشر وأعطوا عطاء المكثرين من البر أيادٍ بهذا الزَّخْمِ والثورةِ البِكْرِ وقد أَسْرَجُوا فيها خيولا مِنَ الطُّهْر بِهِمْ يَهْتدي الضُّلالُ في العُسْرِ واليُسْر وقد تَرَكُوها شِبْهَ عمياءَ في قَفْر وَتَدْعو عليه اللهَ دعوةَ مُضْطَرِّ بَنِيِّ وأهلي للمعاناةِ والقَهْر وصارتْ مَعَ الأيام ِبَعْضاً مِنَ الذِكْر عتوّ زنيم الطبع أولع بالغدر يثورُ بأحشاهُم قديمٌ مِنَ السُّعْر وقَد تَرَكُوهُم أُمَّعَاتٍ مِنَ الخَتْرِ وليثٌ هِزَبْرٌ يحبسُ اليومَ في وَكْر يُبَرْمِجُهُ العُصْفورُ للباشِقِ النَّسْر وقد أثْقلت والنفسُ حُبْلى مِنَ الذُّعْر تَهَتَّكَها العُدوانُ-مَفْسَدةَ الدهْر له نَفْخَةٌ في الشَرِّ أقوى من الشَّرِّ نُباعُ ونُشرى بالرخيصِ مِنَ السِعْر لِفارسِها المقْدامِ والمُلْهَمِ الصقْر وأَمْكُثُ لا أدري الصباحَ مِنَ الظُهْر وبالَ حِمارٌ فوقَ ناصيةِ المهْر ويُدمي فؤادي عَجْزُ روحي عن النَّشْر وحَصْحَصَتِ الأيامُ عَنْ واقعٍ مُرّ له خَلَجٌ في القلبِ يَحْرِقُ كالجَمْر ويَنْصُرُكَ الرحمنُ ربي على الغَدر | تَجْري